2013-01-11

ميكانيكي .. وشوية حاجات فوق بعض .. !



لا أذكر متى توقفت عن التنفس ..

ولا متى توقفت عن التمثيل واستسلمت لمقاعد المشاهدين .. أراقب حياتي تمر برتابة مملة .. بصمتٍ منهك .. دون أي رغبة في تغيير مسارها .. او المشاركة في صنع  أحداثها .. يكفيني مقعدي المريح وعقلي الغارق في متاهة أخرى لأغيب عن الوعي للحظات .. ثم أنتبه   فأشاهد مرة أخرى  .. أدرك ما فاتني من الملل .. ثم أغرق في متاهة أخرى .. ولا تتوقف الدائرة .. ولا يتوقف العبث.

لا أذكر متى توقفت عن الغناء بصوتٍ عالٍ ..
متى نبت لدي ذلك الخوف من أغنياتي .. أو من الخواء الذي يتسع تدريجياً بداخلي حين أدرك أن لا أحد يستمع .. لا أذكر حتى متى ماتت نوتاتي الموسيقية .. ولا من قتلها .. أكانت الوحدة ؟ أم الخوف ؟ أم أحبالي الصوتية التي قطعتها عمداً .. أو سهواً ؟ .. لا أذكر.

لا أذكر متى توقفت عن الكتابة ..
متى اختفت أوراقي المفضلة من أدراجي .. تلك المصبوغة بصفرة محببة تعطيها طابعاُ قديماً مميزاً .. لا أذكر متى ضاع مني قلمي ولا أين انتهت أحلامي .. لم يبق سوى بضع أوراق ملونة وقلم واحد يرفض الغناء .. وكلمات لا تجيد الرقص .. بلا معناً واحد.

لا أذكر لم توقف أمل دنقل عن مراسلتي .. وكيف توقفت أحلام عن إمتاعي ..
منذ متى وأنا أرفض أن يأسرني كاتب .. أو أن أقع في غرام كتاب .. لا أذكر كيف كان عالمي قبل أن يصطدم كطائرٍ بزجاج.

كنت أعتقد أن التغيير لن يستمر لفترة أطول .. أن حياتي حين انقلبت رأساً على عقب ستظل كذلك .. وسأظل معلقة بين أحلام سمائي الرمادية وأرض واقعي الصلبة .. لا مزيد من ترنحات القدر ولا مزيد من الإنقلاب رأساًعلى عقب ..
كنت أظن أن بحياتي ما يكفي من الأماكن المهدمة .. وبداخلي الكثير من الضرر .. وبأن تلك البقعة الواحدة المضيئة هي ملاذي .. هي مكاني الآمن حين تقتلني الفوضى ويستمر الخذلان .. هي ما سترسم ابتسامتي حين يصيبني وجع .. 
كنت أظن أن لدي ما يكفي من محاولات الإصلاح .. من الجهد المطلوب لأصلح الإنقلاب وأرسم مساراً جديداً بلا عثرات .. كنت أتمنى أن أصنع مني نسخة جديدة .. منقهة .. تبتسم بقوة .. ولا تبكي أبداً لضعف ..

كم كنت حالمة .. حتى حين توقفت عن مطاردة الأحلام .. طاردتني هي!

عدت إلى ميكانيكا الإصلاح حين أنكسر مصباح بقعتي المضيئة .. حين أصابها الضرر وتسربت إليها عدوى الإنقلاب رأساً على عقب .. 
عدت إلى نسختي الأولى .. تلك التي لا تبكي .. لكنها أيضاً لا تبتسم ..

قد لا أبدو بذلك اليأس .. لكني يائسة .. 
قد أستيقظ وأنا أغني .. لكني لا أشعر بأي لحن ..
قد أقرأ وأنا في مكان آخر .. وقد أكتب لكنها كتابة بلا جدوى .. 

وقد أبدو وكأني أنا من يقود حياتي .. لكنها تُقاد ..
ولا شئ يدفعني لأشعر بالحماس تجاه ما أفعل .. أو أن أترك مقعد المشاهدين ..

فهم يقدمون في النهاية فشاراً للتسلية .. بالمجان.





هناك تعليقان (2):

  1. there was sth that pushed you to finish this article and there will be a stimulus for you to enter the scene

    ردحذف
  2. words are just words till you put them in your magical way. :)

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....