2012-01-22

فدايا .. المهم صحتي !!



صبح الخير .. 

بداية مثالية ليوم ممتليء بالغيوم الصباحية واندفاعات الهواء المضطربة الشديدة التي تخبرك بكل حنية وبرودة أن اليوم سيكون كله - تلطيش - في سعادتك .. وكان أول إثبات هو أنك استيقظت على حين غرة لتنظر في هاتفك فتجد تلك الأرقام تخبرك بعنف أنها الحادية عشرة إلا الربع وأنك يا فالح قد اغتطت في نوم عميق حتى فاتك معاد الكورس .. يا فاشل !

تنتفض من مكان نومك وكأن أم أربعة وأربعين لدغتك - مع إني معرفش هي بتقرص ولا لا - ثم تخرج لتتأكد من ساعة الحائط المعلق في الصالون .. وكأنك تتمنى لو كان موبايلك اللعين يكذب عليك .. لكنك لا تلبث أن تعود مكسوراً حزينا لتجد الموبايل يضحك بسخرية ثم يتقمص عشان مصدقتوش ويرفض أن يفتح لك الوايرليس لتعلن عن خيبتك الأزلية في تويتاية يتيمة كما اعتدت كل صباح .. فتستسلم للأمر الواقع وتشد البطانية وتحاول أن تعود لتغط في نوم عميق كما كنت !

تستيقظ أفكارك اللعينة هي الأخرى فتتساءل ماذا كان سيحدث لو استيقظ الناس بلا عقولهم .. أو على الأرجح ماذا لو كان ذلك العقل يعمل بكبسة زر .. حتى حين أرغب في إخراسه بسهولة أحصل على ما أريد .. وحين أشعر برغبة في أن يفحمني بنظرياته وأفكاره الفذة أضغط على الزر فيشتغل .. ثم أجدني فجأة أنه لو تحقق ذلك الأمر لما ضغطت على زر التشغيل أبداً .. !

تبدأ في التفكير فيما يمكن أن تفعله في تلك النصف ساعة المتبقية حتى معاد كورسك التالي .. فتجد تلك الفكرة المريحة بالإستلقاء مغمض العينين دون حراك تحت تلك البطانية الدافئة اللذيذة .. فتبدأ في تنفيذ الخطة .. فلا تكون سوى لحظات حتى تتذكر أنك قد راحت عليك نومة وتخلفت عن الكورس .. ثم تتخيل أصدقاءك وهم وبخونك لأنك لم تحضر .. ثم تتخيل نفسك وأنت تذهب إلى الميعاد الثاني للكورس .. ولكن وحدك .. تفكر هل حقاً يذكرونك ويتساءلون عن سر غيابك .. ثم تتسع الفكرة لتتساءل إن كان أحد في هذا الوجود يتساءل حين تغيب ويزعجه غيابك .. تشعر أن عقلك المزعج قد استلمك ولن يتركك تنعم في هدوء بدفء تلك البطانية اللذيذة .. فتجد نفسك في غضب ترفعها عنك حتى تكان تلتصق بالسقف .. وتتحرك رغماً عنك لتبدأ يومك .. وتقضي تلك النصف ساعة بالطول بالعرض إلى أن يأتي معاد كورسك التالي .. يا فاشل !

تبحث عن  فطارك فتجد عدد 2 بسكوتة سامبا بالكاكاو وهي المفضلة إليك متبقية من البارحة .. وعدد 1 علبة زبادو بالفراولة هي أيضاً متبقية من امبارح .. تحمد الله وتبوس إيدك وش وضهر لأنك قد وجدت ما ستسكت ببه صراخ معدتك الفراغة .. تتلذذ بطعم الزبادو وتتذكر تلك المرة التي قررت فيها أن تشعر بالتغيير فقررت أن تشرب زبادو بدلا من بيتي جوافة .. ثم تتذكر قول إحدى صديقاتك وهي تقول أن قمة التغيير بالنسبة لك هي أن تشرب زبادو .. فتكمل أنت .. وقمة الرخامة أن يخبرك كل من تقابل بأنه مكمل غذائي .. سحقاً للإعلانات التي تمتلئ بها عقول البشر .. وسحقاُ لكم .. أنا بشربه عشان طعمه حلو مش عشان مكمل غذائي !

على الرغم من أنك لم تحدد بعد نوع المشروب الذي ستختصه بالكآبة .. فالجميع لديهم ما يشربونه حين يشعرون بالحزن .. وعلى الرغم من أنك تمتلك موبايل مزعج أسميته آجنيس مع أن لونه أسود ولا توجد فيه رائحة الأنوثة .. وعلى الرغم من أنك تحب ساندرا بولاك وتتناول سامبا بالكاكاو وهو المفضل لديك يومياً .. وعلى الرغم من أنك تجلس الآن لتكتب عن خيبتك الملحوسة وقد تجاوزت الساعة الثانية عشرة إلا الثلث وباقي ثلث ساعة فقط على ميعاد كورسك التالي .. وعلى الرغم من تناحتك وأنك لم تجهز حتى الآن وقد تتأخر .. إلا أنك لم تتجاوز بعد فكرة أنك قد استغرقت في النوم وتخلفت عن كورسك الأول .. وبأنك تكره أن تروح عليك نومة وتفوت أي حاجة .. ولأنك تشعر بالأسف وإن لم تخرج ما بداخلك الآن فلن يعدي يومك على خير .. وعلى الرغم من أنك ستذهب وحدك وتعود وحدك إلا أنك تردد في برود وتلامة :

فدايا .. المهم صحتى !

هناك تعليق واحد:

  1. ههههههههههههههههههه
    فكرتينى بنفسى جدا ,
    بردو عايش بمبدأ المهم صحتى
    حلوة التدوينة بجد :)
    keep it up

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....