2014-06-23

Day 1 - كيف تأكل وافل بالشيكولاتة بدون لحوسة



تخبرني أمي دائماً، أن صلاة الفجر بركة، وحكت لي قديماً أن جدّي كان يحرص على تلك الصلاة حتى أنهم كانوا يسمعون دق الملائكة الخفيف على نوافذهم ليستيقظوا، وأكد لي خالي ذات مرّة تلك القصّة، حتى أن ابنته أخبرتني أنها لم تكن تصدق حتى سمعت مع الأذان صوت طرقٍ سريع خفيف، على كل نوافذ المنزل دفعة واحدة، حتى أنها أصابها الخوف حين صار ذلك الأمر يتكرر كلّ ليلة، في الوقت نفسه..
حكت أمي لي كثيراً عن لطف الله الخفيّ، عن البركة والملائكة، عن جدّها الطويل ذو الوجه الأبيض، الأنف الدقيق والعيون العميقة الخضراء، حكت لي عن موته، وكيف أن أهل القرية من كانوا يسكنون على مقربة من المدافن شاهدوا نوراً فوق قبره، تلك القصة التي تداولتها الأسماع حتى صارت محض خرافة، أو أسطورة..
عادة ما تحكي لي أمي عن ذلك العالم الخفي، بما تملكه من معرفة ضحلة بشرية، لكنّها تحكي بفرحٍ وشغف، بإيمانٍ ثابتٍ، تعرف أني أفتقده، وتردد دائماً بأن عادة ما يسبق الإيمان الراسخ مرحلة شكّ وتذبذب، قد تصل حد الإلحاد، لكنّها تتطلب قلباً نقياً ليصل، عادة ما تتخذ من صلاة الفجر علامة رضا من الله عليّ، ولذلك ربما توبخني كثيراً هذه الأيام..
أمي أكثر طيبة مما ينبغي، ولا زلت أنظر إلى صورتها أمامي وأتساءل، كيف يمكن أن تبدو بهذا الخجل حتى في الخمسين؟

أستيقظ منزعجة، أحلامي عادت إلى فوضاها المعتادة، الأماكن الغريبة والأشخاص الأكثر غرابة، العيون المحدقة دون داعٍ، دون نية محددة، السلالم والصحراء والرائحة المألوفة، ثم الإنتباه على صوتٍ يعيدك إلى الواقع، فيتبخر كلّ شئ ولا يترسب سوى انزعاج يصاحبك طيلة اليوم، تعتقد صديقة أن أرواحنا تسافر حين نحلم، وعن تجربتها الشخصية حين شعرت وهي تستيقظ كأنها تسقط من الأعلى إلى جسدها المستلقي، فازداد إيمانها بأن الأرواح تجد طريقها الخاص وتلتقي، لكنّي توقفت عن التصديق بتلك النظرية، فأحلامي ممتلئة بالعبث، والظلام، ولا أحب أن أفكر أن روحي تستهوي الأماكن السيئة فقط.

تتردد أغنية قديمة في رأسي، but you didn't have to cut me off, make it like it never happened and we' were nothing، أرددها وأنا ألعن لا وعيي لأنه يصر على قذف إدراكي بحقائق لا رغبة لي في إدراكها، مرّ أكثر من عام منذ أن سمعت هذه الأغنية بالذات، لكنّها عادت من اللاشئ هذا الصباح، أستسلم للإيقاع وأصطحب عقلي في نزهة قصيرة إلى خزانة "الحاجات اللي المفروض نتجاهلها"، نعيد تنظيم المكان، نتذكّر لبضع دقائق، ثم نغلقها كما كانت، أربت على كتف عقلي وأردد "ياريت تتهد بقى"، فيقف للحظة، ثم يضغط باستفزاز على زرار الـ replay، فتعاد الأغنية من البداية: now and then I think of when we were together..

and it keeps getting worse..

أتساءل، هل تلك الرعشة التي أصابت ركبتي فجأة هي تعبير داخليّ عن الغضب؟ أنظر إلى الطفلة النائمة في هدوء وأبتسم، لماذا لا نظل هكذا؟ نلعب الغميضة مع الملائكة ونبكي حين نجوع، ولا تتجاوز احتياجاتنا حد النوم والمداعبة، أدرك أن ذلك السؤال قتل بحثاً، دون إجابة مرضية، بل إن أكثر من يسألون مثل تلك الأسئلة يثيرون الشفقة، لقد صرنا أكبر وانتهى الأمر، أدرك أن حالتي تزداد سوءاً فأكتفي بالصمت والتساؤل، هل تلك الرعشة التي أصابت ركبتي فجأة هي نذير انهيار وشيك؟

