2012-04-26

Little green Bunny



لأن الألم صار اعتيادياً .. مبتذلاً في كثير من الأحيان .. لم تتألم كثيراً .. وبرغم أنها بكت بشدة كأنها فقدت روحها فجأة .. إلا أنها لم تبكِ كثيراً .. ولأنها تعرف أن الألم سيمر كغيره .. وبأن العقل الذي تناسى مرة سيعيد الكرة ليسخر كل الأعضاء وحتى القلب أيضاً على النسيان .. ولأن الحياة تسير في عناد مولية ظهرها لكل ما يتملكها ويعتصرها من الألم .. قررت ألا تطيل الحداد .. ألا تنتظر المزيد .. وألا تتوقع أبداً لأن الواقع لن يثبت أبداً على حال .. !

لم تكن في حاجة إلى صدمة ثانية في ذلك الوقت بالذات .. كانت تعرف بغريزتها وقليل من الذكاء بأن تلك ستكون النهاية .. كانت تمنى نفسها بأن الأحلى لم يأتِ بعد .. وبأن كل ما يدور في رأسها هي مجرد أفكار ظلامية لا تهدف سوى لإغراقها في متاهة الأسئلة الحائرة .. كانت تنتظر بصبر وتقاوم وتصمد أمام الصمت والبرود والامبالاة .. كانت تتمسك بالأمل لأنه كل ما تبقى لها .. قاومت الفعل .. لكنها حين أُعلنت النهاية أخيراً .. لم تتنهد تنهيدة الفرج .. لم تشعر بالراحة .. لأنها لم تجد شيئاً سوى المزيد من المقاومة والحيرة والأسئلة .. !

أمام كلماته ظلت شاحبة .. تفتش بينها عن ذلك الذي تعرفه فلم تجده .. لم تطل النظر .. لم تبدأ بالبكاء .. بل إنها أبداً لم تصرخ .. انتبهت إلى ضرورة الرد السريع المريح الذي لا يؤذي .. أجابته ببرود مصطنع وتكلف مبالغ .. شعر بالراحة لأنه كان يريدها .. وتمنت هي لو لم تجبه من البداية .. !

اكتشفت صدفة أن جميع الرجال حمقى .. لأنهم لم يفهموا بعد أنهم مهما حاولوا لن يتمكنوا من استرداد كلمة قيلت أو شعور أوصلوه في لحظة تردد .. لن يتمكنوا مهما حاولوا من أخذ صورتهم المرسومة .. أو ابتسامتهم المعلقة على جدران القلب .. لن يتمكنوا من محو كل الذكريات التى ستبقى رغماً عنهم ورغماً عن الجميع حتى وإن أداروا ظهورهم وتظاهروا بالنسيان .. لم يعرفوا بعد حقيقة المعنى حين تعطيه .. وحقيقة الوجع حين ترحل .. ولن يفهموا أبداً كيف يكون الخذلان .. !

من دون جرح ظاهري تركها .. لكن قلبها به الكثير من الأحزان التى بدأت في إظهار أشواكها منذ أن قطع عنه الأمل .. !

أزالت من حائظها أوسمة اللهفة .. تعاهدت مع نفسها ألا تسمح لأي شئ بأن يترك أثراً ما في قلبها .. ستبدأ في تنفيذ نصيحة البعض بأن تحب نفسها أكثر .. أن تعطيها لأنها تستحق العطاء .. أن تبتعد عن الناس والأشخاص والوجوه والصور .. أن تتقوقع في داخلها علّ ذلك الوجع الخفي يعرف الملل فيتوقف .. وعلّها تسترد عافيتها من كل أمرضاها النفسية المزمنة .. ستختفي لأن الإختفاء حق شرعيّ للجميع .. وستتظاهر بأن حياتها تسير دون أن تتوقف عند أي من النقاط الكثيرة التي بداخلها كما كان يفعل الجميع .. لأنها أدركت أن العالم أناني بطريقة غريبة .. وبأن العطاء والدفء مجرد طفرة خبيثة في عالم امتلأ بالجينات الفاسدة !


----

 
" عالم خاص "

كان من قبل أسداً أزرق .. ذو نقاط زهرية وبرتقالية تملأ جسده الجميل فتمنحه بهجة لا يعرفها سوى من يعشق فن البهجة .. لكنه كان أسداً لطيفاً يحب الضحك ويغني للأزهار ويأكل البندق في أوقات فراغه .. يصادق الفراشات ويرقص للعشب الصغير كي ينمو أكثر .. وفي كل مرة تفلح حيلته الذكية لخداع ذلك الضفدع الماكر الذي يحمل بداخله الكثير من الأشواك .. كان عالمه يمتلئ دوماً بالحلوى والضحك .. لكنه استحال فجأة بعد تحالف الضفدع الماكر مع قوى النحس الشريرة وفراشات أخرى ماكرة عدوانية إلى أرنب أخضر صغير .. يبدو دوماً وحيداً .. يلعب مع العشب الصغير في صمت لكنه لا يستطيع أن يجعله ينمو .. لم يعد يصادق الفراشات لكنه لم يتخلى عن إعجابه بهم .. لم يعد يضحك كثيراً ولأجله اختبأت الشمس كي تباغته فيضحك لكنها تاهت ولم ترجع .. لكن كعادة القصص المشوقة السعيدة .. لا بد أن يتذكر ذلك الأرنب الأخضر الصغير حقيقته وأن يعود ليبحث عن الشمس ويجد الونس الضائع منه حتى ولو اشتدت العتمة .. 

----

ادعوله بقى : )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....