2012-04-17

وساعات بكتب في رسايل .. بلا أقلام لا رصاص ولا جاف



أدير مشغل الأغاني .. أضع سماعتي الأذن .. وتبدأ الحفلة .. !

أستمع على غير العادة إلى موسيقى صاخبة .. كالروك والميتال وغيرها .. أنصت لصوت الآلات وضجيجه المحبب فقط لأن ضجيج رأسي يتلاشى في المنتصف .. أستمتع بتلك الفوضى الصاخبة وأشعر براحة .. فالضجيج سواء والفوضى واحدة .. أقف أمام المرآة فيعجبني التفاف شعرى الأشعث .. وللحظة لا أهتم بتصفيفه كما اعتدت .. أرغب في التغيير فأقرر أن أتركه كما هو .. لا بأس إن رآني أحد على تلك الحالة فالجميع يعرفني في جميع حالاتي .. لن ينتبهوا إلى الفوضى التي أتعمد إحداثها في كل شئ .. لن يلاحظوا أي تغيير في تقضيبة وجهي التي يصفها أخي الأكبر بأنها صارت اعتيادية .. لن يروا في مظهرى أكثر من تبعات لمرضي وإرهاقي المستمر فأنا حتى لا أقوى على تصفيف شعرى ليبدوا أحسن .. تجذبني كلمات الأغنية التي تناقض أفكاري وبشدة في تلك اللحظة .. حين أجد المغني الصاخب يمتدج جمال حبيبته وخجلها .. يخبرها بأنها جميلة .. That what makes You beautiful .. أنظر إلى المرآة مرة أخرى .. أتأفف وأبدأ في فكك عقد شعري الملفوف .. أستسلم لحقيقة كرهي للفوضى وفشلي المستمر حتى في إحداث فوضى من نوع خاص .. فوضى أصنعها بإرادتي .. ولو لمرة واحدة .. !

أنتهي من تصفيفه .. أشعر بقليل من التغيير لكنه لا يكفي .. أنظر إلى الغرفة الشبه فوضوية والشبه مرتبة .. أعيد وضع كل شئ في مكانه .. أرتب السرير والمكتب والأدراج .. أغلق الدولاب بإحكام .. ألتقط من الأرض ما وقع هنا أو هناك صدفة من قصاصات الأوراق الملونة التي تملأ أدراجي .. لا يعجبني المنظر كثيراً .. فقد تحولت الفوضى العبثية إلى فوضى منظمة .. وليست الغرفة الآن كما أحب تماماً من النظام الدقيق .. لكنه كافٍ .. فهو أقصى ما يمكنني فعله الآن .. !

أفترش الأرض فهي مكاني المحبب .. أفتح تلك المساحة البيضاء الفارغة .. أبدأ في كتابة ما فعلت .. وأتجنب في إتقان محاولاتي لإخراج ما أشعر به .. لا أهتم .. لا أكترث .. أبدو غير مبالية بالعالم .. أتناسى مواقفي السخيفة .. أتجاهل أيامي السوداء .. أنظر أمامي إلى اللاشئ الأبله .. تدور برأسي المشاهد والصور والأفكار ولا ألتفت إلى إحداها .. أشعر بخفقان قلبي السريع إثر ضغطى الذي يزداد انخفاضه كل ثانية ولا أعبأ إن كلّ ذلك القلب فجأة وقرر ألا يُكمل مهمتة في لحظة عناد مثالية فيريحني من عناء العالم والتفكير واللامبالة المصطنعة الغبية .. التي تعذبني !

أسمع طرق أحدهم على الباب .. أكره أن يقتحم أحدهم أفكاري وهي مندفعة .. حتى وإن كنت لا أستمتع على الإطلاق بوجودها داخل حيز رأسي الضيق .. أنتظر أن يدخل الطارق وأنا أكره الإنتظار .. أجد والدتي ممسكة بكأس امتلأ بورود زهرية اللون .. ابتسم قلبي للحظة ابتسامة باهتة .. تبتسم أمي ابتسامة سعيدة وهي تضع الورود بجانب المرآة .. تخبرني بصوتها الشغوف بأنها قُطِفَت لها حين كانت في العمل .. أشكرها على إحضارها لي .. تخبرني بأن رائحتها زكية ومنظرها مبهج .. أبتسم .. تغلق الباب .. وتتركني وحدى أصارع فكري المشتت الصاخب .. لأستمر في تحربك أناملي وأنا أسرد كل ما يمكن تخيله من لحظاتي الساذجة وأحداثي التافهة .. تلك التى لا تمت بما تعنيه لي الفوضى والضجيج بأى صلة .. ولا تزال .. لا تهم أحداً سواي على الإطلاق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....