2014-04-07

خوف..



ظننتُ غروراً أننا قادرون على إيقافِ النزيف، وأن ما كُسر ذات مرّة يصيرُ عصياً على الوجع إلى الأبد. 
ظننتُ أني تخلّصت من كل ما في جعبتي من الحكايات، ومن البكاء، لكنّي اصطدمت بحائطي الزجاجيّ حين حاولت أخد خطوة واحدةٍ للأمام. 
عُدت، إلى نقطةِ بدايةٍ وسؤالٍ حائر، أأنت هُنا؟ أم هي نفسي تتوق إلى التعذيب والألم فتتمسّك بما بقى من آثارِ جرحك؟
أحقاً خذلتني؟ أم سهواً؟
أنبش بأظافري في ذاتي كي أجد إجابة، فإذا بي أنقض قبر الذكريات. 

لأن كل ما فات وما سيأتي، هو حلم سئ آخر، ليس لنا فيه سوى المشاهدة صامتين، ننظر إلى الفرح والبكاءِ معاً ولا نجفل، نعيش التفاصيل بكلّ ما نمتلك من الشعور، كمُخرجٍ ليس له دخلٌ في صناعة الأحداث، هو فقط يرى بمخيلته كلّ شئ بتلقائيةٍ وبتأثر، ينقلُ كل ما يراهُ إلى عيون الجميع دون أن ينطق كلمة، فيحيل المشاعر فوضى ويومض الأفكار في الأذهان، ثم لا يناله من التقدير شئ، ولا من المتعة إلا عناءَ الحكي الصامت.

صديقي الخائف، أتشعر أننا سننجو من تلك الظُلمةِ يوماً؟ 

لن أخبرك الحقيقةَ أبداً، لكني واثقة من أنك تعرف تماماً ما أتحدث عنه، الأدرينالين خاصّة، الإحتراق المستمرّ في قلبٍ يتكبّد عناء المحاولةِ، ولا يصل، الفِكر المنصرف عن كل شئ إلى شئ واحد، له قدسية غريبة تُجبرك على كُره كل ما لا يتصّل به، والوَلَه، بكل ما يمكن أن يمتلك -حتى بدون قصد- رائحته، والدعاء المستمرّ في جوف الليل لتنال من فرح الحياةِ نصيب، لتكتمل به، ولو مرّة واحدة.

كلّ ما يمكن أن يُقال، قد قيل. 
سأمر من هنا، كما مررت سابقاً، أنظر إلى فوضاي العبثية، كومةِ الإحباط المكدّسة، خليط الذكريات والصور، والفرح المُدلل الذي لم يكتمل. أعيد كل شئ إلى مكانِه، أردم قبر الذكريات كما كان، وأجتهد في إخفاء ابتسامةٍ منكسرة تلوح من حينٍ لآخر على وجهي، وربما أدعو أيضاً. 

ستمرّ من أمامي، كعادتك، ولن تلتفت، وسأتدرب كي لا أهتم. 

أكرهني كثيراً، بالمناسبة، تلك المثالية الحمقاء التي تسعى لجعل العالم مكاناً أفضل ليليق ببشريين مثقلين بالتعب والخوف مثلها، تكرههم بنفس القدر الذي تكره بهِ كل شئ تقريباً.

لا شئ يمكنه أن يفسّر ارتباكاتي الأخيرة، لا أحد يمكنه أن يتحمّل اضطرابي، لا أحد، وحدها أمي تستطيع أن تحتضنني وأنا أبكي بهستيريا، وحدها تحضر لي مِسْكاً وتنتبه حين أستقيظ فزعة من حلم سئ آخر، فتمرّر يدها على رأسي، وتقرأ، ثم تبتهل كثيراً كي لا يمسّني نصبٌ ولا جزع. 
حتى أمي يصيبها الملل، وتيأس مني، فتنظر إلى السماء وتسأل "لم عليّ أن أتحمّل كل ذلك الأذى؟"، لكن الله دائماً ينظر إلى قلبها العطر، فيجيبها صبراً، فتصبُر.

شئ في قلبي يحترق، فهل تشعُر؟ 





هناك 3 تعليقات:

  1. الفقره الثانيه وهميه

    ردحذف
  2. حبيبتي ضحى لا أعرف ماذا أقول لكِ؟ ولكني أعرف وأشعر ما تمرين به وأقدره..وكل الذي أستطيع أن أقوله لكِ كوني قوية وتمسكِ بأيد من يريد أن يساعدكِ للنهوض ولا تستسلمي لحزنك ..لا تكوني ضعيفة ولا تسمحي للكرب أن ينهش في قلبك..كوني قوية من أجلك..أنتي تستحقين الفرحة والحياة..ل انهضي وسيري وواصلي طريقك حتي وإذا كان قلبك مثقلًا فمع الوقت ستجدين نفسك تبتسمين من القلب:)

    ردحذف
  3. بصراحة مش عارف اقولك ايه انا احترت والله

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....