I am reaching but I fall.
أشعر بألمٍ ما فأسير متثاقلة إلى الصالة بحثاً عن دواء، بنصف عينٍ مغلقة أيضاً، أجده، أبتلعه، وأعود لأدفن وجهي تحت الغطاء ثانيةً.
يداي خشبيتان، لا دفء يمكنني أن أعطيك إياه، ولن أشفي السعال المتزايد في صدرك، مرّ وقت طويل منذ أن تيبست يداي هكذا دون قدرة على العطاء.
أنت لا تكرهني لكني أقوم بذلك نيابةً عنك، كلّ يوم.
سرق أحدهم ذات مرة طفولتي، لم أحكِ ذلك أبداً لأحد، وكنت أهرب كلّ مرة يسألني أحدهم لم تبدو عيناك حزينة دائماً، ولم يكن يرتسم في خيالي سوى آثارِ حطامٍ لا يزال يتعثر ببقاياه المارّون بي، والراغبون في صداقتي، و أمي أيضاً.
أراهم يومياً في أحلامي السيئة، في وجه تعاستي، في استمراري المُرهق للمُضيّ قدماً، أجدهم يلتصقون بأحذيتي ويضحكون في سخرية، أحملهم معي دائماً ولذلك عادةً ما أشكو الثِقَل، وأبكي.
لكن ما ذنبُك أنت؟ أنت الذي تحمل بداخلك حدائِق سريّة وتتمنّى زيارة العالم!
أحياناً أشعر أن لا أحد سيحتمل غُربتي، لا أحد يفهمها مُسبقاً، ولن أتمكن من البوح. كنت أكذب في وجه طبيبي النفسيّ حين كان يسألني عن حرصي على ابتلاع دواءٍ يصيبني بنعاسٍ قهري، وآخر لا يصلح لعلاج ما تركته انهياراتي العصبية في وجه أمي من حزن، وشقاء، كنت أبتسم وأنا أردد أني أتناوله بدقة، وحتّى هو لم يميّز صدقي، هو الذي يعرف كلّ ما حدث تفصيلاً ولم يهتم، واستمر في اخباري بأني مميّزة، وبأنه يحبّ عينيّ الصغيرتين دائمتا الحزن.
لكنّي لم أقوَ على تصديقِه أبداً.
أذكرني -في عالمٍ لم يعد يشبهني- أني كنت أحب البياض، لكنّه الآن صار لوناً ساذجاً، أرسم فيه بالأسود لأذكره بغباءه، ولأقر حقيقةَ الأمر، الأبيض أكثر الألوان هشاشة، لأنه لا يعرف أن يختبئ من أرواحٍ استمرت في إيذاء نفسها، وغبار مدينةٍ لا تحتمل الخفة.
أكتب إلى ربنا، كما تحب أن تناديه دائماً حتى في منتصف الحديث، أكتب إليه ولا أبكي، أخبره بأني أغضب أحياناً لأني بذلك الضعف، ولأنه يخفي دائماً أسبابه ومقاديره في خلقه، فلا أعرف إلى أين أتجّه، ولماذا أصر على الخطأ، أتوقف عن الدعاء لأني أخجل من نفسي، ثم أعود لأخبره بأنه "ربنا" و لذلك أتكلم بتلك العفوية، ولذلك أعود إليه بعد كل عثرة قائلة "معلش يا ربنا، حقّك عليا"
أتراه يضحك؟ أتظن أنه يقبل منّا بذلك الكلام الطفوليّ المبعثر؟
أعرف أن العالم في قلبي مات، وأعرف أني أمحو بلحظة واحدةٍ من اليأس والضعف ما أبنيه خلال عامٍ أو أكثر.
عزيزي/ صانع الطراطير الملوّنة، شُكراً لأنك كنت هنا، وأعتذر لحتمية وجود فعلٍ ماضٍ لا يمكنني أن "أسيبه في حاله" كما كانت تفعل ليلى مراد، ستظل خلايايّ تذكر وجودك الباسم فيها، وسيستمر ربنا في صنع مقاديرَ جديدة، وسفُن إنقاذٍ ضخمة، وزهور صفراء تنبت على أيادي و وجوه من تركونا دون قصد، وفتياتٍ جميلاتٍ يرتدين الأبيض ويضحكن دون خوف، وقلب جديد لم يُصنع لأحدٍ سواك.
لا تقلق، لن أتبخّر ذاتياً، ليس اليوم أيضاً، سأكون بالجوار على كُل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
:)