2013-05-26

ليست أنا..



صباحٌ رائق.. لا يطلُب مني أكثر من قهوةٍ دافئة.. وبعضَ الصمت.
لكنه الضجيجُ يكره أن يُترك وحيداً.. فيُصِّر دائماً على أن يصحب كل لحظةٍ هادئة.

---

صياحٌ مستمرٌ لطائرٍ يأتي من بعيد.. أخبروني ذات مرة أنه يصيح كلما رأى مَلَكَاً في السماء.. أستمع إليه وأحسده لأنه استيقظ اليوم دون صداعٍ أو تذمر.. دون أن تثقل رأسه هموم الأمس ولا مخاوف الغد.. وللحظة أتمنى لو كنتُ مكانه.. أحيي ابتسامات الملائكة كل صباح وأقضي ما بقي من اليوم في تسبيح من جلّ في عُلاه.. ولا شئ أكثر.
كم يبدو ذلك الكائن الصغير سعيداً.. أكثر سعادةً مني على الأقل.

---

حين تتعثر الأسئلة بأشباه إجابات.. وأنصاف حقائق تخفي وجهها خجلاً.. 
حين تدرك أنك مُخطئ.. وتعرف يقيناً أن الصواب شاقٌ ومؤلم..
لكنك تظل تختبئ خلف حيرةٍ  تدّعيها.. و تظل تردد أسئلتك.. بصوتٍ خافت.

---

أذكر منذ خمسِ سنواتٍ مضت.. كُنت أملك وجهاً شارداً.. وظلاً لا يهتز.
اليوم أمتلك وجهاً شارداً.. فقط.

---

لستُ من هواة بناء قصورٍ مترفةٍ للذكريات.. أقضي نصف يومي في الحنين إليها والنصف الآخر في إزالة ما تراكم فوقها من رماد الذاكرة..
فتلك اللعنات الصغيرة تستحق مقبرةً بلا أزهار.
وبحارس يقظ.. يُعيد قتل كل من يعيدها اليأس والألم إلى التنفس مرة أخرى.

رغم أني أتمنى أحياناً لو كنت أمتلك شيئاً يعيدني إلى ما مضى بابتسامةٍ.. بدلاً من النحيب.

---

هي.. تلك الفوضى المنمقة..
كلما حاولت إصلاحَ ما أتلفه كثرة التدليل.. فسدَ جزءٌ آخر لكثرةِ الإهمال..
أحياناً يصيبها الكلل.. فتفقد رغبتها في التنفس..
وأحياناً أخرى تملأ صلواتها بالدعاء لأجلهم.. هم من ينتظرون بصبرٍ بعضَ الأمل.. فتملؤها الحياة من جديد..

هي الأخرى تنتظر.. تنتظر شخصاً يملأ صلاته بالدعاء لها.. ينتظر بصبرٍ أن يلقاها يوماً.. 
بابتسامة تزورها من حين لآخر..
وبقبلة تضعها على جبينها نجمة تسقط في أرض غرفتها كل ليلة..
لتختفي أحلامها المفزعة.. وتتمكن مرة أن تغفو.. دون خوف.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....