2014-07-15

I'm seeing stars..



تساءلت عن اتجاه القطار، مقتنعةً أن عليها أن تستقبله بوجهها قبل أن تصعد بسببه إلى السماء، عند ربنا فوق، أشارت بيدها إلى الأعلى في حب غير مبالية بتبعات إزهاق الأرواح بدون وجه حق، لم يصدقها أحد، ولم تصدق نفسها أيضاً، كانت تستهويها الإرتفاعات والقفز، لكنّها كانت دائماً تتوقف في اللحظة الأخيرة وتعلّل أنها لم تمتلك الشجاعة الكافية to make the final cut. تردد وهي تضحك "إن كان  Syd اتلكك بالتليفون، مش هتلكك أنا يعني؟" لكنّ أحداً لم يفهمها. 
كانت تقرأ عن البنات، والأرواح المتلاقية في ملكوت ربنا، وتغزل من خيوط الكلمات حكايات تؤنسها في وحدتها، كأن تصنع أميراً مشاغباً يفقد قبّعته ويبكي، أو فتاة مراهقة أرهقها الحب تضحك لأنه أخيراً قال لها "لن أحتمل أن أفقدك مرّة أخرى"، تسعل كثيراً أيضاً حين تستلقي على ظهرها فجأة لتداعب مخلوقات ملوّنة تسكن سقف الغرفة، تحب أن تفكر في محمد صبحي وهو يغازل سيمون في المسرحية، وحين يقتسم معها الزبداية بلبيسة الجزم، تحب التفاصيل التافهة التي لا يلتفت إليها أحد، وتحب أن تختار غطاء سرير يلائم لون الحائط، وتفكر في الهرب. 
تسامح بعوضة كان لها من دمها نصيب، وتدّعي أنه معجون بالسكر، وتتناسى كتب الطب التي تنفي كل ما تقول بالمنطق، أحياناً تلقي بتلك الكتب عرض الحائط حرفياً ثم تلتقطها لأن أباها سيرمقها بنظرة خيبة تكرهها، فتعيدها إلى مكانها على الطاولة، تتذكر مدرس العربي الذي كان يداعبها حين يصيب وجهها حمرة شديدة، يابخته اللي هيتجوّزك هتوفريله المكياج، فتحمرّ أكثر وتصمت، لم تكن تصدق أن أحداً سيلاحظها، فما بالك بأن يحبها ويقول لها أنتِ ملاكي، تتجوزيني؟ وضعت أحلامها في درج المكتب واستمرت في الركض والبحث عن تفسير منطقي لازدياد جسدها اضطراباً. 
كانت تبكي كثيراً، لأن قناتها الدمعية بها فتء لا تعرف كيف ترتقه، هي لا تجيد الخياطة من الأساس، ولم تكن لتهتم لولا أن أخبرتها إحدى صديقاتها ذات مرّة أن لديها عينانِ مميزتان، كانت تحكي عن الأشباح والأحلام السيئة، والقمر الذي يرفض أن يصرف عنها الظلام، حين شعرت بدغدغة لطيفةِ في قلبها مجهولة المصدر، فأمضت أياماً لا تحكي عن أحلامها السيئة، تبتسم في بلاهةٍ وكفى. 
نظرت اليوم إلى الأعلى، عند ربنا فوق، فالتقطت عينها نجوماً بالغة الصغر، تبدو ضئيلة في هذا العالم، ابتسمت واستلقت على الأرض، شعرت بأنفاسه قريبة منها، بيده تستقبل كفّها الصغير، فلم تلتفت، ظلّت تنظر إلى النقط المضيئة في الأعلى، عند ربنا فوق، تلحّفت الفضاء وانكمشت بداخله، كان لدقات قلبه إيقاعاً مميزاً، ولروحه دفئاً لم تعهده من قبل، تساءلت بصوتٍ خفيض "هوّ لو القطر جه هنموت بجد؟" فهمس قائلاً "أكيد لأ يعني"، ردت بارتياح "طيب".. فصمت قليلاً ثم ضحك قائلاً "بحبك يا هبلة".

هناك تعليقان (2):

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....