2013-08-12

الآن يمكنني أن أراك




انتظرتك كثيراً ولم تأتِ.. انفجرت أمس كالقنبلة النووية ولم تكن بجانبي لتلملم شظاياي وأركاني المتحطمة غضباً.. لماذا تقسو عليّ هكذا؟
الجميع يتحدثون في أذني فأبحث بداخلي عن لحظة صمت واهنة لأنجو من رماد العالم.. لكن الضجيج يظل يطارني.. حتى أمي طاردتني بالأسئلة عن أدويتي التي أهملها وصحتى التي أبعثر فيها كما لو أنها ليست ملكي.. ظللت مطاردة حتى مللت الهرب.. وانتحرت استسلاماً.
أتعرف ما المضحك في الأمر؟ أن تدرك أن عليك الرحيل.. عاجلاً أم آجلاً.. درءاً للوجع.

تعلو الموسيقى في أذني.. أغنية بلا كلمات.. إيقاع بلا ضجة ينساب رقيقاً إلى داخل روحك ليلمس مواضع الألم.. فتهدأ.
أكتشف عبثية الكلمات حين أنصت إلى لحنٍ ما.. الآن يمكنني أن أراك .. وأكاد أجزم أن أفواهنا تلك خلقت لصنع القُبَل.. لا للكلام.
كم تمنيت لو تعثر بك طريقي صدفة لتكتمل أمسيتي المضطربة.. فأقضي ليلتي أقاسمك حزناً وبكاءاً.. وموسيقى.

عدت.. أخيراً.
كانت الطاولة تشاركني انتظارك.. تقتل الوقت بمشاهدة فيلم ما.. وتثائب بين الحين والآخر.. 
بينما ظل التلفاز يعرض ذلك الفيلم بيأسٍ.. وضجر.
النافذة وحدها قبلتني بنسمة باردة.. كأمل.
واحتضنني سريري حين بُحت إليه بسر خيبتي الصغيرة.. 
وحدها الأشياء لا تبوح بأسرارك.. وحدها الأشياء تمتلك دفئاً كهذا في غيابك.

لا تأتِ.. ليس الآن..
لم تعد الروح صالحة لاستقبالك.. لازلت أرمم أركاني إثر انفجاري الأخير.. 
ولا داعي للقلق.. فقط سأمعن في افتقادك وأتذمر كثيراً.. سأشكو الوحدة وستطاردني أفكاري حتى الموت..
سأحارب جيوش الحزن بمنحتي الإلهية من الشيكولاتة والموسيقى.. فعلى عكس الجميع.. وحده ربي يعرف كيف يرسل إليّ سعادة كبيرة في لحظاتٍ كتلك.. بلا مقابل.

.
.
.
.

هناك 4 تعليقات:

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....