2011-12-05

Tell Me Why ..



فوضى المشاعر هي الأكثر إرهاقاً على الإطلاق .. !

لن يمكنك أن تميزها الآن .. فحولها هالة غريبة من الراحة والطمأنينة تخفى كل ما كان يبدو عليها من قبل من ملامح القلق والإضطراب .. حتى اختفت ملامح وجهها الغاضبة في تلك الهالة .. وأعطتها الراحة شبه ابتسامة حتى يخيل إلى كل من يراها أنها تبتسم حقاً .. هي نفسها لا تميز نفسها في تلك اللحظات الصغيرة التي تهرب فيها من صخب العالم إلى حيز نفسها الضيقة .. وتختبئ بين أوراقها الملونة وشرائطها الزهرية والفضية وأعوادها الصغيرة التي تصنع السعادة .. تجلس في ركن من غرفتها تفترش الأرض وهي تعد نفسها لطقوسها الوهمية .. تضع كوبها الملئ بالشراب الدافئ على الأرض حتى يمنحها من دفئه قبلة .. تختطف منه بين الحين والآخر رشفة ممتنة لقبلاته الدافئة الصغيرة .. تحضر دبها القطني وتحتضنه .. تجلسه بجانبها .. تغمض عينيها ثم تصفق بانتظار حضور جنياتها الملونة بغبارهم السحري اللامع .. تسمع صفير تلك المعامل التي توقن بوجودها بداخل جزيئات الخشب في أقلامها .. تشعر بأن تلك الأعواد الحشبية الصغيرة تعمل دوماً في دأب كلما لامستها أناملها الباردة .. تؤمن بأن هناك في هذا العالم من يبذل كل ما في وسعه ليمنحها سعادة ولو للحظة .. فتشعر بالأمان .. !

هي تحب أن تصنع من أشيائها البسيطة معانِ جميلة .. تهديها لمن تعرف أنه سيدرك قيمة المعنى .. تشعر بسعادة غريبة وهي تبتاع تلك الأوراق بألوانها المفضلة .. تغمرها فرحة غير تقليدية وهي تشعر حين تقتني تلك الأشياء البسيطة اللامعة بأنها قد امتلكت العالم .. تحب أن تجلس وتستمتع بلذة صنعها لأجزاء من قلبها .. وتفرح حين ترى ابتسامة في عيني من تحب .. لأن هديتها قد لونت مكاناً في قلبه .. ذلك اليوم !

هي حتى الآن لا تعرف أين هي من ذلك العالم الشاسع .. شعر منذ فترة بأنها تشتاق بشدة إلى النظر إلى السماء .. إلى شكل السحاب .. ربما هي تشتاق لأن تتحرر من عالمها الأرضي الضيق .. أو ربما تشتاق لحياة عاشتها في وقت ما .. أو تشتاق إلى صورة لها اختفت ملامحها بمرور الزمن وقد كانت الأحب إليها .. هي تشتاق إلى الكثير .. وربما تشتاق إليه أكثر .. !

لم تعد تعترف بمعنى الإكتئاب التقليدي .. فهي تعرف أن تلك الكلمة تستعمل لوصف مرض عافاها الله منه .. لكن حتى حين درج استعمالها لوصف نوبات الضيق المبهمة واليأس التي تصيب الناس كثيراً .. فهي لم تعد تعترف بمعناه .. لذلك تفضل أن تنسبه إلى صفاته الأصلية .. وتكتفي بوصف حالتها تلك بأنها حالة مريبة .. مبهمة !

شعورها به غير تقليدي .. ومحاولاتها المستمرة لتقبل فكرة بسيطة أنهكتها .. وحيرتها تزيد تلك الفجوة بداخلها اتساعاً .. وكلما اتسعت الفجوة أكثر وأكثر كلما امتلأت بشعورها به .. وكلما تيقنت أكثر بأن تقبل تلك الفكرة البسيطة مستحيل !

تشعر بالإمتنان .. لأنه منحها ما كانت تحلم دوماً أن تناله .. ! 

----


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....