2019-11-14

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟
أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟

أعرف.

لست بحاجة إلي التوضيح، تصدّعت جدرانك، و تآكلت حوافك، أعرف أنك في لحظة الضعف تلك فقدت السيطرة، كان الألم في تلك اللحظة بالذات شهياً، و مريحاً.
كأن كل شيء في مكانه الصحيح.

لم تتغير كثيراً يا صديقي، رغم ركضك وراء الوقت، و تبدل ملامحك، لا تزال - للمفاجئة - واهناً. تعجز عن اختيار الكلمات، و البوح.

ترهقك الذاكرة و ألاعيبها، تباغتك أحلامك و تستبيح مخاوفك، تستفيق في غفلة من الزمن و تسأل نفسك في ذهول، أين كنت أخبيء كل تلك الأنقاض؟
تتعجب من اتساع قلبك، من قدرته، و لا تشعر بالإمتنان.

أتغضب سراً و تثور؟ انظر، تعود لتهدأ كأن شيئاً لم يكن. تحتضن روحك، و تنغلق.

"وحده الموت يتسع" 
تقول لنفسك كل حين، لكنك تقضم خوفك حين تنقطع أنفاسك رغماً عنك، و تضحك في مواجهة الموت قائلا، كنتُ أمزح، ليس بعد.

هل تختبيء الآن؟ ممن؟ لا أحد يراك عزيزي. لا أحد سواي.






This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....