2014-08-02

تمرين كتابي - 1


كانت مُهملة، كجوربٍ وحيد ملقى بعبثية في خزانةٍ ما، بلا فائدة، لأنها لم تكن تمتلك ما يكفي من الحب لتغزل نصفها الآخر.
منغلقة، كزجاجة مياهٍ تستعصي على الفتح، رغم أنّ حوافها ملساء ومميّزة، وداخلها هش، وواضح.
كشعاع ضوء تتسلل خلسة بين انحناءات نافذةٍ مُحكمة الغلق، لتسقط على عينيك أنت، وأنت فقط.
كانت أصغر مما ينبغي لتعرف أن الجدران آيلة للسقوط في النهاية، وأن الحضارات العظيمة قائمة على صراعاتٍ لا تنتهي، وكذبٍ منمق ببراعة. 
لم تفهم لم كان عليها أن تضحك رغم أن أيديهم كانت تمتد لتسرق من روحها حبّات العنب، فاختبأت لسنين طوال تصنع نبيذاً يخصها وحدها، وحياةً لا تمت لأحدهم بصِلة.
ولأنها أخف من أن يُثقلها حزن أو غضب، كانت تبكي، وتجمع حبات اللؤلؤ المتساقطة لترتديها عقداً، وتقف مكتملة وثرية في وجه فقراء الشعور، والحمقى. 
كانت تُحبّك كثيراً أيضاً.
لكنّها تُشبه أغنية قديمة، يعرفها قلبك بدقة الألحان، ويعجز عقلك دائماً عن التذكر.
كانت سعيدة، كنجمةٍ بعيدةٍ تلتقطها عينيك كلّ يوم وسط الزحام، تُضئ روحك المظلمة، فقط لأنها كانت -بِكَ- تحترق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....