2012-03-28

نداء إلى بلوتو .. Take Me HOME



جرعة مكثفة من الحياة .. تكاد تكون سامة .. عزلة داخلية .. محاولات متكررة للضحك وتجاوز الأزمة .. صمت مطبق على مشاعر اعتادت الصخب والضجيج .. الحياة روتينية مملة تافهة .. ولا زلت أشعر بأني وقعت على كوكب الأرض عن طريق الخطأ .. !



أنا أصلاً أنتمي لسكان كوكب بلوتو .. 
واللي يعرفني كويس هيبصم بإيديه ورجليه إن دي حقيقة .. ! :D


2012-03-24

عن النتيجة .. وأشياء أخرى !


لو كانت روحها
سجادة ..
لنفضت عنها هذا الغبار ..
لتركتها قليلاً في الهواء .. لتتنفس !                    *سوزان عليوان


 لم أبذل تلك المرة جهداً كبيراً في تجاوز المحنة .. فقط يوم كامل من البكاء كان كافياً .. محاولات متكررة للنوم والنسيان باءت بالفشل .. واستيقاظ إجباري لمواجهة الحياة مرة أخرى .. ومحاولة التظاهر بأن كل شئ على ما يرام خوفاً على من حولي لأن القلق سيقتلهم .. أصمت وأبتسم وأغيب .. وأعود لأبتسم وأتجاهل ما حدث .. أنسى من كنت ومن أين جئت .. ولا أهتم إلى أين سأذهب .. يكفيني أن أغرق في تلك اللحظات الروتينية التافهة .. هي كفيلة بإسعادي .. لأنها تختطف ذهني بعيداً عن كل ما هو مؤلم .. أومؤذي !

الجميع غارق في شرود وحزن .. وأنا أبتسم .. وعيون تلمحني في دهشة واستنكار .. ولا يتردد بداخلي سوى شعور سعيد بأن الله بالناس لرؤوف رحيم .. !

(( ربنا دايما بيبعت البرد على قد الغطا .. وفي اللحظة اللي هتقدر تستحمله فيها )) 

ولأجل هذا المبدأ فقط .. كنت أبتسم .. لأني شعرت بيد الله الحانية وهي تربت على كتفي بعد أن ساء ظني بما حدث .. وتمنيت لو لم يحدث كل ذلك .. في تلك اللحظات بالذات ..

حين ابتسمت اليوم لأنها ذكرت تلك الفكرة الغريبة .. بأن من نحلم بهم يرغبون في رؤيتنا .. كنت سعيدة لأنك في أحلامي كل يوم .. ولكني سرعان ما عدت إلى حقيقة أني أتمسك بأي شئ يتعلق بك حتى لو كان مجرد فكرة ..

كنت أتمنى اليوم لو كنت في كل مكان .. مع كل أحد .. تمنيت لو لم أشعر بتأنيب ضمير أخرق لأني خذلت أحدهم ولو صدفة .. كنت في خضم محاولاتي المضنية لإسعاد من حولي كلهم أبحث عن سعادة بداخلي .. لأشعر بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. 

I wanna be with You
And I want you To Hold me Tight & never let me go ..

لم أحصل بعد على نجوم فضية .. ولم أبحث عن ورق ملون ليليق بفراشات أعلقها على الحائط .. ولم أشاهد حلقات توم وجيري ولم أغرق في الضحك حتى الآن .. ولا زلت أبحث بين كتبي المتراكمة في ذلك الدرج الصغير عن تلك القصة العبيطة التي يعيش فيها الأمير والأميرة  Happily Ever After  .. وعلى الرغم من أن جنياتي تلح على لأعطيهم بعضاً من همومي ليصنعوا منها ألواناً تصنع السعادة إلا أني أتمسك بهمومي تلك كمن يخشى الغرق في متاهات النفس الفارغة .. فهي على كلٍ تملؤني وإن كانت تثقلني .. وبعد أن اكتشفت أني أبداً لن أتمكن من سرقة حلم سعيد من صانعوا الأحلام لأنها كلها قد بيعت لمن ينام مبكراً ولم تبق لديهم سوى الأحلام المزعجة .. وبعد أن تركت قلبي مفتوحاً علّ بعضاً من رائحة البندق تصل إليه فيصير قلباً أخضر .. بعد كل ذلك لازلت أتذكر تلك اللحظات التي مرت ولم أتمكن أبداً من البوح بها لأحد .. ولا زلت أشعر بدغدغة في قلبي كلما ذكرتك .. ولا زلت أضع رأسي على وسادتي وأتمنى أن أستيقظ في اليوم التالي .. أكثر خفة !

