2012-08-25

خزعبلات قُـلَّـلية ..



الـقُـلَّــة .. هي تلك المصنوعة الخزفية الفخارية ذات الصيت الواسع التي أوشكت على الإنقراض .. تلك التي اشتهرت في أغنية ما وارتبطت بالدلال والدلع .. وأنا نازلة أدلع أملا القُلل .. ويا قُلة الذل أنا ناوي ما شرب ولو ف المية عسل .. تلك التي تشتهر بها البيوت المصرية القديمة .. والتي تزدان بها شرفات المنازل وتصطف على واجهة محل لتروى عطش العابرين .. تلك القُلة المقدسة .. التي دائماً ما تحتوى على ثقب في آخرها لتطرد بعض المياه أولاً بأول دون مبرر واضح .. من الآخر يعني عارفينها ؟! .. طيب.

الموضوع يتلخص في سؤال واحد .. عمرك حسيت إنك قُلة ؟ 

قد يعتبرني البعض مجنونة لكني أعرف ذلك الشعور عن ظهر قلب .. والفضل في ذلك يرجع إلى الكثيرين ممن أعرفهم وأتمنى الآن لو لم أقابلهم أبداً في حياتي .. 

كثيرون هم من ينجحون في إضفاء صفة القُلة عليك ..

منهم من يعطيك ظهره .. يختفي ويبتعد ولا تعرفه سوى حين يحتاجك .. ثم تبدأ أنت كالقُلة في العطاء .. وحين تمر الأزمة يبتسم بتودد مبالغ فيه .. وحين تحتاج أنت أن يأخذ هو دور القُلة ويعطيك .. تجده قد تبخر في الهواء .. لتعود وتشعر بأنك قُلة عشان سبته يديك على قفاك.

ومنهم من يقف بجانبك .. يتودد إليك دائماً .. يضعك عنده في محل أعز الأصدقاء .. لا يتخلى عن مواقف الشهامة والجدعنة واللذي منه .. تشعر أنك امتلك أوفى صديق .. ثم تصطدم بالجدار .. إذ تكتشف فجأة أنه من أبو وشين .. بينور ف الضلمة .. وبيضلم في النور .. لتجد أن فروتك بتتقطع تقطيع الكلاب مع غيرك .. لتكتشف أن أسرارك كلها مفضوحة أمام العلن .. لتعرف حقيقتك .. بأنك قُلة القلل كلها عشان سبته يخدعك.

ومنهم من يخبرك بلا لف أو دوران بأنك قُلة .. وهؤلاء يستحقون أن ترفع لهم غطاءك الفخاري احتراماً لصراحتهم معك.

 وهناك النوع الحبوب الصبور المهاود .. يقرر أن يختار الطريق .. يسير فيه بضع خطوات .. وينتظرك لتتحرك معه .. وحين تعطيه الثقة والأمان ينتبه فجأة إلى أنه متهور .. ويعتذر .. لكن كلماته لا تصل إلى أذنك فأنت قد ابتعدت أميالاً حينما كان يضع الخطط ليعود أدراجه .. قُلة قُلة يعني.

وغيرها الكثير من المواقف القُلَلِية ..
كأن تكتشف أن صديقك بيهري وينكت ف الكتاب حينما كان يخبرك بأنه مكتئب ويعجز عن إدخال كلمة واحدة ..
وأن تكتشف بعد الإمتحان أن مذاكرتك مش مذاكرة بني آدمين ..إطلاقاً
وأن تتعثر فجأة بشخص تشعر بإعجاب نحوه ثم تتلعثم .. وتبتسم ابتسامة بلهاء .. ابتسامة تليق بشعورك كقُلة حمقاء تحاول عبثاً to impress her crush ..
وأن تخطئ في تقدير الوقت والزمان والمكان لتقوم بأفعال حمقاء غير مبررة تصير بعد لحظات جرائم بشعة في حق الإنسانية المعذبة ..
وأن يجيلك فريند ريكويست من شخص يدعى "قد تكون الوحدة قاتلة" .. و"البركان الثائر" .. لتضغط أكسيبت بلا تردد ..
وأن يشتغلك ناس مريضة تعبر عن رفضها لردودك الحانقة عليها بـ mesh cool 5ales 3ala fekra .. 
وأن يدخل والدك الغرفة متوقعاً أن يجدك منكباً على الكتاب ليربت على كتفك ويتمنى لك التوفيق ليجدك تحتضن اللاب منهمكاً في الكتابة .. فيبصلك كدهون ويرزع الباب وهو ماشي ..
وأن يقرأ أحدهم ذلك العك الذي تخرجه رأسك المثقلة بالصداع والتفكير والفارما ..

لتعرف أن قُللك كترت أوي .. 
وتنتبه إلى ضرورة أن تكسر وراء كل شخص وموقف وشعور سئ تلك القُلة اللعينة التي تسببت لك بكل ذلك الألم ..
وأنت تقتنع بفكرة أنك لست القُلة الوحيدة في العالم ..
 فالجميع في النهاية يصيرون قُلل بطريقتهم الخاصة.

هناك 5 تعليقات:

  1. والله يا أخت دوري..كلنا قلة بطريقة او بأخرى

    بس سيبك انتِ حلو البوست اوي

    بسطني

    ردحذف
    الردود
    1. :) أهم حاجة إنه بسطك. مش عاوزة انا حاجة تاني :)

      حذف
  2. ضحكتينى بوجع يا ضحى

    لكن اقولك الحق اقلعت عن انى اكون قلة من زمن

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله انك نجحتي ف كده .. عقبالي بقى :) .. نورتي

      حذف
  3. ابهرتيني باختيارك القله .. فكره حلوه اوييي !! :)

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....