2014-07-14

من هنا؟ مش من هنا..



أنا بخاف. 
كنت مروّحة وفي كلب لطيف قاعد بيهرش نفسه عادي جداً، مريت بحذر من جنبه من غير ما أحاول أسببله إزعاج أو أحسسه إني موجودة، مشيت شوية حلوين ثم فجأة سمعت صوت خطوات صغيرة، بصيت ورايا لقيته بيجري ناحيتي، وطيت ع الأرض أجيب حاجة، وقف، وفضل ياخد خطوة ويقرب، ويبعد، محدفتش اللي ف إيدي غير لما حسيته هيقرب أوي، ومعرفتش أديله ضهري وأجري، مشيت، وهو وقف مكانه، وكل شوية أبص ورايا وألاقيه ماشي، مكانش ف إيدي حاجة عشان ييجي ورايا، ومكنتش مستفزة، صحيح أنا كارهة نفسي اليومين دول بس مش للدرجة دي، سبقت أوي لقيته وصل للمكان اللي كنت فيه، تحت شجرة أنا بحبها، فقررت إني كنت فاهماه غلط وإنه كان عاوز بس حتة ضل يقف فيها، وقبل ما أوصل لبوابة البيت بالظبط، لقيته بيجري تاني وجاي، المشكلة انه ماطلعش صوت، بيبصلي ويقرب وخلاص، دخلت بسرعة وقفلت البوابة ووقفت أشوفه هيعمل ايه، وقف قدام البيت، فضل يتأكد أنا شايفاه ولا لأ، ولحد ما أيقن إني مش هطلع، اداني ضهره ونام.
لما كان بيجري، كان بيطلع لسانه عشان ينهج، قريت مرة إن الكلب معندوش غدد عرق غير ف لسانة، ومبيعرفش يتخلص من حرارة جسمه غير لما يفتح بقه، ويلهث، بصيتله وحسيت إنه عطشان ساعتها بس مقدرتش أعمله حاجة. 
طلعت العصر أنشر الغسيل، بعدها بتلات ساعات أو أكثر، ولقيته لسة مكانه، نايم قدام البيت، وبطريقة جميلة كان الهوا بيخبط ف فروه الأصفر الناعم، ويعمل دواير صغيرة، مغرية كفاية إنك تنزل تلعب معاه وتلمسه.

الفل ف بلكونتي قرّب يطلع ورد، في اتنين فتّحوا خلاص، فاضل كتير لسّة مفتحوش، الياسمينة ورقها بيقع بسرعة ومبتدومش، بس ريحتها أحلى وأجمل، الفل على العكس، بيفضل فترة طويلة شوية، ده غير إن ريحته مركزة، ومش حلوة زي الياسمين، بس بيطلع ورد صغير وكتير، الريحان ساعات بيدبل من الحر، وبيعكش، لما ألاقي ورقه زعل وميل ع الفرع، والورد بقى بني وناشف، في حين إن الوردة البيضا اللي معرفش إسمها لسة مفتحتش، هتاخد وقت على ما تكبر، وأنا عندي صبر وشوية وقت فاضيين عشان أستنى. 

إيمان عادة لما بتكلمني، بتخليني أبطل أهرب، اتفرجت على سلسلة هاري بوتر ف اليومين اللي فاتو، ضيعت وقت كتير، لما لقيت نفسي زهقت من هاوس وبدأ يبوّخ، أنا كنت ناوية أذاكر، وأبقى حد كويس، وأبطل أجري ورا ضلي على الحيطة بقى وأركز شوية، بس محصلش حاجة من دي، ورمضان بيعدّي أهو بسرعة ومش هفوق غير لما ألاقيه مشي وأنا واقفة لوحدي وضلي لسة بيجري مني ومش عارفة ألحقه. 

أنا عارفة إن اللي ربنا مش بيحبه، بيبتليه بغفلة، وبيسيبه، ميفوّقوش، وميخليهوش يدعي عشان مش عايز يسمعله صوت. ويخلي الصلاة تقيله على قلبه، ويغلب نفسه عليه، ويخليه مفكر إنه كويس وقريب وبيعمل اللي عليه وهوّ أبعد ما يكون عن الراحة وعن ربّه، إيمان مرسال بتقول إن محدش مهما وصلت درجة إيمانه يقدر يقدم دليل على إن ربنا بيحبه، ماما زمان كانت بتقولي إنه بيحبني، وساعات كنت بحس كده لما كنت بصلي وحد يشوف فيا حاجة حلوة، وأبقى عارفة إن الحاجة الحلوة دي بسبب إن ربنا راضي عنّي، بس عارف النقمة فين؟ لما تلاقي الناس شايفة حاجات حلوة وإنت عارف كويس إنها مش كده، وبتصدق نفسك، وتقول أنا كويس أهو وربنا بيحبني، وانت أصلاً محتاج تفوق. 

أنا مش فاكرة أنا جيت هنا ليه، بس أنا كنت عاوزة أقول، إني مبقيتش بزعل لما بتساب، وبخاف م الناس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....