I get confused about anything , But not about this  
- Victor Nevorksi
 
 

2012-03-16

عزلة ..


Ellie: Can I hold your hand?
 Carl: No.
 Ellie: But why? 
Carl: Because it'll hurt when you let go.

هي لحظة مثالية للبوح بكل شئ .. 

العزلة .. أن تشعر بأنفاس الناس تحيط بك .. حركة صدورهم المترددة في شهيق يصحبه أمل في الحياة وزفير متأفف ملّ الحياة والإنتظار .. تسمع همسهم وصراخهم .. ترى وجوهم الملونة والمزيفة والصادقة و تلمح فيها ابتساماتهم وغضبهم وشرودهم .. تنصت باهتمام لحديث  قلوبهم في غفلة منهم وغفلة من العالم .. تشعر بالحياة لوجود أرواح تملأ المكان وتجعل له ضجيجاً مميزاً يصلح للشعور فقط ولا يصلح للسمع .. أن يحيط بك كل ذلك .. ثم تجد ذلك الصمت المطبق بداخلك قد أوقف الضجيج والصخب وأعاد كل ما حولك إلى منظره الجامد وصمته القاتل .. كغرفة فارغة محكمة الغلق .. كلقطة في فيلم أصابه الخلل فتوقفت .. سكتت .. وانتهت !

هي .. تؤرقها فكرة واحدة .. مكررة .. مملة .. مزعجة .. تصل إلى حد الموت أحياناً 
هي .. تحاول أن تتعلم النسيان .. تحاول ان تتناسى .. لكنها أبداً لا تنسى .. !
هي .. تحبه .. أو ربما كانت .. هي نفسها لا تدري .. !
هي .. تفهم ما بداخلها تماماً .. تعرف كل تفاصيلها الصغيرة بدقة .. لكنها دوماً تفشل في رسم تفاصيلها للآخرين ..!
هي .. يعاقبلها عقلها بأحلام مزعجة .. تستيقظ فزعة .. تتنهد .. تتذكره .. تحاول جاهدة أن تبكي .. وتفشل .. فتعاود النوم مرة أخرى !
هي .. تبكي .. رغم أنها اعترفت بأن البكاء ضعف .. لكنها لا تزال تصف نفسها بكل غرور .. بالقوة !
هي .. تحبه .. هي تعرف ذلك .. - لكن - تلك الكلمة التي تقف عقبة في طريق تفكيرها دوماً هي ما تثير في قلبها الفوضى .. فينطق فمها فجأة .. بأنها لا تدري !
  هي .. لو استفاضت في الحديث لساقها دون أن تشعر إليه .. ولو استفاضت في الحديث فيه فلن تتوقف عن الكلام .. !
هي تتمنى فقط لو يشعر كم ترتعد خوفاً .. أن يترك في لحظة يدها .. فهي تعرف أن كل ما تتطلبه الأحلام لكي تنهار .. مجرد لحظة !

---- 

على الهامش : 
تتطلع إليها دوماً صورته على غلاف كتابه .. هو يعرف تماماً أنها بحاجة للثرثرة الفوضوية .. هو يدرك أنها بحاجة ماسة لذلك .. لكنها دوماً تغلق درج مكتبها بسرعة .. حتى لا تبكيها نظرته الحادة .. فعلى الرغم من أنه مجرد صوره .. إلا أن به بعض الإحساس !

توقع الأسوأ يحمينا دوماً من تحطم الآمال المبالغ فيها .. عليّ أن أتوقف عن اتباع ذلك المبدأ في حياتي .. فقليل من الأمل لن يضر !

أرغب في العزلة .. بشدة .. فالصمت الآن يمنحني راحة غريبة .. 

أحبهم جميعاً 
لكن العتمة تغريني  
 * سوزان عليوان

2012-03-15

موضوع عادي ..



عادي .. المصطلح الأكثر شهرة في قاموسي حتى الآن .. دائماً يصحبه عدة جمل غريبة مثل "مش فارقة" .. " ولا يهمك" .. "مش مشكلة خالص على فكرة " .. و أخيراً .. " عادي .. شوية إكتئاب وهيروحوا لحالهم " .. !

