2013-02-21

لأنك استثنائي..



للحظة كنت أتأملك ..
تنظر إلى سرير طفل ملوّن .. بابتسامتك المريحة التي تنساها على وجهك كلما انتقلت إلى عالمك السحري .. عالم أفكارك السعيدة التي لا تكبر أبدا .. 
كنا منهمكين في تحضير غرفة صغيرة لضيف قادم .. ذلك الضيف الذي لطالما حلمت به أنا وانتظرته أنت بفارغ صبر وأمل .. كنت أراك تنظر إلى الأشياء الصغيرة والألعاب الطفولية الساذجة وكأنها لك .. كنت أرى في عينيك انعكاس صورتك وأنت تهدهده لأول مرة حين يبكي .. وأنت تقف ضاحكاً فاتحاً ذراعيك لتستقبله وهو يحبو إليك .. 
سمعت صوت ضحكتك حين تقلده وهو يتعثر في حروف نطقه الأولى .. وأنت تخطو معه لأول مرة .. لأول يوم مدرسي .. لأول عام جامعي .. لأول أي شئ .. ولأول كل شئ.

أغلقت عينيك على حلمك الصغير كي لا تهرب صورته .. ازادات ابتسامتك اتساعاً .. ضممتني بحنان وطبعت قبلتك الدافئة على جبهتي .. أصغيت لنبض قلبك لأتأكد أني في المكان الصحيح .. فأسكنك بهدوء .. وأستسلم.

للحظة .. كنت أتأملك ..
كنت تخرج الحلوى من جيبك لتوزعها على الأيادي الممتدة في لهفة .. تضحك وتغدق عليهم من كل الأنواع والألوان والأشكال .. ينظرون إلى جيبك الممتلئ ويتساءل صغيرهم إن كنت تمتلك مصنعاً سحرياً حقاً في ذلك الجيب الصغير .. تنصت باهتمام ثم تظهر تقضيبة مصطنعة .. تهمس في أذن الصغير ببضع كلمات .. فيغرق في الضحك ..

تنظر إلى .. ترسل إليّ قبلة دافئة خلسة عن أعينهم .. تخبرهم بأني جنية جاءت من عالم سحري بعيد .. ولذلك أمتلك كل الحكايات وكل أسرار العالم .. يلتفون حولي لأحكي لهم حكايتي السرية  المفضلة .. تلك التي تحكي عن أميرٍ ذات يوم أسر كيان فتاة هادئة ذات قلب ملون .. صنع منه الحلوى وزرع فيه أشجاراً تثمر الشيكولاتة .. أميرٍ واحد .. كان كافياً ليمنحها سعادة بحجم مجرتين .. بحجم نجوم عينيه ..

حتى أنت تبدو مثلهم حين تستمع إلى حكاياتي .. رغم عروقك البارزة وملامحك المنهكة .. رغم هرمنا وذاكرتنا التي تذبل يوماً بعد الآخر .. 

لأنك استثنائي .. لا تزال تعرف كيف تشعرني بالدفء .. وتصنع الحلوى
أميري المشاغب بابتسامته المنسية .. أترانا نلتقي يوماً؟

هناك تعليقان (2):

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....