2012-06-30

كلام مفرغ فارغ ملوش أي لازمة ..



حين تكتشف أن كلماتك ليست سوى مجرد أشباح .. أشباح تطاردك لتخيفك .. لتظل قابعة أمامك أينما ذهبت .. مهما حاولت .. كقيود كُتب عليك ألا تعيش بدونها .. حين تألف أشباحك حتى تستحيل كلماتك الجارحة ككل كلمة غير مبالية .. أن تعتاد الألم .. وتعتاد الحديث عن الألم ..

حين تظل تكتب حتى تتورم يداك .. ولا تشعر بأن ما قلت كان كافياً .. أبداً 

-----

محاولة لفرض الهدنة 

هي أيام مرت .. كما تمر غيرها .. تبدو لا مبالية في طبيعتها .. فالوقت ليس سوى ألوان وأشكال تتغير .. حركة عقرب الساعة الصغير في تفان مؤدياً واجبه في سلب اللحظات السعيدة .. والتعيسة أيضاً .. حالتي النفسية واقعة في اللاوعي واللارغبة في الإدراك .. أستيقظ لأنام ثم أنام لأنام مرة اخرى ثم أقطع فترات نومي بساعات نوم خفيفة .. وكأن النوم هو ملاذي الآمن .. طريقتي السريعة للهروب .. لكن ملاذي ذاك ليس آمناً بدرجة كافية .. أو ربما .. ليس آمناً على الإطلاق .. 

حاولت أن أختفي .. وبدلاً من تقوقعي المُحَصن في صومعة المذاكرة تقوقعت على تويتر .. اكتشفت أني أهرب إليه بعد أن صار النوم حلاً مبتذلاُ هو الآخر .. لا راحة حتى في أحلامي .. أحلم بأني أركض من أشخاص غرباء لا يتوقفون عن مطاردتي .. أستيقظ من حلمي بإرادتي وحين أعاود النوم أجد المطاردة ذاتها لأسباب مختلفة .. فأستسلم لواقعي الذي هربت منه من الأساس لأني عوضاً عن الراحة أستيقظ بوجه مرهق وجسد منهك من شدة الإعياء وطول المسافة التي ركضتها للتو .. 

تأتي لحظات أشعر فيها وكأني سأنفجر بكاءاً لو داس أحدهم على قدمي عن طريق الخطأ .. وأحياناً لا أتوقف عن الضحك على نكتة سخيفة اخترعتها للتو ولم يسمعها غيري ولم يضحك عليها سواي .. أبني عالماً من وحي خيالي وأغرق فيه لفترة ما هرباً أيضاً ثم أفيق وأنا أسخر من نفسي .. أردد بضحكة مبتورة بأني سأنتهي في مستشفى للأمراض العقلية لو استمرت صدماتي في الحياة على هذا النحو الموجع بشدة .. أو إن لم أجد أنا طريقة لتصير مشاعري " تلمة " غير قابلة للخدش .. 

أحياناً أتساءل .. لم لم تصنع مشاعرنا من التيفال ؟! .. لتتحمل درجات الحرارة العالية وحرقة الدم المتكررة ؟! .. ولم لم نخلق بدون مشاعر على الإطلاق ؟! .. لكانت الحياة باردة مملة ؟! .. لا أعرف .. ولا أريد أن أفكر .. ولم أقصد أبداً أن أسخط على مشيئة الله وحكمته في الوجود .. أنا فقط أتمنى لو توقف الألم بداخلي .. ولو للحظة ..

محاولاتي لفرض الهدنة فشلت .. طرقي الملتوية للهروب لم تنجح .. أتصادم مع الحقيقة كل يوم .. أكتب كل يوم .. أقرأ كل يوم .. أفكر كل يوم .. إلى أين وصلت ومن أين جئت .. أبحث عن حلول .. أضع الخطط .. ألتمس الأعذار .. أسخط وألوم .. أتناسى ما حدث .. أتذكر لأتفه الأسباب .. أحاول أن أتغير .. وأفشل لأعود لنقطة الصفر .. أيأس .. ثم أتذكر أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .. فأستعيذ بالله من الشيطن الرجيم .. ثم أدعو الله أن يبعث الأمل من جديد .. ألا يتركني فريسة لظلام نفسٍ كئيبة لم تجد من يؤنسها .. أن يمنحني القوة لأنسى .. لأعفو .. لأسامح نفسي .. لأدعو لك أنت أيضاً كما اعتدت .. بأن يديم نور حبه في قلبي .. وقلبك ..

-----

إليها .. 

لأنها تشبهني .. كثيراً 

لأنها تتألم كما أعرف عن الألم .. ولأنها تضحك ملء قلبها في أحلك الأوقات بينما فشلت أنا في ذلك .. لأنها تبحث عن الدفء .. لأن قلبها لم يُخلق سوى للسعادة .. ولأن حبها للفراشات حب مكتسب .. وحبها للجنون حب وراثي .. 
لأنها غضبت كالطفلة في أول معرفتي بها .. ولأني غضبت في تلك المرة لأني أكره حين يتصرف البالغون كالأطفال .. رغم أني أبدو طفلة في بعض الأوقات .. لأنها غيورة وبشدة .. تحب بإخلاص .. وسريعة التقلب كنسمة مترددة .. 
لأنها تشبهني حتى في أوقات غضبي .. لكنها لا تمتلك سحري وجاذبيتي التي لا مثيل لها .. هي فقط ساحرة بطريقتها وجذابة بمعرفتها .. لا يحتاج المرء أكثر من دقيقتين بالتمام والكمال ليقع في حبها .. 
ولأني دائماً أحب إغاظتها لتصرخ في وجهي كالأطفال مؤكدة بأن عينيها ليست عسلية اللون كما أدعي .. وبأن ضحكتها ليست صارخة بل هي ضحكة خجولة .. وبأنها تبدو جميلة حين تضع أحمر شفاه بلون أراه " فاقعا "

فقط لأني أحب أن توبخني لأني أكتب للجميع ولا أكتب لها ..

ولأنها الآن تشبه ورقة خريف تصارع الذبول والحياة .. أردت أن أخبرها بأنها لا تحتاج إلى دفء مصطنع وكلمات مزخرفة لتشعر بالحب .. وبأن قلبها الذي ينبض بكل ذلك الدم المعسول يمكنه أن ينبض بحب قوي فقط إن اختار الشخص الصحيح .. وبأنها أقوى لأنها تعرف أن القوة ليست في الصمود وحده .. بل في الصمود والوقوف والمشي ثم الركض حتى ولو بأقدام هزيلة .. 

لأنها تبدو كوردة حتى حين تكون في غرفتها .. بين كومة كتبها وأقلامها .. لأن بداخلها بعض الجمال الذي يكفي وأكثر ليمنح سعادة لا نهائية .. 

لأني أحبها .. وفقط

-----

محتاجة أصفي ذهني بجد
عشان الكركبة دي مضرة أوي 

ومحتاجة حد يضحك في وشي كل يوم و يقولي متدايقيش .. متزعليش .. هتقدري .. متيأسيش .. 

ومحتاجة بجد أحس إنك سامعني .. 
أو على الأقل أعرف إذا كنت مش عاوز تسمعني 
هيريحني أكتر ما هيتعبني 
صدقني .. 

لو أنك قرأتها ذلك اليوم .. لما ترددت ولو للحظة واحدة .. لما انتظرت كل ذلك الوقت ..  !

-----

ذلك التضارب والتخبط .. هيخلص في يوم انا عارفة .. 
أملي الوحيد في تلك اللحظة .. إني أبقى كويسة .. بس !

هناك تعليق واحد:

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....