2013-03-19

لأني بخاف من الضلمة.. مع إن الضلمة مبتخوفش.



عارف .. عمري ماهتميت بالتواريخ .. بس أنا ممكن أعمل اكسيبشن المرة دي وأحفظ تاريخ اليومين اللي فاتوا وأحتفل بيهم كل سنة تحت مسمى "اليوم العالمي للعك"..
أه العك.. عارفه؟ اللي بيحصل وبيقلب الدنيا رأساً على عقب.. اللي بيجي في أوقات سخيفة زيه.. اللي بيخلي الأرض من تحتيك تتسحب تدريجياً لحد ما تبقى واقف على مفيش ومن ثم تقع وتسقط في الضلمة اللي تحتيك.. تلك الضلمة اللي مش بتشوف غير بيها.. واللي مش بتشوف حاجة غيرها..

عارف.. مش بيبقى إحساس حلو إنك تتكلم قدام حد عن حاجة انت نفسك بتخاف تقولها.. مش عشان هي غلط أو عشان هي عيب.. عشان هي مش بتدل غير على ضعف وانهزام ووجع جواك.. عارف ساعات اللي قدامك لو طلع بيفهم -ودول مش كتير- بيقدّر .. بس بتلاقي ف عينه نظرة شفقة هتكره نفسك بعدها .. وغالباً مبيبقوش بيفهموا فبتلاقي في عنيهم نظرة مش ولابد ويبدأ يتعاملوا معاك معاملة الناس اللي مناعتها خفيفة مع واحد عنده برد..

بس عادي.. مبقتش بتفرق كتير.. كنت بكرر المبدأ ده وأنا مش مقتنعة بيه .. لحد ما السب كونشس بتاعي ربنا هداه واتعامل معاه كأنه حقيقة.. وفعلاً مبقتش فارقة كتير..

عارف في أغنية اسمها ghost of days gone by .. كانت الراعي الرسمي لليومين اللي فاتوا .. بكل الخبط اللي في الميوزك بكل الصداع والغم اللي فيها .. بكل مرة صرخ فيها وهو بيقول I don't wanna die.. وعدد المرات اللي كرر فيها Haunt you until the end.. 

until the end
عارف .. مبفكرش كتير في موضوع النهاية ده.. وأحياناً مش بفتكره خالص إلا لما بكون معدية على عزا في الشارع اللي جنبنا أو لما يحتفلوا بذكرى قارئ  أنا بحبه في إذاعة القرآن.. بس كعادة كل الأفكار الضلمة اللي بتحتل دماغك في فترة العك .. كانت الفكرة دي مسيطرة بشكل غبي.. لا تقلق عزيزي فأنا لم أفكر بالإنتحار وإن كان يبدوا ساعتها منطقياً إلى حد كبير.. لكني كنت أفكر فيما سأفعل بكل ذلك العبء اللي شيلاه.. بكل الحمل اللي بيخليني مقدرش أقوم أصلي الفجر.. وكل الغباوة اللي بتخليني أقول هحاول أركز في الصلاة من بكرة.. أو مش هزعل ماما تاني.. أو حتى بكل الأمل المزيف ف إني أحب المذاكرة وأذاكر فعلياً وأعمل اللي عليا.. 

هبقى بستهبل لو قولت على شوية التفكير المضلم ده لحظة تنوير.. لحظات التنوير بتيجي عشان الواحد يغير من نفسه بعيدها .. إنما أنا لسة بغباوتي متغيرتش.. أنا بس فتحت عنيا وعرفت إن في ضباب واني حتى مش شايفة طريقي اللي ماشية فيه.. فاضل بس إني أدورعليه..

وبصراحة مكسلة! ..
عادي على فكرة ممكن توفر الزعيق والتهزيق اللي عارفه إنه على طرف لسانك.. كل حاجة هتقولها أنا عارفاها.. بس مش كل حاجة انا حاسة بيها هتفهمها.. بس أنا شاكرة ليك الزعيق مقدماً.. ومتقلقش أنا قايمة بالواجب..

