2012-05-09

لا تصلح سوى للوحدة ..



اكتشفت مصادفةً .. أنها لا تصلح سوى للوحدة 

حزنها الذي لا يفهمه أحد سواها .. عالمها الضيق .. عدوها الوحيد الدائم .. ذلك القابع بداخلها .. ظلمات لم تعرفها يوماً تكتشفها في كل مرة .. تزداد الطرق والسلالم والأبواب الخلفية .. تترك ورائها الذكريات والأخطاء العبثية وتتعمق بحثاُ عن مأوى جديد يحتويها .. بداية ناصعة لا تلوئها بقايا الماضي أو تخالطها أشباح الذكريات .. تتوه كثيراً وتحب أن تنسى الطريق .. فلا تتذكر كيف تعود إلى مأواها ولا تهتم إلى أين ستذهب ما دامت ستبعتد .. وكلما تعمقت كلما ازداد التعقيد .. وازداد الإلتفاف .. تتعثر أحياناً في أبواب خلفية تفضي إلى أماكنها الأولى .. ذكرياتها الذابلة .. مشاعرها المنسية .. لكنها سرعان ما تغلق تلك الأبواب في فزع .. لأنها تعرف أن ما يقبع ورائها لا يمكن احتماله .. ربما هي هاربة أيضاً .. تهرب من قدرها .. من أفكارها .. من كل ما يؤلمها .. ربما هي ليست بالشجاعة التي تخيلتها .. تتعمد نسيان الماضي وتتخطى العقبات قفزاً لأنها ترغب في بداية نقية لترسم عليها من جديد .. لكنها دوماً تفشل .. وتصير ألوانها مؤلمة حد الموت .. فتتركها .. وتمضي لتبحث عن بداية جديدة .. !

 لديها نفس أخرى .. تشعر بها كثيراً .. تسمع صوتها المكتوم بداخلها وصداه المزعج في رأسها .. حين تكون وحيدة معها تحدثها أحياناً وأحياناً أخرى تشعرها بالإهمال والإهانة .. لا تحبها كثيراُ فهي أنانية وغاضبة دائماً .. عنادية إلى أقصى الحدود .. تكرهها كثيراً حين يصير صراخها عالياً فيغلب صوتها الهادئ فتخرج منها كلمات لا تطاق .. تكرهها حين تبدأ في فرض الظنون السيئة وتقمص دور المظلوم المفترى عليه .. تحزن لأجلها حين تراها مغرقة في الأوهام والخطايا .. وتواسيها أحياناً لأنها لا تجد لها حلاً .. تقتنع بفكرة أن نفسها الأخرى تلك بحاجة إلى الترويض .. وبأن صوتها بحاجة إلى مزيد من الكتمان .. لكنها في النهاية تواجه أزمة ثقة شديدة في كل ما تفعل أو ما تقول فيغلبها الصمت والشرود .. ودوماً ما تبدأ باللوم الذي لا يفضي إلا إلى مزيد من الصراخ والضجيج والصراع الذي لم تعرف له حلاً حتى الآن .. !

كان تصف قلبها بأنه طفل .. وبعد عثرات ونكبات واضطرابات حدثت له شعرت بأنه طفل شاخت في وجهه الملامح .. والآن لم تعد ترى قلبها سوى طفل منعزل انطوائي .. شارد وصامت .. يفضل الوحدة على أي شئ آخر !

-----

قصاصة أخيرة قبل أن أمضي لأبحث عن مكانٍ جديد .. سألقيها بين كومة ذكرياتك وأخطائي .. علّها تريح بعضاً من أوجاعي

إلى الآن .. لازلت ألوم نفسي على تصرفي الأحمق حين قررت أن أعيد إليكَ أشيائك بتلك الطريقة .. إلى الآن لازلت أسئلهم إن كنت قد أغضبتك أو أثرت في نفسك الحزن .. ولا يزالون إلى الآن يصفعونني بقوة بكلامهم .. يخبروني بصوت عالٍ بأنك لا ولم ولن تهتم .. وبأن عليّ أنا أيضاً ألا أفكر ولو للحظة .. لكني لا زلت أتذكر وألوم نفسي .. 
لم أطلب منك دواءاً لأوجاعي .. ولم أكن لأشعر بكل ذلك الألم لو لم تحاول .. 
لا أظلنك تفهم .. ولا أتخيل أنك ستفعل .. 
تتدافع الكلمات دوماً كلما تذكرتك .. أتمنى لو لم أتصنع البرود وأخرج كل ما في نفسي دفعة واحدة .. مرة واحدة لم تكن لتؤذي بقدر مراتك  الكثيرة .. لكني لم أتكلم .. 
أتمنى لو تدرك معنى الخيبة التي تسببت بها .. الإهانة .. 
شعوري المستمر بأنك طيف فارغ .. 
احتضاني لقلبي بقوة كلما رأيتك .. لأنه يتحمل ما لا يطيق .. ولا يمكنه أن يتحمل نتيجة أخطائك العبثية وحده .. 
لا زلت حتى الآن لا تخطر إلا ومضاً .. سرعان ما تتلاشى وسط محاولاتي المتفانية لتجاوز أزمتي الوحيدة وهي أني انتظرت بصبر .. 
ولا زلت أبكي كلما ذكرتني بحقيقة خذلاني .. كلما واجهتني بحقيقة أوجاعي .. فأذرف دموعاً لأجلي .. مواساةً لي ..  لا ندماً عليك ..
لم تختلف كثيراً .. كل ما هنالك هو أنك ساهمت في إثبات حقيقتي .. 
وبأني لا أصلح سوى للوحدة .. 

هي وحدها قادرة على احتوائي .. !

هناك تعليقان (2):

  1. !.. w kal 3ada abda3tyy :'( goosebumps

    ردحذف
  2. You Miss Have To Answer My Calls or I'll Commit A Crime .. * You Can Search it in Google Translation :P*

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....