يسمونها بالصفحات المَطوِّيَّة ..
تلك التي نتعمد أن نغلقها أملاً في بدايةٍ جديدةٍ ..
طمعاً في حكاية نظيفة لا يتخللها أشباحُ الماضي ولا أشلاءُ الذاكرة.
وتمضي حياتنا بين صفحات مزقتها أيدينا المُلوَّثة بالأخطاء وبين أوراق مَترُوكةً عن عمد ..
وربما دون قصد ..
لكنها تعطي لحياتنا معناها المفقود ..
نضفي صفة الحداثة على كل ما نملك .. بل قد نصف نفوسنا بأنها قد صارت هي الأخرى جديدة ..
فقط كي نتناسى الألم ..
نمنى نفوسنا بالعالم السعيد الذي نقف على أعتابه .. في محاولة لتجاهل فشلنا المستمر وعثراتنا المتكررة ..
لأن عالمنا حيث ظننا أننا ننتمى لم يكن كاملاً كما تخيلنا ..
لأن يوتوبيا لم توجد سوى في عقلٍ مختل ..
لشخص وقع من ثقب الواقع إلى رفاهية الخيال.
كم نبدو مشوهين من الداخل ..
مسوخ تحاول الإختباء .. فلا تُفلح سوى في إظهار باطنها الممتلئ بالندوب وقشورها الملصقة بالزيف.
كقصةٍ قرأتُها قديماً عن شجرة الحياة .. تلك التي لا تنمو سوى بأشواك عليك تقبُلُها مهما كانت قسوتها ..
عليك ألا تحاول انتزاعها حتى لا تُدمي يديك .. تلك التي تحاول العبث بأخطاء صنعتها وحدك ..
كأميرةٍ في قصة مزقت ثوبها حين حاولت أن تتناسى أشواكها الصلبة .. فابتعدت في عناد .. بأطراف تلامس قدميها في كل خطوة لتذكرها بثوبها الممزق وأشواكها التي تركتها ..
كجنية اقتبست من الحياة حكمتها على حين غِرة .. لتعود وتحيك ثوبها بأشواكه .. لتُدرِك لحياتها معنى ..
لأن الجمال المطلق لا يكتمل سوى لمن جل جلاله ..
ولأن القبح لا يبقى قبحاً إلا في عين الرائي وحده.
أما عن الأشخاص .. والوجوه
فهم كعادتهم .. مجرد أشباح
وأنت المسيطر على اللعبة .. إن شئت أدركت وجودهم ورأيتهم .. أنصاف بشريين أنصاف شياطين ..
وإن أردت كسرت المصباح حتى لا تؤرقك ظلالهم الفارهة ..
ولا داعي للقلق ..
فتلك الروح التي تلامس قلبك في رقة لن تحتاج إلى مصباح لتراها ..
وحين تراها .. لن تخطئ
لأن الأشباح فقط هي المتشابهة .. الأشباح وحدها بلا ملامح.
أما عنك ..
فسأكتفي بانتظارك وأنا أحيك لك شالاً قطنياً بألواني
وسأظل أدندن بلحن بعيد نسيت كلماته ..
أملاً في أن تأتي يوماً لتبتسم ..
لأن ألواني غريبة ومضحكة ..
ولأنك لن تمانع .. فهي ألواني
وأنت تحبها .. لأجلي
فألمس أخيراً مملكتي
وأشعر بأني جزء منها
جزءٌ من داخلك المُضِئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)