أعود قبيل المغرب، أنتهي من الكثير من الأشياء فيعاود الظهور من جديد، أحاول أن أتذكر أشياء جديدة وأنا أدير مفتاح الباب بحرصٍ كي يعود إلى مكانه الخلفيّ في الذاكرة، عليّ أن أسقي نباتاتي، أتحدث إلى إحدى صديقاتي، أشاهد بعض حلقات هاوس، وأقرأ القرآن، أمي توبخني لأني لا أستيقظ لصلاة الفجر، عليّ أن أقترب أكثر، سأشاهد غروب الشمس من الشرفة، السماء زرقاء صافية، وقرب ، الأرض يتحول اللون إلى الرماديّ، كنت سأعتبر هذا غضبّ إلهي لولا أني أعرف تماماً أن ذلك الرماد هو احتراق وقود سيارات تملأ تلك المدينة، ودخان سجائر تنفث الغضب، وأنفاس تحترق، سأكتب شيئاً ما أيضاً، أذكر فيه كلّ ماحدث اليوم، وأذكر فيه تلك السماء وذلك اللون القاتم، سأحرص ألا أتطرق إلى الحديث عن ذلك الشئ الملقى في الخلف، والذي يستنفذ مني محاولات الهرب اليومية، ويبقى هوّ، بإصرار، كإبرة دقيقة توخزني كلّما حاولت الضحك.


2014-06-22

والدايرة اتقفلت




You know what sucks? hearing them all saying what you should do, and knowing deep in your heart that you can't do it, cause it'll be difficult.


يوماً ما أنا كنت بكتب كتير هنا، غيرت اسم المدونة لـ insanity ومش فاكرة سميتها كده ليه، كنت كل أما أبقى تعبانة آجي هنا واكتب، في كمية إحباط واكتئاب وزعل ف المواضيع القديمة محترمة، كنت باجي ف لحظة وأقول أنا بكتب لمين؟ بكتب لحد عشان يقرأ ويقولي أيوا أيوا أنا عارف الإحساس ده فمحسش إني لوحدي اللي بعافر، ولا عشان حد يقولي جميل استمري فأحس إن ليا لازمة، ولا كنت بكتب عشان انا محتاجة أكتب؟ لما كنت بوصل للنقطة اللي فيها بكتب عشان ألاقي حد يرد كنت ببطل كتابة، وأفضل فترة لحد ما أرجع للإحتياج، وأكتب عشان أنا محتاجة أكتب، ومش بيبقى فارق معايا ساعتها حد هيقرأ أو لا..

لما بحس إن الكلام بقى مكرر ومبتذل، بسكت، ومش بعرف أقول كلام متعاد من كتر ما طعمه بيبقى وحش، لما حد ينبسط باللي كتبته كنت بفرح وأقول أنا بعمل حاجة ليها قيمة، بس أنا عارفة دلوقتي إني عبيطة، زي ما مصطفى ابراهيم قال، كل اللي سيبته كلام..

أنا يمكن قلت الأفكار هنا ميت مرة بطريقة مختلفة، قولت إني هلون وهرسم وهنزل فراشات من السقف، والألوان مركونة ف الدرج بقالها أربع أشهر، جبت امبارح شاسيه عشان أرسم حاجة جديدة وحاسة إني مش هفتحه غير بعد شهرين تلاتة، لما أحس إني عندي رغبة أعمل حاجة، مش عارفة أنا ليه لسة مش قادرة أسيب حاجة ع الحيطة، ممكن عشان مش مرتاحة لسة، لما حد سألني النهاردة هتعملي إيه قولت هروّح وجه ف بالي صورة البيت القديم، وبعدين دماغي عدّل الصورة وفكرني إننا نقلنا، وإني ف مكان جديد لسة بتعرف عليه وبياخد على ريحتي ووجودي وعياطي وعصبيتي والضحك اللي ملوش سبب والكلام للهوا، حاسة إني محتاجة البيت يقوم بخطوة ناحيتي عشان أحبه، ومش عارفة هيعمل الخطوة دي ازاي، ومش قادرة آعمل حاجة لحد دلوقتي،

مش بذاكر، أو يعني كنت بذاكر وبطلت، أو يعني كنت بعمل نفسي بذاكر ودلوقتي بطلت أعمل نفسي بذاكر ومبذاكرش، المهم النتيجة واحدة، مش عارفة أذاكر ف الأوضة والبلكونة برغم المنظر الجميل اللي قدامنا بس مش مرتاحة، التوقيت اللي عدلوه خلّا ساعتي تتلخبط، المفروض المغرب ده يعني الساعة 6 ولسة بدري، لسة 6 ساعات على ما أنام أقدر أنجز فيهم، دلوقتي المغرب بقى 8، وباقي ساعتين تلاتة مش بعمل فيهم حاجة، بقول عاوزة أذاكر وحاسّة إني مش هوصل للنقطة اللي هتلكك فيها بالمذاكرة عشان أهرب من المشاكل، دلوقتي المشاكل موجودة بس مفيش مذاكرة ومفيش حاجة أهرب ليها، ولذلك أنا هنا عمالة أرغي ف كلام ملوش لازمة..