انقضت على خير فترة تقوقعي في ذات نفسي .. انتظرت فيها كثيراً حتى صارت الخيبة هي الأخرى شئ " عادي " تمر عليّ كل يوم دون حتى أن تلقي التحية .. تصفعني بقوة ثم تمضي غير آبهة بما تركته يدها القاسية من علامات على وجهي المملوء بالأمل .. حتى ملّها الأمل نفسه وغادر كل ذرة مني دون أن يودعني هو الآخر .. الجميع الآن ينصرف دون أن ينتبه .. الجميع يغادر في برود لا مبالي .. والجميع الجميع سواي .. لا يهمهم الأمر برمته .. !

الجميع ينظر إلى الأمر وكأنه اختبار تافه .. يملأوون أفواههم بكلمات التشجيع وبأنه ولا حاجة وبأنه عادي .. والجميع لا يلحظ أيضاً أنه ليس بتلك التفاهة إليّ .. هو ليس سوى رمز صغير لمعنى أكبر .. أو خطوة صغيرة تمنح الجرأة لخطوات أكبر تتلوها .. والجميع لا يعرف أني حين أشعر بالعجز التام لتجاوزي نقطة معينة يتملكني شعور تام أيضاً بأني لن أخطو بحياتي ولو شبراً واحداً إلى الأمام .. !

ابتعدت عن القاع مسافة كبيرة .. أنهكتني طول المسافة وتسلقي عكس الجاذبية .. أنهكني صراع بداخلي بين شجاعة المواصلة وخوف السقوط مرة أخرى .. أنهكتني حجارة قاسية تجرح يدي كلما تسلقت إلى الأعلى .. أنهكني التفكير في ما حدث وكيف وقعت في أعماق الجحيم كل تلك المسافة ولم أنتبه .. أنهكني البكاء والصمت ومحاولات تجاوز الألم .. أنهكني ضياع صوتك في صخب حياتي أو حياتك أنت لا أعرف .. أنهكني التمسك المستميت بتلك النقطة التي وصلت إليها .. والآن يقتلني عقلي .. لأني على الرغم من تحركي جسدياً وخروجي حرفياً من قاع الجحيم إلا أن عقلي بلعنات الذكريات وحطام الذات لا يزال في القاع .. !

لم أعد أعير انتباهاً كبيراً للأشخاص .. لأنهم في كل الأحوال لن يبحثوا عنك .. وحتى إن وجدوك صدفة .. سيبتسمون .. يلقون التحية .. ثم يلوون رؤوسهم ويمضون .. ليأكدوا لديك فكرة أنك لا تعني لهم شيئاً سوى ذوقيات التعامل المصحوب بابتسامة متكلفة !

أزهاري بدأت في الذبول .. لم أهتم لها كثيراً ووضعتها في إناء به ماء .. لم أهتم لوضع السكر أملاً في ازدهارهم لفترة أطول .. لم أنتبه حتى للونهم الذابل سوى اليوم .. ولن أحاول انقاذهم .. ليس بدافع القسوة .. لكنهم حين ينتهون سألقي برفاتهم في أحد الأركان وأمضي مزهوة بسعادة التخلص من كل ما بدأ في الذبول في حياتي .. أو ربما .. لأجرب ذلك الزهو ولو لمرة .. لأرى كيف يشعر الناس حين يلقون بزهورهم الذابلة في مكب النفايات .. أو الذكريات !

حتى ذرات الغبار المتطايرة .. تزعجني !

اكتشفت للتو أن الجميع مجانين .. بكل طريقة ممكنة .. ولا يهم إن كانوا يعترفون بجنونهم أو حتى يلحظونه .. لكن المهم أن الحياة لن تيأس أبداً في إثبات حقيقة جنونهم .. في كل لحظة يعيشونها برتابة مملة .. دون جنون أحمق يخرجهم عن النص ولو للحظة !

بنلف ف دواير
والدنيا تلف بينا
ودايماً ننتهي 
لمطرح مبتدينا 

ودايماً بنتهي لمطرح مبتديت .. وهي دي الأزمة ! 

بس عادي بقى .. مبقتش فارقة كتير !

2012-03-10

هلوسة فراغية معتمة !



- أهمية إنك تاكل شيبسي في وقت زي ده بتتساوى مع اهمية إنك تشرب نسكافيه وتبقى عاوز تنام .. 

