صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟
أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟
أعرف.
لست بحاجة إلي التوضيح، تصدّعت جدرانك، و تآكلت حوافك، أعرف أنك في لحظة الضعف تلك فقدت السيطرة، كان الألم في تلك اللحظة بالذات شهياً، و مريحاً.
كأن كل شيء في مكانه الصحيح.
لم تتغير كثيراً يا صديقي، رغم ركضك وراء الوقت، و تبدل ملامحك، لا تزال - للمفاجئة - واهناً. تعجز عن اختيار الكلمات، و البوح.
ترهقك الذاكرة و ألاعيبها، تباغتك أحلامك و تستبيح مخاوفك، تستفيق في غفلة من الزمن و تسأل نفسك في ذهول، أين كنت أخبيء كل تلك الأنقاض؟
تتعجب من اتساع قلبك، من قدرته، و لا تشعر بالإمتنان.
أتغضب سراً و تثور؟ انظر، تعود لتهدأ كأن شيئاً لم يكن. تحتضن روحك، و تنغلق.
"وحده الموت يتسع"
تقول لنفسك كل حين، لكنك تقضم خوفك حين تنقطع أنفاسك رغماً عنك، و تضحك في مواجهة الموت قائلا، كنتُ أمزح، ليس بعد.
هل تختبيء الآن؟ ممن؟ لا أحد يراك عزيزي. لا أحد سواي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)