أستيقظ متأخرة كالمعتاد ..
أتحرك تلقائياً دون أن أدرك .. وربما دون أن أهتم .. أتصرف كآلة مبرمجة مغمضة العينين ولا أفيق إلا على المياه الساخنة تلسع وجهي المتثائب .. أستفيق كلياً وأبدأ طقوس اليوم .. أرتدي ملابسي على مهل .. أنظر إلى المرآة متحاشية النظر إلى وجهي .. لا أشعر برغبة في إرتداء ذلك اليوم .. أبدل ملابسي على عجل .. لا أتحقق من المرآة مرة ثانية كي لا أغير رأيي .. أضع أشيائي في الحقيبة .. أتفقد جيوبي وذاكرتي .. أنظر نظرة أخيرة إلى المرآة وأتجنب أن أنظر في عينيها .. تلك التي لا تشبهني.
أتعثر في بدايات سخيفة .. إحباطات متتالية تضاف إلى ذخيرتي الأولى .. أبتسم وأقاوم وأسب تقطيبة وجهي المعاندة .. ثم أشعر برغبة في البكاء .. فأستسلم.
أبتعد عن الجميع كي أتجنب تساؤلات لا أعرف لها إجابة مرضية سوى "لا أدري" .. أمنح العالم راحة مثالية من وجهي العابس وروحي التي تبدو مثقلة من الداخل والخارج معاً .. لا أسمح لضجيج عقلي أن يستمر فأغرق في تفاصيل سخيفة لا ينتبه إليها سوى الهاربون مثلي .. ثم أغيب في مكان آخر فأنظر دون أن أرى .. وربما لا أرى أيضاً .. أصل إلى مكانٍ ما ولا أذكر كيف ولا أهتم .. أنظر إلى السماء الرمادية بغيومها فتجيبني بقطرة مطر تقبل جبهتي .. أنظر إلى القطرات الصغيرة وهي تتساقط في وداعة دون أي صخب .. أتذكرني في مكان آخر .. في زمان آخر .. أبكي لأسباب أخرى أجبرتني الحياة على الضحك حين ذكرتها .. تقفز أحلام إلى رأسي وهي تردد "نحن لا نشفى من ذاكرتنا أبداً" .. فأتساءل كيف هي قسّنطينية في هذا الوقت من السنة .. وربما .. في تلك اللحظة بالتحديد؟
"مبهرة كالعادة" .. هكذا رددت لنفسي وأنا اتخيل قسّنطينية كما وصفتها أحلام في روايتها .. أشعر بالبرودة تتسلل من النافذة بحثاً عن بعض الدفء فأضحك لأنها لن تجد هنا أيضاً سوى البرودة وبعض السخرية والكثير من اللامبالاه .. أشعر برغبة في شرب بعض اللبن لإحياء ذكرى قطة لن تأتي أبداً .. أتمنى لو كنت أمتلكها لأهرب إليها كل يوم حين أعود منهكة فأختبئ بين فروها الناعم وأنا أقص عليها خيباتي وأشاركها إحباطاتي الصغيرة .. عثراتي المستمرة وبحثي المضني عن هدفٍ لحياتي وأميرٍ لأحلامي .. فتسمعني بإنصات ثم تحكي لي عن مغامرتها مع فراشات الحائط الملونة .. ثم نضحك كثيراً فأحتضنها لنغفو سوياً أملاً في حلم سعيد يتسع لكلانا معاً.
أفيق من خيالاتي على صوت الغليان فأطفئ الموقد وأضع كوب اللبن بجواري .. الغرفة تعمها الفوضى وتنتشر في جوها الكآبة .. أغلق النافذة ليعم ظلام مصطنع .. أتجنب النظر إلى وجهي ولا أهتم للفوضى العبثية التي تملؤني .. أتعامل مع أنفاسي المبتورة بإنكار مصطنع هو الآخر .. أتوقف عن إلقاء الأسئلة في كل مكان عن ماذا أفعل ولأين سأصل ومن أكون ولِمَ يحدث كل ذلك .. أختبئ تحت غطائي الدافئ وأحتسي اللبن على مهل .. هي لحظة مثالية للبوح بكل شئ .. لإخراج كل الأسرار والمخاوف .. والبدء ببكاءٍ طويل غير مجدٍ لن يضيف سوى مزيد من أسوار الصمت والكآبة .. وسيفشل في كل شئ .. في أن يترك بداخلي مساحة هادئة أو أن يعثر على الإجابة .. وسيفشل في النهاية في أن يمنحني قطة لأصنع لها المزيد من فراشات الحائط الملونة .. لتنتهي مغامراتها أمام لبن ترشفه في إحباط .. بلا انتظار آخر لمغامرة جديدة..
why did you call it no more adventures ?!! I can't see adeventures in your previous topics !!
ردحذفLife is an adventure, having no will to live means hong no more adventures, got it? :)
حذفel3enwaan zy elfol w keda y3ny wel topic 7aga 3alya awe MSA
ردحذفU are annoyed from my q. ...sorry for that and nice topic by the way ...
ردحذفWhy are you saying so? I'm not annoyed. Take it easy! :)
ردحذفok it's easy ...but nedd to compare what happened today with previous actions !!
ردحذف*no need*
ردحذف