إنها الفراولة يا عزيزي .. هي تلك اللعنة الشهية الحمراء المنقطة .. هي السبب .. !
هي السبب في كل ما يحدث لنا الآن .. هي ميكانيزما دوران الأرض حول نفسها و اندفاعي المتهور لالتقاط الأشياء خوفاً عليها من السقوط حتى وإن كان سقوطها هو الأمر الحتمي الذي لا مجال للمحاولة فيه .. هي السبب في انهياري فجأة أمام بعض الكلمات وتدفق مشاعري أمام البعض الآخر .. هي السبب في تقبلي لفكرة عدم وجودك حولي حتى وإن كان يصاحبها بعض الألم .. وهي السبب لأني حتى الآن لم أشعر بالقلق أو الحيرة أو الحزن .. وهي السبب لاكتفائي بسعادتي وتمسكي بها .. وربما خوفي من أن تتبخر فجأة إثر قوى خفية كالتي توجد في القصص المصورة وحديث السياسيين الفارغ .. وهي أيضاً السبب في منح الأشياء معناها وتفاهتها .. هي السبب في ترقبي المستمر لوجه واحد .. وخذلاني المستمر في كل الوجوه غيره .. هي السبب في أني لا أمتلك حتى الآن فراشات حمراء ذات قرون فضية .. وهي السبب لأني لم أجرؤ حتى الآن على طلب المساعدة من أحد .. ومن باب العلم فقط .. كانت هي السبب في كرهي للفارما .. نعم هي حقيقة .. أن أصف كل ما أحب بأنه فراولة .. وبأن كل مالا أحب بالنقط الصفراء الصغيرة عليها .. وهي حقيقة أيضاً أن حياتي بذلك الصغر .. وبذلك التناقض .. وبذلك الغطاء الأخضر الصغير الذي يظللها من الأعلى ولا يكفي لأن يخفي تناقضها وعيوبها الصفراء .. لكنه كافٍ و أكثر ليمنحها بعض الجمال .. !
-----
*درافت قديمة .. وكانت الفراولة السبب في إني أنشرها
فراولتي .. دي عشانك إنتي بس
<3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)