لنحاول أن نصوغ بعض الكلمات علّنا نفلح هذه المرة ..
رغم أني لا أعرف بالتحديد مالذي يتطلبه الأمر لكي أنجح لكني أعرف تماماً شعور الإخفاق .. حسناً .. لنحاول أن نكتب عن قصيدة موجعة قرأناها منذ أيام ونسيناها .. لكن أثرها باقياً في نفسنا حتى الآن .. لنتحدث عن أوجاع الزمان .. عن المعاناة الإنسانية التي تقتل النفس البشرية وتعذبها .. بل وتعلمها في الوقت نفسه .. لنتحدث عن حكمة الله في الأرض ونستشعر دلالات الإيمان به .. لنتحدث عن أي شئ يخص السياسة .. تلك الملونة كالأصباغ التي تضعها الفتيات على وجوههن لإخفاء ما يقبع تحتها من قبح وجمال .. أو ربما من نوايا وتوجهات .. اللعنة على السياسة .. لا لا .. لنتحدث عن الصداقة .. عن أي حد يمكن أن يصل إليه الصديق .. وهل هناك صداقات تتفرق ؟! .. لا لنتبعد عن هذا الموضوع لأنه يؤلمني .. يذكرني بما لدي رغبة في نسيانه .. إذن .. لنتحدث عن الحب .. سحقاً !! .. آسفة لا أستطيع .. لكن لنتحدث عن الصراع النفسي بين الخير والشر .. وهل الإنسان خيرٌ بذاته أو أن الشر متأصلٌ فيه كما الخير تماماً ؟!! .. رائع .. لقد استمررت في طرح الأسئلة حتى كتبت فقرة لا بأس بها .. بعد محاولات فاشلة في الكتابة منذ فترة طويلة .. يبدو هذا إنجاز أستحق أن أكتب فيه فقرة أخرى .. !
ليس الأمر لأني لا أجد ما أتحدث عنه .. لكنها الحقيقة .. كلما فتحت تلك المساحة البيضاء لأتحدث .. أجدني أهرب منها .. لا خوفاً مما سألقيه فيها من تراهاتي النفسية وأحداثي العبيطة التي لا تهم أحداً سواي .. لكن لذك الإحساس المضجر بالصخب في نفسي وفي أفكاري المشوهة .. زحمة .. كلها فوضى .. وكلها كلمات أمقتها .. وشعور سئ بالرغبة الملحة في إخراس ذلك الصخب وعجز تام عن البوح بما فيه من تصادمات .. !
يمكنني الآن أن أتجاوز تلك النقطة ..
" الضغط الواطي هيفضل طول عمره واطي يا جدع "
أتذكر تلك الجملة التي قرأتها ذات مرة في قصة تتحدث عن فارس الأحلام البطيخي .. وأنا أشعر بخفقان قلبي كثيراً مؤخراً مما يدل دلالة أكيدة على انخفاض مستمر في الضغط يصحبه شعور غريب بالإرهاق وقوة الجاذبية في شدها إلى الأسفل .. لست أهذي الآن لكن هذا ما أشعر به بدقة .. حاولت أن أفتح جهاز الضغط الذي أقتنيه اليوم وفشلت مما أصابني بالإحباط .. حتى تلك العلبة المعدنية المزعجة تستخف بضعفي .. كم أكرهها .. كل تلك الأشياء الصغيرة التي لا تهتم سوى بإزعاجي .. سحقاً .. أنا حقاً لست أهذي .. كما أني حين أتحدث إلى أمل دنقل على غلاف كتابه وأكتب له ما في نفسي ليس أمراً هوائياً .. على الإطلاق .. لا أنكر أني صدمت حين قالت تلك الكلمة .. لكنها لا تعرف أهمية البوح بكل ما في النفس حتى ولو كان إلى صورة تنظر إليك مبتسمة على غلاف كتاب تحبه .. وحتى ولو كان حائطاً صغيراً كالذي أمتلكه ويسمى انسينيتي .. أنا لا أتحدث الآن إلى أحد سوى لتلك المساحة البيضاء التي تمنحني شعوراً بالراحة لأنها تحتويني .. تسعني .. بكل تفاصيلي وأخطائي العبثية وحكاياتي المملة .. لست هوائية على الإطلاق ولكنها الوحدة تعلمك أن تصنع معتقداتك الخاصة وتبتكر طرقاً جديدة لعلاج أزمتك المزمنة .. ولكنها دوماً تفشل في أن تعلمك كيف تعيش وحيداً دون ألم .. !
---
توبيك سابق .. تاريخه من تلات شهور .. تم حذف الفقرة الأخيرة لأنها مبالغ فيها .. ولأني قضيت يوم كامل بحرك في الدولاب عشان يغطي عليهم .. وماضطرش كل يوم إني أبصلهم .. وأحس بوجع !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)