- " حاجات كتير
ف حياتي 
اللي فاتت
راحت
بس لسة 
عندي أمل فيها
عشان كدة
الوردة الميتة 
ف بلكونتي
مع إنها خلاص ماتت
يوماتي بسقيها "*

أهمية إنك يبقى عندك كتاب زي ده .. إنك كل أما تزهق من المذاكرة - ده إذا كنت بتذاكر أصلاً -  تقرا فيه شوية وتضحك ..أو ممكن تكتئب لو كلامه جه عالجرح .. أو ممكن يكل برود تبصله وترجعه مكانه ولا كأنه أثر فيك .. ولا تعبك من جوا بكلامه الملخبط .. وبرجلك !

- أهمية إن يكون عندك بلوج عبيطة زي دي .. إنك تكتب فيها كل ما هو عبيط ولا يمط بحياتك المبهدلة بصلة ..

مثلاُ مثلاُ .. أنا اشتريت الشيبسي المذكور أعلاه بنكهة الطماطم .. مع إنها ليست المفضلة .. بس جبته من باب التغيير .. كمان عشان الشيبسي بقى المأكول الرسمي للإكتئاب .. وأكيد أكيد يعني ده موضوع عبيط .. مين في الدنيا دي هيهتم أنا جبت الشيبسي بطعم إيه .. ولا أنا جبته ليه .. حتى الكيس نفسه بقى بيبصلي باستنكار من فوق لتحت - حلوة استنكار دي - عشان فتحته وسيبته جنبي ومكلملتوش .. ! 

- هي ليه كل حاجة مش طايقاني كدة ؟! .. العالم مصر يعاندني .. حتى الأرض بتزحلقني .. !!

- وكأن قدمي الصغيرتين 
مخلوقتان للإنزلاق*

- دي حقيقة 
أنك بتشوف الدنيا بعينيك إنت 
وعينيك منفدة على جواك
فزي مانت حاسس هتشوف 

ولو طبقنا هذه النظرية على الجملة المذكورة أعلاها .. هنلاقي إن السبب نفسي عميق وهو إني حالياً مش طايقة نفسي لأني مؤخراً مش على طبيعتي وملخبطة ومبرجلة ودايماً بحس كل حاجة فوق دماغي مع إني لو فعلاً دققت شوية مش هلاقي حاجة أصلاً بس أنا اللي شايلة الهم أو يمكن عاوزة أشيل الهم شوية .. أو يمكن لا ده ولا ده .. أنا بس مش كويسة .. وعشان كدة كل الأفكار الخزعبلاتية الشيطانية دي بتطلع فجأة .. وياربت لو حد عنده حل يقولي .. !

- من غير هزار .. أنا فعلاً بفكر جدياُ أروح لدكتور نفسي .. 
آه .. وأغير كورس الفارما .. !

- هي ليه الحاجات الصغيرة التافهة العبيطة دي مدايقاني ؟!! .. يعني هو خلاص مفيش حاجة تانية تستاهل كدة أزعل عليها !! 

- العالم .. كوميديا لمن يعقلون
وتراجيديا لمن يشعرون *

مفهمتش ..
 المفروض أضحك دلوقتي ولا آخدلي جنب وأعيط ؟!! .. 
طب أقولك على حل أحسن .. أنا هعمل زي القرد المجهول المبسوط ..
وأطنش ..

- نعيش زي الفلاسفة تعساء .. 
ونحاول نفهم الفولة
ولا خلينا كدة
بلهاء 
سعداء
بالدنيا المجهولة *

- أنا مش عاوزة أفهم حاجة .. أه وربنا نفسي كدة مفهمش .. عشان كتير الفهم بيزعل .. وكمان بيبقى رخم إنك تفهم حاجات اللي قدامك مش فاهمة .. أو إنك تحس إنك غريب ومتشرد في الدنيا دي ومحدش فاهمك .. أو يمكن هما كلهم فاهمين وانت الوحيد العبيط .. اللي مش فاهم أي حاجة  !

 - افتكرت فيلم اسماعيل يس لما كان في مستشفى المجانين وواحد بيقوله هما برا المجانين واحنا هنا العاقلين .. علشان كدة حبسونا .. 

- أنا عاوزة الحياة بسيطة وسهلة ..
التعقيد بيلخبطني .. 
ومش كويس عشان صحتي .. !

- أن تكتشف أنك حالة شاذة عن القاعدة العريضة الواضحة .. 
زي الخروف اللي بعد عن القطيع .. في أي لحظة معرض إن الذئب ياكله .. !

