2012-05-06

سياسة مستحيل إنسان



سياسة التخوين .. 

بفرض سوء النية حتى يثبت عكس ذلك .. بالتظاهر باللامبالاة حين يقتلك الألم من الداخل .. بتناول الأدوية المضادة للإحساس حتى تتبلد تماماً .. ثم تتوقف عنها فجأة فتظهر مضاعفاتها المؤذية .. لأن اللعبة صارت قديمة ذات قوانين معروفة ولا يزال الجميع يفشل فيها كلما حاولوا .. ولأن السماء لم تعد كالسماء منذ فقدنا بياض نفوسنا حين تدنسنا بالأخطاء والمخاوف .. لأن الخوف صار اعتادياً .. والصراخ والرغبة في التحرر ليست سوى في عيونٍ مغلقة تحلم .. تدرك تماماً أنها حين تنفتح على الواقع لن تشعر سوى بالعجز التام .. لن ترى .. بل حتى لن تصرخ .. وبوضع احتملات كثيرة لما حدث وما يمكن أن يحدث .. فإننا سنظل طويلاً في هذا الظلام الدامس إلى أن ينشق الفجر عن ميلاد يومٍ جديد .. وإلى أن نتعلم معنى الصبر حتى يأتي الفرج .. وإلى أن نبتسم لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. !

لا شئ مستحيل ..

المستحيلات اللامنطقية .. الغول والعنقاء والخل الوفي .. لأن المنطق وحده كفيل بصنع العقبات وخلق الصعاب .. ولأن الخيال وحده قادر على التحليق .. اخترعت بيكسار أشهر غول على الإطلاق .. وتمكن صناع الأفلام الكرتونية من تخيل العنقاء .. ولم يتمكن القلب الإنساني حتى الآن من معرفة أقرب ما يكون للخل الوفي سوى في الكلاب الأليفة .. لأن المنطق يخبرك بأن الإحتملات والتوقعات والحسابات الرياضية والفلسفية العقلانية البحتة ستخبرك بأن الأمر مستحيل .. ولأن عقلك ذو برمجة عصبية مختلة ستؤمن بالمستحيل وستعيش إلى الأبد أسير منطقك الأخرق .. لأن عقلك لم يكسر قيوده .. ولن يعرف معنى التحليق .. !

حقوق الإنسان ..

لم نعرف معنى ضياع حقوق الإنسان والمطالبة بها سوى من شاشات كهربية نستمتع بمشاهدتها ونغبط أنفسنا لأننا لسنا بداخلها .. لم نعرف بعد حقوق الإنسان لأننا لم نصل بعد إلى الإنسان كي نبحث عن حقوقه .. ولم نعرف بعد الحرية حتى نبحث عن الكرامة والعدالة الإجتماعية .. لأن حقوق الإنسان منعدمة لمن لا يملك سوى نفسه .. وحقوق الإحساس غير مفهومة لمن لا يملك سوى عقله .. لا نجد في نهاية الأمر سوى أن نمصمص شفاهنا عجباً ونخفي عيوننا في خزي لأننا قليلي الحيلة .. أو هكذا ندعي .. ننظر مرة أخيرة ببرود .. نجيب بكلمات مبتورة .. ثم نضغط على الأزرار بسرعة علّنا نجد فيلماً كوميدياً لا يجد من يشاهده .. ننسى أنفسنا والعالم .. وننام في آخر الليل ننعم بسكينة مطلقة .. وراحة بال لا نهائية .. !

 -----

على الهامش : 
أرجوك .. متحلمش !
 

هناك تعليقان (2):

  1. regardless of the fact that song is about 55 years old but it kept playing in my head while reading the first part
    http://www.youtube.com/watch?v=8fOvOPMYiCc&feature=watch_response

    ردحذف
  2. :) I Loved It ..
    And I Luv U <3

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....