أنتِ لستِ سوى أخطائك.
لستِ غريبة عن الألم النفسي .. أنتِ تعرفينه عن قرب .. رأيتهِ أكثر من مرة .. نبضكِ المسروق .. أنفاسكِ المبتورة .. بكائكِ المتقطع .. عزلتكِ الداخلية .. برودة قلبك .. وأعصابك المخدرة.
فقدتِ جدوى البكاء منذ وقت طويل .. منذ اكتشفت أنه لا يعيد لحظة سُرقت أو يعيد إصلاح ما فسد .. هو فقط يجلب لك نعاساً قهرياً .. هُدنة مزيفة من الألم.
لا تملكين الآن قلباً سحرياً .. ولا جناحات ملوّنة.
لديكِ ما يكفي من الوجوه المشوّهة والأحلام المكسورة .. لديكِ ما يكفي من الندم.
تزعمين أنك أقوى .. ثم تلقين باللوم والصراخ عليهم .. أنتِ ضعيفةً كفاية لتعجزي عن حمل نتائج أخطائك وحدك.
يلتفون حولك .. بعيونهم المتملقة وابتساماتهم المزيفة .. يملئون لك قدورهم حباً .. لتمتلئي أنتِ الأخرى زهواً وخيبة.
ثم تضحكين في سخرية على التواءات القدر.
تتناولي جرعتك المعتادة من الأمل .. تبحثين بين لوحاتك عن غدٍ أفضل.
تمنحي الوجود قطعاً من قلبك البائس .. ليتناوله الوجود مستمعاً باللذة .. غافلاً عن ثقوبه .. متغاضياً عن العطب.
ثم يبتسم راضياً.
داخلك هش .. وخارجك صلب .. ولا أحد يدرك الفرق.
تستمرين في لعبة النسيان .. محاولات خلق سعادة من اللاشئ.
تضعين أحلامك المكسورة كل ليلة في وسادة دافئة .. تغنين لها حتى تنسى حلمها الملون .. فتتوقف عن البكاء .. وتغفو.
ثم تتسللين إلى مكانٍ مجهول .. بلا ملامح .. فقط لتُبقى نفسك وحيدة.
تنتظرين يداً تربت على كتفك .. تبحثين عن شعور مطمئن .. سلام بلا خداع أو جراح .. أو ألم.
لعبتك المفضلة صارت تعداد عثراتك .. تتركيها لتفترسك مرة بعد الأخرى .. ولا تنتصرين أبداً.
ثم تضحكين ثانية في سخرية على التواءات القدر.
تأخذين وجوهك المعتادة .. تبحثين بينها عن ملامحك المطموسة .. وحين يواجهك الفشل .. تنسحبين من المعركة .. تلقين كلمةً أو اثنين عن شجاعة المواجهة .. وحين يصفق لكِ الجميع .. تختفين وراء الستار لتأكلي قطعة أخرى من ذاتك .. ذاتك تلك المتهتكة.
كم أنتِ مزيفة.
.
.
.
.
(first written/ 22-12-2012)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)