أحياناً .. نجتاز البدايات كي لا نرتبك .. نتحاشى لقاء الأعين حتى لا تخرج الكلمات منا عفواً أو قهراً فننكشف .. نرسم ابتسامة حمقاء حين يعتصرنا الألم حتى لا تُرى خدوشنا المستورة .. ونترك للآخرين فرصة لوضع كل الإتهامات والأحكام المسبقة لننظر إليهم ببلاهة تامة ثم نمضي دون أن نكترث.
----
أحياناً .. حين يتجمد الزمن للحظة .. فيصمت الضجيج وتتشابه الأشكال والصور ثم تختفي الملامح من كل أحداث حياتك .. تتساءل متى مر العمر من أمامك في غمضة عين دون أن تنتبه ؟ تطل الذكريات برؤوسها حية كأنها لم تدع للهِرَم فرصة أن يفتك بها .. لترى أن ما بقى لك من أربعة أعوام مضت هي بعض الكسور والندوب والأشباح .. وضجيج صاخب لعطل في رأسك يخرج أفكاراً مشوهة .. مع القليل من الذكريات السعيدة .. ولا إنجاز يذكر.
لتشعر بأنك بين غمضة عينك وانتباهتها لم تكن سوى أسير سجّان قاسٍ يُدعى الغفلة.
----
لا داعي للخوف فأنت تختبر النهاية كلَّ يوم ..
حين تعود مرهقاً يقتلك وجع مجهول المصدر إثر يومٍ حافل بالصراخ والضجيج والغبار والعمل .. حين تتوق لكوب من الشيكولا الساخنة ويد تهدهدك بلطف حتى تغفو فتبتسم .. وحين توشك على تجاوز الوجع ونسيان ما حدث ثم تدفع بالتفاؤل ليستوطن قلبك المظلم .. حين تحتضن صديقك قبل فراقك بلحظات على أمل أن تراه قريباً مرة أخرى .. وحين تطيل النظر في وجه عجوز لا تعرفه علّك تعرف قصّته قبل فراقك بلحظات لأنك موقن أنك لن تراه مرة أخرى ..
أنت تختبر النهاية كلّ لحظة .. فلا داعي للقلق.
----
أحياناً .. يقتلنا الحنين قبل أن يقتلنا الحب نفسه.
ذلك الشعور الدافئ الذي كان يملؤ قلبك قبل أن تفترسه البرودة والوحدة .. ذلك الإنتظار اللذيذ المعذَّب لثانية واحدة تتلاقى فيها عيونكم القلقة .. تلك الذكرى الشقية التي تعاود الظهور في كل ثانية حين التقيت بها أول مرة .. حين نطقت بحبها أول مرة .. أو حين التقطت أحزانها أيضاً لأول مرة ..
ذلك الحنين الذي يغزوك بين الحين والآخر لذلك الشعور الدافئ .. لتلك الإبتسامة الطويلة .. وتلك السعادة الخفية .. هو ما يقتل أمثالنا في ليالي الشتاء الباردة.
----
أحياناً .. يمر الأشخاص بحياتك .. يتركون ثقل التفاصيل .. ويرحلون بأرواحهم أكثر خفة ..
أحياناً .. عليك أن تتعلم كيف تبتسم .. بل كيف تضحك .. لأن سعادة غيرك -تلك التي صنعتها أنت- هي أكثر أهميةً من حزنك الصامت.
قليلون هم من يجيدون فن صناعة السعادة .. هم من يصنعونها بمهارة من لا يعرف أنه الأمهر على الإطلاق .. وهم من لا ينالون من صنع أيديهم إلا القليل.
----
لأن نيفرلاند هي مملكتي التي لا تكبر أبداً ..
سأحبك ..
وبيكفِّي.
.
.
.
---
I missed this blog, I missed being here.
and I miss myself even more
حمدالله على السلامه يا ضحى !!!
ردحذفحبيت البوست لسبب بسيط , انه كان بسيط و واضح و جايب من الاخر :)
وانا بحب البوست اللى بيجيب من الاخر
تحياتى :)
الله يسلمك يا أحمد :))
حذفمنور كالعادة ..
هتلاقيني عندك قريب :D
بيكفي ...
ردحذف