ورقة فارغة ..
ككل هؤلاء التعساء .. المنحدرين من سلالة الحب المعذَّب .. المنتظرين على أرصفة القطارات والشوارع والميادين الفارغة والمزدحمة .. في إنتظار ذلك الموعود الذي لا أمل في وصوله .. ككل أولئك الحمقى الذي يبكون ما لم يُكتب له يوماً الوجود من حب ملقى في الأوراق التي لا يقرؤها سواهم .. ككل من امتلأ بيأس الحياة .. وأملها العابث المضلل .. لا تزال كل يوم تفتح تلك الورقة الفارغة .. لتقرأ ذلك العنوان بتمعن .. لتحاول أن تخمن ما كان سيتركه من الكلمات على تلك المساحة البيضاء الشاسعة .. وتُمنى نفسها بأنه يوماً ما سيعود ليكتب إليها كلماته .. أو على الأقل سيتذكر تركه لمساحة بيضاء مؤلمة فيعود ليمزقها .. ويحررها من وجع انتظاره !
----
انتهيت للتو من جولتي الإنترنتية المعتادة .. قرأت كل الموضوعات الجديدة في تلك البلوجات التي أتابعها .. حين أسعفتني الكلمات تركتها .. وحين لم تسعفني انصرفت مبتسمة .. لم أتناول شيئاً يصلح للأكل بعد .. ولم أستفق تماماً من نوم أكثر من اثني عشر ساعة متواصلة .. أظن أني حلمت بكل من عرفتهم يوماً في حياتي في تلك الساعات .. كنت منهكة بالأمس .. ممتلئة بالأفكار والكلمات التي أود أن أقولها بشدة لكنها لم تخرج .. انتظرتك ولم تأتي .. أخربتها بأني لا أحبها تلك الأخرى .. لم ترد .. على الأرجح لأنها لم تسمع .. وشعرت براحة نسبية لأنها لم تسأل عن السبب .. تمنيت لو أستطعت أن أجعلها تبتسم أكثر لكني كنت منهكة من خيبة الإنتظار .. لم أعثر على فراشاتي منذ فقدتها .. ولم أعثر حتى الآن على لاصقات فراشات ملونة تليق بك لأهديها لك .. لا أعرف ماذا سأفعل حتى الآن لكني رسمت الخطة بمعظم تفاصيلها .. ينقصها وجودك ..
أحياناً أشعر بأن هناك من يخطط في دأب ليزيل من قلبي تلك الراحة التي تعمه حين يذكرك .. من يسعى مجتهداً لتخريب لحظات سعادتي .. لكني لم أعرف من هو بعد .. ولكني لن أرحمه إن أمسكت به .. لا زالت الأحلام السيئة تؤرقني أحياناً .. ولا يزال المطر يهطل بشدة في قلبي بلا سبب .. لم يتغير الكثير .. لكن ذلك لا يمنع حقيقة التغيير .. تمنيت لو أنها يوماً لم تخذلني ولو أني يوماً لم أكرهها .. تصحيح .. لم أفقد حبي لها
أحياناً يقولون : إن كان لا يزال يؤلم .. فهو لا يزال موجود .. لا أعرف ما مدى صحتها ولكني أحياناً أتألم .. ليس لفقد الأشخاص .. وليس لذاتهم .. ولكن لمدى الخيبة التي يمكن أن يعطيها أحدهم لك .. في وقت لم تعطه سوى الإخلاص .. صرت أكرر كلمة اللعنة كثيراً .. رغم أني أكرهها .. لم أشعر حتى الآن برغبة في البكاء أو الحزن على امتحان أمس .. ولم أفهم بعد لم أظل جالسة القرفصاء على أرض الغرفة محركة أناملي على الأزار تمر صورتك في مخيلتي كل حين وآخر ولا أقوى على أن أخبر شيئاً عنك ..
عرفت ألم الجوع .. وهو لم يعتصرني بشدة أبداً حتى في نهار الصوم .. وذلك لفضل الله .. لكني لا أنفك أشعر بالحزن والرثاء على كل طفل أو طفلة يبيتون جوعاً .. ولا اعرف من ألوم حتى الآن .. حين أرى المتسولين يجوبون الشوارع أتمنى لو في يوم من الأيام لم يعد هناك جائع ولا فقير و لا محتاج .. ثم أتذكر حال البلد السياسية والإقتصادية ومستقبلنا الضبابي .. فيضيع مني التفاؤل .. أتساءل عن عدد المحتاجين حقاً وإن كان هؤلاء من دفعهم شدة الألم إلى المسألة والطلب .. فكم عدد من بات يشكو الله وحده ويطلب منه وحده دون مسألة من الناس ومهانة الطلب وذل التوسل إلى البشر ؟!
----
Coz when U miss Someone you love
You Can't Cry Enough
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)