أنا بتضايق من نفسي كتير برده، كان مستر العربي زمان ف درس النسور ولا الصقور مش فاكرة، بيقولي في نوعين من البشر، نوع بيسعى للكمال ونوع بيتأقلم مع المساوئ ومتعايش معاها وبيها، النوع اللي بيحاول يوصل للكمال ده غالباً بيفضل يطلع فوق ويتسلق الجبل لحد ما حاجة تيجي توقعه وتكسر رقابته، ساعتها قعدت أضحك وأقول دي عالم هبلة، احنا فينا بلاوي، المهم إني بعد عمر ليس بطويل أوي افتكرت الموقف وتعليقي وضحكت عشان بقيت منهم، لما بشتكي لحد من حاجة دايماً يقولولي مش هتعرف تنقذي العالم كله، ومش هتعرفي تتفادي الغلط اللي بيحصل، وأنا فعلاً زهقت من المحاولة، وزهقت من إني تعبانة عشان بحاول عالفاضي أو عشان مش عارفة، يمكن ربنا جابني ف طب عشان عارف إني هيبقى عندي رغبة مرضية في تصليح كل حاجة مكسورة وأفضل مكان لfreak زيي إنها تنقذ العالم ببالطو وسماعة، بس whatever، أنا لسة كارهة المكان ده ومش عارفة أتعايش..

على فكرة والله أنا عمري ما كنت مستفزة، ولا بجحة، بس بما إن القاعدة العامة هي إنك تتعامل برد فعل مساوي ف المقدار مضاد ف الإتجاه فأنا بقيت بتعامل برخامة، وأحياناً بتناحة، مش عارفة دي حاجة كويسة ولا وحشة، بس أنا حالفة لافهم مالكوا يا مجانين!

المهم، لازم نذاكر، ونهرب، ونتجاوز إني بقيت the bad guy لمرة وأستسلم للعياط بدل ما أفضل أكبت ف نفسي وتيجي كحة جامدة تخليني أعيط بجد، هحاول أتأقلم إني لبست شبشب حد تاني ودلوقتي مقدرة ومتفهمة موقفه أكتر من الأول، وهحاول جاهدة إني أتغلب على الحاجة الملحة إني أروح أسأله وأقوله سامحت نفسك ازاي؟ عشان انا وحياة ربنا ما عارفة أرتاح.

على كلٍ، عوداً حميداً أيتها المدونة العزيزة، استعدي لتحمل الكثير من الـ bullshit في المرحلة القادمة، أشوفك كمان god knows when..

bye.

2014-06-08

Another dull day

Hey there,

what do you usually call that state when you don't know exactly whether you're happy or sad, how could you tell the difference between okay and not okay? I'm in that grey area for a while and I can't find my way out.

sometimes, sadness is so strong that I can feel it burning inside, feeling the distance and being unsatisfied with everything, nothing is helpful, nothing is delighting enough, other times I felt truly and unconditionally happy, like the moment I knew my cousin had this beautiful dream of me and my uncle, kissing me and hugging me and being happy. I couldn't help the happiness I felt when I knew my prayers reach him, and the massive urge to do more, read more Qur'an for him, and taking good care of Eman and help her live.

In between those two moments I'm completely lost. I'm not reading either, not making any improvement, not talking any steps forward.

God? he was near, or the nearest I have ever felt for a while, his blessings kept raining over me that I wrote a note to remind myself, I said "Doha, God is putting us upon another test, don't forget to be thankful, never stop saying Al7amdlAllah, never be cruel, he's so close that you could feel his merciful hand holding you, stay grateful", and despite all that, I don't seem to do my prayers with a full clear heart.

I started to get bad dreams all over again, but maybe because I overslept I kept dreaming about bad things, maybe the irritable bowl I have and the annoying headache were the reason, but anyhow, I don't feel any joy this morning and I'm too lazy to get a pill or make myself some tea.

this isn't helping, I watch a lot of House M.D. and still I think he's a complete jerk, all his crew actually, and those moment at the end of the show that reveals his humanity makes me hate him even more, that hypocrite who keeps breaking rules and making all the flaws of humanity look obvious that you could nearly see them inside you so you could hate yourself.

I need a book, a good one, and a cup of coffee.
A friend that talks about ice-cream would be good too.
should I say please?

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....