- هو أنا ليه معشتش طفولة سعيدة ؟! .. يمكن عشتها .. بس برده سؤال .. ليه مش فاكرة منها غير غلطاتي ومشاعري الكئيبة .. ؟! 

- حاسة إن مشكلتي مشكلة فهم ذات ودوران حولين فكرة واحدة وحيدة .. أنا إيه اللي جابني هنا ؟!

- بقالي كتير مقريتش لحد حاجة .. مش بتابع حد .. مش عارفة ليه بس نفسي مش مفتوحة على الدنيا زي الأول !

- مش عاوزة أتكلم في الموضوع .. مش عاوزة أفكر ف حاجة .. مش عاوزة أفتكر .. مش عاوزة حتى أعيش اللحظات دي تاني .. عشان لحظاتي دلوقتي لا تقل سوءاً عن اللي فاتت .. فمش ناقصة !!

- بيبقى نفسي أتكلم عنك .. بس معرفش ليه .. بسكت !

- ورايا مذاكرة ولو نمت يبقى حصيلة اليوم صفر .. 
وورايا حاجات كتير بكرة ولازم أصحى 7 الصبح .. 
ومش عارفة أقرر ..

- يعني إيه أمل ؟! .. حالياً معنديش أي فكرة !!

- هو أنا مش مدايقة .. ومش مبسوطة .. ومش زعلانة .. ومفيش حاجة .. مفيش أي حاجة خالص ..
 أنا فاضية من جوا .. وبس !

ــــــــ

* خالد كساب ، أنا راعي بقر وحيد
* سوزان عليوان 
* جملة لمجهول .. أو على الأقل أنا معرفوش
*وليد طاهر ، حبة هوا

2012-03-07

فراولة



إنها الفراولة يا عزيزي .. هي تلك اللعنة الشهية الحمراء المنقطة .. هي السبب .. !

هي السبب في كل ما يحدث لنا الآن .. هي ميكانيزما دوران الأرض حول نفسها و اندفاعي المتهور لالتقاط الأشياء خوفاً عليها من السقوط حتى وإن كان سقوطها هو الأمر الحتمي الذي لا مجال للمحاولة فيه .. هي السبب في انهياري فجأة أمام بعض الكلمات وتدفق مشاعري أمام البعض الآخر .. هي السبب في تقبلي لفكرة عدم وجودك حولي حتى وإن كان يصاحبها بعض الألم .. وهي السبب لأني حتى الآن لم أشعر بالقلق أو الحيرة أو الحزن .. وهي السبب لاكتفائي بسعادتي وتمسكي بها .. وربما خوفي من أن تتبخر فجأة إثر قوى خفية كالتي توجد في القصص المصورة وحديث السياسيين الفارغ .. وهي أيضاً السبب في منح الأشياء معناها وتفاهتها .. هي السبب في ترقبي المستمر لوجه واحد .. وخذلاني المستمر في كل الوجوه غيره .. هي السبب في أني لا أمتلك حتى الآن فراشات حمراء ذات قرون فضية .. وهي السبب لأني لم أجرؤ حتى الآن على طلب المساعدة من أحد .. ومن باب العلم فقط .. كانت هي السبب في كرهي للفارما .. نعم هي حقيقة .. أن أصف كل ما أحب بأنه فراولة .. وبأن كل مالا أحب بالنقط الصفراء الصغيرة عليها .. وهي حقيقة أيضاً أن حياتي بذلك الصغر .. وبذلك التناقض .. وبذلك الغطاء الأخضر الصغير الذي يظللها من الأعلى ولا يكفي لأن يخفي تناقضها وعيوبها الصفراء .. لكنه كافٍ و أكثر ليمنحها بعض الجمال .. !

-----

*درافت قديمة .. وكانت الفراولة السبب في إني أنشرها 
فراولتي .. دي عشانك إنتي بس
 <3

2012-03-04

العنوان .. لم أصل إليه بعد !



الشعور ..
لم يعد له تعريف
في قائمة مصطلحات 
حياتك

الصمت ..
شعور من نوع آخر 
لا يمت للحياة
بصلة 

الحنين ..
كلمة ترتعش
بلا مأوى

الدفء ..
ثرثرة الأب 
حديثه المتصل
وصمت الأم 
 تسمع في اهتمام مبالغ 

الحياة ..
وجودُك 
ليس بالضرورة أن تكون أنت
هو أنت المخاطب 
وربما الأهم أن تكون أنت
المتكلم .. !

اللاشئ .. بيوجع !!



