ليسَ من العدلِ أن أكتب فقط حين أكون حزينة. أليس كذلك؟
صديقي المندثر تحت غطاءٍ ثقيل، كيفَ حالك اليوم؟ أعرف أنك مِنبِسِط، قضينا الأسبوع الماضي في التحضير لليوم وساعدتني كثيراً كعادتك في اللحظات الأخيرة، انتظرتُ حتى العاشرة مساءاً كي أخرج تلك الأوراق، والقصاصات اللامعة، والألوان كلها، وأنثرها حولي في محاولة لصنع سبب للسعادة يكفي كختامٍ مناسبٍ لأسبوعٍ فوضويّ كهذا، تلكأنا كثيراً لكنّي سعيدة لأنك نهضت رغم ضعفك، وبذلت من الطاقةِ ما يكفي لمنح بهجة دون مقابل.
أحياناً أحب أن أتخيل أن طاقاتنا المبذولة في سبيلٍ ما من سبل السعادة تتحوّل إلى طائراتٍ ورقية، ملوّنة وكثيرة، تطير كلها إلى مدينة بعيدة لا يعرف أهلها الطيران، ولا يسكنها سوى الأطفال، الأيتام والمشردون وفاقدي الونس والأحلام، تحملهم تلك الطائرات الورقية لتجوب بهم عالماً لا نراه. أحب أن أفكر أننا بشكلٍ أو بآخر نصنع فارقاً ما، نكتب اسماءنا بعبثية فوق لوح لا يندثر مهما تعاقب الزمان، أنا ممتنة لأحمد الفاتح أيضاً لأنه أنقذني من صحراءِ عقلي، ولأنه يحكي لي كلّ يومٍ حدوتة جديدة.
صديقي المحمّل بالكثيرِ من الخيبة، لن أدّعي أني أعرف الطريق، ولن أمد لك يداً ترتعش أناملها دون أن يلحظ أحد، أنا لا أجيد السباحة وسفن إنقاذي كلها محطمة، كما أني سأقضي نصف الوقت في تخيل ما يمكن أن يحدث لو ابتلعنا البحر وأنقذتنا الحوريات وقررنا البقاء بالأسفل حيث الأصداف والمرجان ينجح في إخفاء ثقوب روحنا الهشّة، سأوقظ بداخلك رغبة قديمة في الغرق، وقد لا يصلح غنائي حينها في صنع مراكب قوية، ستجد المياه دائماً طريقها للتسلل إلى أقدامك من لثغة تتكرر في الأغنية، لثغة ممضة لا يمكنني أبداً إصلاحها، لكني سأحاول لأجلك، وسأظل أرفع الدعوات إلى السماء كي تتخفف من أحمالك وترقص، ربما ينقذنا الرقص سوياً من الوقوع مرة أخرى في خيبة التساؤلات، و وجع الأحلام غير المكتملة.
صديقي المرتكز على رئةِ مستهلكة، تتنفخ بهواء بارد ورذاذِ مطرٍ صباحيّ، الخافق بانتظامٍ، الممتليء بين الحين والآخر، والفارغ باستمرار، ألم يحن الوقتُ بعد، كي تسكُن؟
صديقي المندثر تحت غطاءٍ ثقيل، كيفَ حالك اليوم؟ أعرف أنك مِنبِسِط، قضينا الأسبوع الماضي في التحضير لليوم وساعدتني كثيراً كعادتك في اللحظات الأخيرة، انتظرتُ حتى العاشرة مساءاً كي أخرج تلك الأوراق، والقصاصات اللامعة، والألوان كلها، وأنثرها حولي في محاولة لصنع سبب للسعادة يكفي كختامٍ مناسبٍ لأسبوعٍ فوضويّ كهذا، تلكأنا كثيراً لكنّي سعيدة لأنك نهضت رغم ضعفك، وبذلت من الطاقةِ ما يكفي لمنح بهجة دون مقابل.
أحياناً أحب أن أتخيل أن طاقاتنا المبذولة في سبيلٍ ما من سبل السعادة تتحوّل إلى طائراتٍ ورقية، ملوّنة وكثيرة، تطير كلها إلى مدينة بعيدة لا يعرف أهلها الطيران، ولا يسكنها سوى الأطفال، الأيتام والمشردون وفاقدي الونس والأحلام، تحملهم تلك الطائرات الورقية لتجوب بهم عالماً لا نراه. أحب أن أفكر أننا بشكلٍ أو بآخر نصنع فارقاً ما، نكتب اسماءنا بعبثية فوق لوح لا يندثر مهما تعاقب الزمان، أنا ممتنة لأحمد الفاتح أيضاً لأنه أنقذني من صحراءِ عقلي، ولأنه يحكي لي كلّ يومٍ حدوتة جديدة.
صديقي المحمّل بالكثيرِ من الخيبة، لن أدّعي أني أعرف الطريق، ولن أمد لك يداً ترتعش أناملها دون أن يلحظ أحد، أنا لا أجيد السباحة وسفن إنقاذي كلها محطمة، كما أني سأقضي نصف الوقت في تخيل ما يمكن أن يحدث لو ابتلعنا البحر وأنقذتنا الحوريات وقررنا البقاء بالأسفل حيث الأصداف والمرجان ينجح في إخفاء ثقوب روحنا الهشّة، سأوقظ بداخلك رغبة قديمة في الغرق، وقد لا يصلح غنائي حينها في صنع مراكب قوية، ستجد المياه دائماً طريقها للتسلل إلى أقدامك من لثغة تتكرر في الأغنية، لثغة ممضة لا يمكنني أبداً إصلاحها، لكني سأحاول لأجلك، وسأظل أرفع الدعوات إلى السماء كي تتخفف من أحمالك وترقص، ربما ينقذنا الرقص سوياً من الوقوع مرة أخرى في خيبة التساؤلات، و وجع الأحلام غير المكتملة.
صديقي المرتكز على رئةِ مستهلكة، تتنفخ بهواء بارد ورذاذِ مطرٍ صباحيّ، الخافق بانتظامٍ، الممتليء بين الحين والآخر، والفارغ باستمرار، ألم يحن الوقتُ بعد، كي تسكُن؟