لا تكترث لأمرها.. ستظل بخير.. قد تفتقد ظلّك المرح أو ابتسامةً مختبئةً في عينيك لكنها لن تمانع.. لا تسمح لها أبداً برؤية ما يسكنك من ضعف.. لا تدعها تكتشف حزنك في لحظات شرودك.. هي تراقبك دائماً ولذلك عليك أن تكون حريصاً معها.. لكن لا تقلق.. قد تتفهم وتحاول لمس موضع الألم.. فلا تبتعد.. وقد لا تفهم وتنتظر عودة روحك مضاءةً كما كنت.. ستكونُ قريبةً على كل حال وسيعطيك ذلك شعوراً خفياً بالأمان. فتهدأ.
اقرأ كتبك المفضلة كثيراً.. ستجد كتاباً ما في ركنٍ غير واضح بانتظار دفء يديك.. اقرأ حتى يتخم عقلك وتسقط في فوضى المشاعر.. دعهم يأخذوك إلى عالمٍ آخر غير الذي تعرفه.. انفصل قليلاً عن الضجيج واغرق.. فالغرق وحده سيعطيك قدرةً لاحقة على التنفس.
الموسيقى أمرٌ حيويّ.. الثلاثي جبران في الصباح و Apocalyptica في المساء.. الضجّة ستفقدك التوازن.. ستخرجك من حيز نفسك الضيقة لترقص بلا وعي على الإيقاع.. ستدفع بروحك إلى القفز أو الوقوع إلى هاوية ما.. استعن بفيروز على حل أزماتك النفسية المستعصية.. فيروز دائماً تمتلك حلّا ما فلا تجزع.. ولا تنسَ موسيقاك الدافئة لأجل الشتاء.. ستجد عازفاً غريباً يجيد صنع السعادة على البيانو فاسمعه في انتظارك الطويل للمطر.. وحين تمطر.. سيعرف المطر كيف يصنع لحنه الخاص فأنصت إليه.. أما عن الليالي الطويلة فهناك زوجان قادران على ملأ جعبتيك بنعاسٍ هادئ بأحلامٍ ملوّنة.
ستقف أمام عتبةِ بابه مناجياً.. كلّ محاولاتك السابقة كانت لأجله.. تعرف أنك تضل الطريق خطوة بعد الأخرى.. هي الغفلة.. الضباب الذي يحيط بك كي لا تصل.. ستقف أمامه ذليلاً.. لا تزال عاجزاً عن البكاء لأسباب مبهمة لكنك تنزف من الألم.. تعرف أنه بعبادهِ لطيفٌ خبير.. وترتكن دائماً إلى رحمته الواسعه وتغفل عمداً عن أن عذابه هو العذاب الشديد.. لم تعرف بعد عبادة الأحرار.. لم تتخّل بعد عن أمورك الدنيوية التافهة.. لكنّك تعود يسبقك ذل نفسك.. تحاول أن تتبين الطريق.. لكن الضباب كثيف.. ولا تزال عاجزاً عن البكاء لأن قلبك الصغير قد جفّ من منابع الماء..لأنك لازلت تتعثّر.. وتستسلم.
.
.
.
لسّة بنحاول.