لأن كل ما سيأتي هو مجرد هذيان واحدة فاضية .. وجب عليّ التحذير .. 
لا تقرأ هذا الموضوع !!

----
الفراغ ..

هو أن تجلس أمام شاشة الجهاز مستعداً تمام الإستعداد لأن تلقي بفلسفاتك الدائرية المنطقية في اللامنطق التوافقي الجبري .. ثم تجد أن اللاشئ تدخل في المنتصف وأفسد عليك اللحظة .. فتستلقي بخمول مسنداً ظهرك في استرخاء على الكنبة ذات اللون الأحمر الغامق .. ذلك المدعو (نبيتي) .. تتسائل عن سر تسميته بهذا الإسم .. وهل كانت له علاقة بنبات ما ثم قم هذا النبات بخيانته مع أخرى وقرر الإنتحار حتى إذا سال دمه الأحمر الغامق لأنه غير مؤكسد ولأنه بالتأكيد كان قد انتحر عن طريق قطع وريده وليس شريانه - ذلك الأحمق - وبتلك الطريقة سيعاني أكثر وينزف حتى الموت .. ربما أسموه نبيتي لأنه استلقى في استرخاء وأخذ ينزف بسعادة مؤلمة .. أو ربما لأن ذلك النبات يتصل بطريقة غامضة ومثيرة بثرثرة صديقتيّ أمس حول مدى حبهما للون الأحمر .. أو على الأحرى .. مدى كرههما له .. أو ربما تكون صديقتي تلك التي أشارت إلى أنها تحب اللون النبيتي هي من كانت على علاقة بذلك النبات الذي قرر الإنتحار .. وبذلك تكتمل الدائرة وتكتمل القصة .. ويقوم البطل بحل اللغز وإنقاذ المملكة الضائعة ويلقي بأميرته من أعلى جرف جبلي منحدر بشدة لأنه إن تركها تعيش ستنغص عليه حياته بدلالها الزائد وربما لو تزوجها و - وقعت الفاس ف الراس - لسقط عنه لقب أمير لأنه بلا شك سيتحول إلى الأستاذ فرغلي الموظف بالحكومة المصرية والذي يتقاضى راتباً شهرياً يساوي ثلاثمائة جنيه وتنفلت البطيخة كل مرة من يديه وهو يحاول أن يركب الأتوبيس قبل أن يعود لمراته التي ستسمي في تلك الحالة عديلة أو عطيات .. أياً كان فهو لا بد أن يبدأ اسمها بحرف العين ولا بد أن يسبق إسمه هو بكلمة أستاذ .. وستسير الحياة روتينية مملة حتى يموت الأستاذ فرغلي أو تتكل مراته على الله ويصير حراً ويعود إليه تاج الأمارة ولكن مملكته حينها ستكون قد ضاعت بضياع أميرته .. مما يعيدنا إلى الفكرة الأولى .. وبأن كل أميرة عليها أن تموت على يد أميرها قبل أن يعبث بقصتهما القدر ويعيشان تعساء إلى الأبد .. 

---
هُراء ..

إنه اللاشئ الجميل يدفعك إلى كتابة خزعبلات فكرية لا تمط إلى الواقع المنيل بنيله الذي تعيشه بصلة أو قرابة .. إنه الفراغ الممل الأهبل الذي يعبث بتفكيرك وعلى الأرجح معدتك .. ويجبرك على أن تتغاضى عن صوت أمك وهي تدعوك للعشاء .. وتتغاضى عن لمستها المتوترة وهي تربت على كتفك .. ويجعلك تتساءل عن مدى صحتك العقلية والنفسية .. خاصة بعدما اكتشفت صدفة أن حاصل ضرب ثمانية في اثنين هو ثمانية عشر وفقاً لمنطقك الخاص .. وبأن كلمة إيفيت بالتركية تعني نعم .. وبأنك كدت أن تتهور ذات يوم وتقرر صنع لغتك الخاصة التي لن يعرفها سواك .. ولكنك بعد أن قرأت كل ما كتبته حتى الآن تكتشف عدم حاجتك لتك اللغة فما تقوله من كلمات غير مرتبة ولا متصلة يجعل من كلامك لعبكة فكرية تصيب القارئ بوعكة حادة .. كما أن كلمة وعكة وحدها تكفي لأن تصيب القارئ بشلل فكري تام .. تحياتي عزيزي المنطلق في غياهب التفكير السطحية المظلمة .. لقد نجحت !

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....