عارف.. بقيت بحس إن العالم فاهمني غلط .. يإما انا اللي بمشي عكس الناس.. ياإما الناس هي اللي مكان راسهم جزم .. ياأما أنا اللي جاية من زحل.. ولأن مفيش تفسير منطقى تاني.. بقيت بقتنع إني فعلاً من زحل.. وعلى بليل بيبقى لوني أخضر وبيطلعلي قرون استشعار وبنادي الكوكب يجي ياخدني.. مهو أصل هتفسر إني بطلع أقف ف البلكونة وأشاور للكائنات الفضائية بإيه؟ ها؟ 

عارف .. امبارح مكنتش ناوية انزل.. بس عاندت نفسي ونزلت.. عشان الغياب وعشان أشوف الناس والقعدة ف البيت مش جايبة همها وكلام كتير حلو كده.. ولما روحت الدكتور مجاش.. قولت عادي.. يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم اليوم هيبقى حلو بس احنا نتفاءل.. واتفاءلت بقى واللي كان كان.. استنيت معاد الكورس ولما روحت الدكتور لغاه.. الفلوس ضاعت مني ومشيت على فيض الكريم.. وبعدين ربنا رزقني باتنين صحاب حنينين صعبت عليهم وادوني فلوس.. استنيت ساعتين لحد معاد الدكتور ولما روحت قالتلي ملكيش معاد النهاردة.. بس بقى فرجعت البيت وطلعت بدبدب على السلم ألعن الغباء وتفاهة البشر والعك والرمد والطب وسنينه والوقت اللي عمال يتكتك ويتسحب وقوى النحس الشريرة اللي اجتمعت في اليوم ده بذات وقررت تتسلى عليا.. 
ثم وقعت على الأرض من الضحك حينما اكتشفت إن اليوم ده برغم غباوته هو ذا ستوري أوف ماي لايف! .. 
just waiting on nothing!

عارف..
أنا معنديش اعتراض على قضاء ربنا.. ولا زعلانة من كتر العك.. ولا حتى ندمانة على حاجة حصلت وعدت.. 
أنا بس زعلانة عشان بعافر مع نفسي ومش لاقية نتيجة.. عشان كل مرة بقع لسبب تافه وبسمح للناس تخبط فيا..
عشان كل مرة برجع آخر اليوم وأسأل نفسي فين الغلط؟ أنا اللي غلط ولا الناس اللي غلط؟ .. 
عشان متخيلتش إن ربنا ممكن يحط على الأرض ناس مؤذية كده .. أو عالم معندهاش ضمير بالشكل ده.. وبالجبروت ده..
عارفة إن كل حاجة ليها حكمة .. وإن ربنا قال "كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" .. 
عارفة إن مفيش حاجة تستاهل وإن ربنا مش بيظلم.. وبيدي كل واحد على قد نيته.. عشان هو اسمه العدل.. 
عارفة إن ربنا في وسط المصيبة بيبعت رحمة.. عشان هو اسمه الرحيم..
عارفة إن ربنا لما بيضيقها أوي بيفرجها أوي.. عشان هو اسمه الكريم..

بس هي لحظات الضعف دي لازم تيجي عشان تشوفك فاكر كل ده ولا نسيته.. علشان لما تستقوى وتتغر وتحس إن حياتك بقت ف إيدك وإن مفيش حاجة هتصعب عليك ولا هتقف ف وشك تاني تيجي اللحظات دي وتكسرك.. وتفكرك إنك ضعيف وإن كل اللي شايفه قوة ومركز وتمكن ده ولا يسوى.. 
عشان لما تبقى ف الضلمة وتستسلم .. وتقول معادتش فارقة .. وإحباطك يربطك بالأرض.. أو حتى بالسرير ومتقدرش تقوم تصلي الفجر.. وييجي يوم زي ده يفكرك إنك نسيت .. إنك استسلمت.. وإن غلطتك دي محدش هيصلحها غيرك.. 
وإن في حاجات كتير أهم من كل الحاجات اللي الكتير اللي ف نظرك مهمة..

وإن الضلمة مش وحشة..
عشان بتعرفك قيمة النور.




هناك 4 تعليقات:

  1. بس هي لحظات الضعف دي لازم تيجي عشان تشوفك فاكر كل ده ولا نسيته
    La zatona :D

    ردحذف
  2. ربنا يباركلك...وصفتى اللى فى دماغى بالظبط...الضلمةمش وحشة

    ردحذف
  3. ضحى ،عبرتي عن اللي جوايا ، انتي رائعه ، ربنا يكرمك ويفتح لك ابواب خير ورحمه ويطمن بالك

    ردحذف
  4. امممم والله هيا بتفرق. يعني ربما يكون الواحد بيكون في ضلمه اضلم من كده بمراحل بس الحمد لله عمري مابتأثر بيها (او ع الاقل مش بالشكل ده) . ربنا ينورها علينا جميعا ان شاء الله

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....