2014-08-23

السبت تلاتة وعشرين تمانية ألفين واربعتاشر

كل ما يأتي محض هلس، آه والله. يلا سلام
هو يوم آخر، ليس له أي قيمة سوى أنه مزنوق وسط جدول مذاكرة رتيب، يتضمن الكثير من الجهد وضبط النفس عشان نلحق نخلص، استيقظت بسبب ذبابة رخمة ظلت تصدر أزيزها المزعج حولي، وحلم سئ آخر يتضمن شحاتين يمسكون بي في إصرار لأخذ اللي حيلتي من النقود، ظللت أحاول التملص والصراخ لكن أحداً من المارين في شارع عمر بن عبد العزيز المزدحم لم يلتفت لي، لم يبق سوى خمسة جنيه تكفي لتاكسي يروّحني، لكنّهم أخذوها على كل حال، حاولت الهرب ثم تحوّل المشهد فجأة لمقطع من فيلم البؤساء الأخير، حيث ظللت أغني بصوت مكتوم وأنا أبكي، يلعن أبو ده لا وعي يا جدعان، يوديني مرة داعش ودلوقتي فرنسا ما قبل الثورة، أقوم وأمري لله وأحاول أن أجد دافعاً جديداً لاستنفاذ الأنفاس الباقية لي هذا اليوم. أحسب الساعات والدقائق، كتير كده كتير، كم المذاكرة محبط خلقة، أتذكر أن الكسل والدهون تتراكم تحت جلدي فأحاول أن أقفز مؤدية تمرينات صباحية عشوائية، ضحكت على شكلي وجهزت لي فطار وقعدت..
المهم في هذا كلّه أني أخذت أعدد الأسباب التي قد تجعل مني زوجة مفيدة، أولاً أنا بحب المكوى جداً، لن أتململ حين يلقي في وجهي بالقميص بتاعه ويقولي اكويه بسرعة، أحب سخونة المكواة وقوتها في فرد كل ما يمكن أن يتكرمش، دليل آخر على أن شخصيتي إصلاحية بحتة، ودليل آخر على أني أصلح لأن أكون ميكانيكي وببراعة. 
ثانياً، بحب غسيل المواعين، آه والله، الصابون والنضافة، أشعر براحة حين أعيد كلّ شء إلى مكانه، تنظيم الأطباق، الأكبر ثم الأصغر، ترتيب الكوبايات زي ما كانوا بقعدونا ف الفصل الطويل ورا والقصير قدام، تنظيف الحوض وترك المياه تنساب دون أن يعلق بها أي شوائب، على الرغم من أني مبساعدش أمي كتير، بس أنا بحب الحاجات دي.
ثالثا، نشر الغسيل، هوايتي المفضلة في أوقات الفراغ، لا أعرف بالتحديد مالذي يستهويني في هذا الأمر لكنّه يريحني كثيراً، تستغل أمي هذه النقطة دائماً وتدبسني في الغسيل بحجة إني أفوق من المذاكرة، وعادة ما تنجح في استغلالها. 
رابعاً، الطبيخ، مجربتش قبل كده أتعمّق فيه بس أنا عارفة إنه فن، والأهم من أنه فن هو أنه بيتاكل، أحتاج فقط إلى تعلّم بعض الأساسيات ووقت فراغ كافي لإجباري على فعل شئ مفيد بجانب التحديق في سقف الغرفة. 
المهم هو أني أجد صعوبة في فتح الكتاب، وتظل تلك الخلايا الرمادية المزعجة ترسل إشارات عصبية ملهاش لازمة إلى جميع أنحاء دماغي، فتصنع مهلبية من الأفكار ستحتاج إلى موضوع أكبر من ده عشان تتصفّى، ده غير إن فكرة الجواز صارت غير مريحة بالمرة، وأن أبويا مش بيقتنع بيا ف أي حاجة، منذ أن سألني سؤال طبي آخر مرة وقولتله معرفش، أراقب عمّال البناء في الجهة المقابلة وأتمنى لو كان ينفع أقعد ف البتاعة اللي بيطلعوا فيها الأسمنت لفوق دي، أنا عايزة أروح ملاهي، هسافر يومين وهضيع وقت، لازم أذاكر بقى، لازم أبطل آكل برده، هو أنا هفضل ف الفضا ده كتير، ينفعش الكتاب ده يخلص لوحده طا؟
على العموم أعرف طرق مفيدة أشبه بصنع خرم في نافوخي لإخراج كلّ شئ بصورة دورية لكنّها تستهلك الكثير من الوقت والطاقة، لذلك تبدو الكتابة حل يسير، وسهل، لذلك لن أجد حرجاً في أن أخبركم أني زهقت، وبأني أخطو بخطاً ثابتة بعيداً عن الراحة وبعيد عن ربّنا، أصلاً أصلاً كارما دي جزمة، وبتثبت إني مهما حاولت أدور على إجابة مش هلاقي، أعرف أني أخطأت وأحمل تبعات أخطائي كلّ يوم، أذكر نفسي بها كي لا أنسى، وأحاول أن أسامح نفسي أيضاً، لكن المحاولات بائسة وفاشلة، عدت إلى الزرع بتاعي، لا تزال الميتوكندريا تعافر لأجل البقاء، الثانية عشرة والنصف ظهراً، لسة فاضل شوية على الجنان يا مُنى، سأغلق هذا البتاع وأقرأ لعز الدين شكري فشير وأسمع كولدبلاي وربما أرسم ظلاً وأملؤه بالنجوم وأنا أغني cause you're a sky full of stars..
الدعا حلو، أتذكر نفسي منذ سنين مضت وأعرف أن التغيير قادم، وحتميّ، لم أعد أهتم إن كنت أصير للأسوأ، أحاول أ embrace my imperfections وحين يلقي أحدهم في وجهي بإني ضعيفة وهبلة لا أغضب، أعرف ذلك تماماً، توقفت عن وضع المبررات لما أفعل، ألمس حواف ثقوبي كي أعرفها بدقة، ولا أهتم لإصلاحها أيضاً، صرت أكره التجمل ومحاولات خلق فرص أفضل للظهور، أنا فوضوية وعبثية، وليس لدي أي رغبة في إظهار عكس ذلك أو إخفاؤه، هاوس ترك أثراً بعقلي يجعلني أراه وهو يوبخني كلّ مرة أهم بتبرير ما فعلت، أو كل مرة أنكرت حقيقة بداخلي، أصفع عقلي وأنا أردد بطريقته you moron، وأجلس على حافة السب كونشس واضحك. 
أتذكر ريهام وهي تكتب عن البنت اللي مليانة ديفوهات، أنظر لسنتي المكسورة وأبتسم، أبدو بلهاء، لكنّي - سيربرايزنجلي- مبسوطة كده!

هناك تعليقان (2):

  1. جدير بالذكر اني بحب نشر الغسيل وغسل الاطباق والكنس برضك
    وجدير بالذكر اني بعمل بانكيكس وتشيز كيك عظيمة
    وجدير بالذكر ان البوست ده لطيف للغاية
    :D

    ستاي مبسوطة يو ديزيرف ات ;)

    ردحذف
    الردود
    1. لو جيتلك هتأكليني تشيز كيك من إيدك، أنا عندك على طول يا رضوى وببقى عاوزة أبعتلك طبطبة حنينة ف بوستاتك بس انتي قافلة الكومنتات، يو تو ستاي مبسوطة وخدي دوا السخونية :)

      حذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....