"كل ما تثلج بينطر يدوب الثلج..
كل ما تغيّم.. بينطر يرجع ربيع.."
تعتذر لأنها ليست على قدر المسئولية.. لا تمتلك سوى الهرب كلما واجهتها عيناه.. تأخذ كل الأموز بهزلية مزعجة كي تتجنب ثقل التفاصيل ومشقة إدراك الأمور.. تعتذر لأن داخلها بارد.. الجفاء أخذ يأكل كل ما هو أخضر لتصير مساحات رحبة من اللاشئ الصلب.. حاولوا لمسها مراراً.. دفء أناملهم لم يشفها أبداً.. بل صار يوجعها أكثر.. لذلك تبتعد عن عمد وتُصر على المشئ بسرعة دون الإلتفات إلى أحد.
تبكي لأنهم لا يفهمون.. لأن العطاء يصير مُبتذلاً بعد طلبه.. لأنهم لا يحاولون إلا إذا لمسوا فيها حُزناً ما.. تبكي لأنها تقف وحيدة في مواجهة النسيان.. الجمع مُعرضٌ عنها لأسبابه الخاصة.. الجمع مثقل بالمتاعب ومشقات الحياة.. الجمع مُعرضٌ دون قصدٍ وبدون سوء نية.. لكنها تبكي لأنها لا تستطيع أن تطلب من أحدهم أن ينتبه.. لأنها ذهبت إلى المريخ وعادت دون تهنئة بعودتها أو كلمة اشتياق واحدة.
-----
"شعل النار.. وبنطر ترجع حبيبي
تبقى حدّي وماتتركني غريبة"
فيروز تبعثرها.. تحيل داخلها فوضى وتتركها شاردة مع صدى نغماتها الحزينة.. فيروز تهدهدها كل ليلة لتذكرها بأن الأمل ليس وهماً كجنيات عالمها المضيئة.. فيروز تجيد الحكي أكثر منها.. أكثر من كلّ من تعرفهم في حياتها الصغيرة.. فيروز هي الوحيدة التي تمتلك حق امتلاك فم لتصنع مثل تلك السعادة.
هي تعرف أنها لن تمطر قريباً.. بأن الوجع لا يزال يطاردها ولن يتركها تنعم بكوب الشاي الدافئ.. بأن الكتابة نافرة غاضبة منها لسبب لا تعرفه.. بأنها مريضة بالحزن المزمن وبأن داخلها أكثر دماراً مما يعتقد البعض.. هي تعرف أن الشتاء تلك المرة سيكون قاسياً.. وبأن كوفية ملوّنة ستكون هديةٌ جميلة لصديقتها.. هي تعرف أن الوقت يمُر.. بأننا سنصير إلى التراب في النهاية.. وبأنه يوماً ما سيكون لها بيتاً صغيراً بكندا.. ما بدها يزورو حدا.. ولا حدا أبدا.
هوا مش كان البيت برده فى اليونان تقريبا :D ... عموما كندا فيها فرص أكتر للحصول على منح لينا كدكاتره والهجره إليها أسهل وليها مستقبل عكس اليونان
ردحذف:D :D أصل دي أغنية لفيروز اسمها "بيت صغير بكندا".. الكلام اللي ف النص من الأغنية.
حذفابقى اسمعها حلوة :))