"تنويه: كل ما يأتي هو عك شخصي. أرجوك لا تقرأ مالم تكن بحاجة ماسة لجرعة اكتئاب مجانية. أنا بتكلم جد. بلاش أحسن"
ماذا تعرفين عن الإكتفاء أصلاً؟ كفاكِ ادعاءاً.
هو يومٌ آخر يمر دون إنجاز يذكر.. تزدادين حماقةً كلّ يوم.. صرتِ أكثر حزناً ربما.. أصابك الشتاء بعدوى الكآبة.. أم أنكِ أنت من نقلتِ إليه تلك العدوى فصار يشكو قِلة المطر وجفاءَ الشمس؟
لم أنتِ هكذا؟ هجرتِ كتبك.. ضجرتِ من موسيقاكِ.. سئمتِ من الوجوه المكررة.. من ألمٍ يسلب ما تبقى لكِ من صمودٍ ومن سُعالٍ مستمر بسبب غصةٍ في الحلق.
تزدادين انعزالاً عن العالم.. تريدين السفر. رغم كُرهك للوحشة وانحرافات الطُرق.
متى ستشعرين حقاً بقيمة أنفاسك؟
لم تعد تكفيكِ الضحكات المباغتة.. صارت هزيلة أمام حزنك الدائم.. تتناولين الشيكولا كلّ يومٍ أملاً في شعورٍ طفيف بالسعادة.. حتى فشلت تلك المحاولةِ أيضاً فهجرتها غاضبة.
امتنعتِ عن البكاء.. واستسلمتِ لنزيفك الداحليّ.. وجلدِ الذات.
لا أحد هُنا ليسمع دقاتِ قلبك المتسارعة.. لا أحد هنا أبداً يستقبلك كلّ يوم بحضن دافئ وابتسامة.. لا شئ سوى الأرض تسعُك وقت التعب وقِلة الحيلة.. هي وحدها تحملك دون تذمر.. وتحمل عبء السرير حين تسقُط رأسك بثقل ما فيها على حافته.. كي لا يتألم.
فوضاكِ تعُم المكان وتترك لكِ مساحة فارغة كافية.. كبداية.. لكنكِ تُصرين على تجاهلها أملاً في انهيارٍ نهائي.
لم لا يأتي الموتُ الآن محملاً بالراحة؟ هو ليس سوى استيقاظ من حلم سئٍ آخر.. هكذا صرتِ ترين حياتك.. مجموعة من أحلامك السيئة التي تنالك كلّ ليلة.. تستيقظين فزعة وترددين بضع آياتٍ من القرآن كتميمةً لتحفظك.. ثم تستيقظين فزعة مرةً أخرى.. وتكرري محاولة النوم في هدوء.. حتى يتسلل الإرهاق إليكِ فتهجرين المكان إلى مكانٍ آخر.. وهكذا سيكون الموت.. مجرد فزع ما سينقلك إلى مكانٍ آخر أكثر هدوءاً.. دون أحلامٍ سيئة أخرى.. دون ضجيج.. والأهم، دون فوضى.
عزيزتي صفيّة.. أنت بائسة.
متى ستعرفين كيف تشعرين ببعض الحب تجاه نفسك؟ ومتى ستكتبين إليه؟
.
.
.
.