2013-05-06

صمتُك الأزرق.



لا تزال حتى الآن تفتح أوراقك.. وتقرؤك بنهمٍ.. واشتياق.
كأنها تراك.. طيفُك لا يزال هناك.. في مكان ما.. يلمسها بين الحين والآخر فتهدأ أنفاسها المتسارعة.. ويختفي ضجيج رأسها لثوانٍ قصار.. 
توقفت عن مجادلة القدر.. توقفت عن القتال.. لم تعد تبكيك.. لكنها لا تزال تعجز عن الضحك بدونك.. أحياناً.
لم تعد تذكر الألم.. حتى حين توقفت الأحلام عن الغناء وغلبها النعاس.. 
أما عن تلك المساحة الفارغة التي خلفتها وراءك.. فهي لم تعد تزعجها كثيراً.. هي فقط لا تزال تتساءل كيف يمكن لللاشئ أن يترك كل ذلك الوجع في مساحةٍ بحجم ظلك الباهت؟

تفضل الكتابة إليكَ دائماً.. لأن روحها كانت تتعلق بروحك المختبأة بين الحروف.. في كل كلمة غاضبة.. مترددة أو معاتبة.. فتمتلئ بالراحة.. وتسكن.. 
حتى حين أدركت أنك لم تعد تقرأ.. لم تعد تسمع.. ظلت تتحدث إلى ظلك.. إلى طيفك.. أشياءك الصغيرة.. أحلامك المنسية.. وقصائدك المختبأة بداخلها..
لكنها توقفت عن الكتابة في اللحظة التي أيقنت أنها تكتب إلى اللا أحد.. كان الألم أثقل من أن يُكتب عنه.. واتسعت المساحات الفارغة حتى التهمت كل شئ بداخلها.. صارت دمية جوفاء بأنفاس مبتورة وقلب ينبض مللاً.

من كان يصدق أنك بكل ذلك الصمت تركت كل ذلك الأثر؟

لم تعد تؤمن بالأمل.. حتى الأمل صار مكلفاً.. مرهقاً أحياناً.
امتلات بالكثير من المرارة والسخرية.. حتى حين تلتقي عينها بك صدفة وعلى وجهك أثر ابتسامة.. تضحك كثيراً من سخرية القدر حين يضعكما سوياً كلاً في مواجهة الآخر في اللحظة ذاتها التي يبحث كل منكما عن الآخر في دأب كي يوليه ظهره.. ويمضي.
ثم تبتسم بانهزام لأن قلبها لم يعرف سوى فرحةً واحدة.. هي فرحة رؤيتك.

أحياناً.. يطاردها شبحك.. ذلك الممتلئ بالتردد والخوف.. ذلك العاجز عن العطاء لأسباب يطول شرحها.. وربما يصعُب..  فتهرب منه بالإختباء داخله.. تُقدم على العطاء دون خوف وتُقدم على الخوف دون تردد.. حتى يصير هو المُطارَد.. فيهرب منها بالإختباء داخلها.. حين يقف أمامها من يطلب قطعاً صغيرة من قلبها البائس.. فتتذكر الألم.. الحيرة.. وذُل الصمت.. فتخرج منها "لا" وحيدةً.. باكية. 

كم تتمنى لو أنك لم تعبر من هنا.

لأنها كرهت الصمت منذ أن صار سِمَتَك.. صارت تتحدث كثيراً.. وتضحك أكثر.. لأنها تعرف أن صمتك وحده كان الأجمل.
لأن ظلك الباهت لا يزال يذكرها بك كل مرة.. قررت أن تمحو أثرك..
بألوان جديدة.. سترمم وجودك الباهت.. لتصنع منك لوحة تهديها للقدر.. لوحة هادئة مثلك.. متناقضة كأفكارك.. مبعثرة كأجزء قلبها المعطوب..
ستصنع من الأزرق مملكة ضائعة.. وستخفي بداخله الكثير من الأمل..
فبرغم أن الأزرق أكثر هدوءاً منك.. لكنه قادر على أن يصنع بعض البهجة..

وبرغم أن الأمل مخادع.. لكنه يمتلك الكثير من الحُزن المُلوّن.

هناك 5 تعليقات:

  1. It was so worth the wait. I cried :'(
    Out of everyone, your words hits the right strings

    ردحذف
  2. ضحى والله نورتى ايوة كدا : : ) keep going D

    ردحذف
  3. :"(
    انتى كتبتى اللى جوايا بالظبط اللى انا نفسى مش عارفة اكتبه
    رائعة رائعة رائعة

    ردحذف
  4. :))
    أنا سعيدة بوجودكوا.. بجد :)

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....