2012-12-28

لَم .. ولَن




أوقن تماماً بأنك لم تعد هنا .. 
رحلت عني كما يفعل الجميع .. يحزمون أمتعتهم ويتركون لي بقايا أرواحهم ألملمها لهم .. ثقل تفاصيلهم المبعثرة في أركاني .. تلك التي ينهكني ثقلها ومحاولاتي المستمرة لمحوها تماماً .. والتي لا تنجح أبداً فتترك بداخلي أثراً لهم .. ألمسه بين الحين والآخر رغماً عني فأتذكرهم .. وأرتبك .. لا أعرف أأبكي على رحيلهم أم أبتسم لأن آثارهم تلك رسمتني .. بكل ما بداخلي من تشوّه مبدع .. وكل ما يملؤني من قوّة هشة !


لأنك لم تعد هنا ..
لم أعد أقرأُ رسائلك .. أعطيتها لساعي بريد ذو وجه ممتلئ بالحزن والوجع .. ليوزعها على مساكين الأمل ومعطوبي الأحلام موقعةً من مجهول .. أو ربما من القدر .. 

حتى رسائلُك تلك .. لم تعد تبتسم.


لأنك لن تعود .. أبداً ..
سأشارك درويش قصيدته .. وأكتبُ كي أنسى إساءَتَك .. 
سأعيد ترتيب قلبي بما يليق بخيبتي المتكررة .. سأطفئ ذاكرتي كي لا أتألم .. سأرتدي بيجامة زهرية وأجلس القرفصاء وأنا أقرأُ لشاعرٍ تحبُه  وأكرهُه .. سأسخر من هوسي بجعل العالم مكاناً أفضل ليليقَ بك .. بكتاباتي الساذجة الممتلئة بالحب والخوف والحيرة والوله .. سأكفر بالنهايات السعيدة وسأؤمن فقط بمبادئك .. تلك التي سأتذكرها كل يوم لأضحك على سخافتها وغبائي .. سأعيد ما أعددت لك من الدفء وما صنعت لك من الحلوى إلى أدراجي .. ولن أذكر كيف التقينا .. ولا كيف انتهينا .. سهواً .. 
سأنسى كل أشياء الغياب .. وسيعاقبك القدرُ حتماً على نسياني.

لكني لن يصيبني هوسٌ برصد الإحتمالات الكثيرة .. 
لأني عزيزي .. لن أنتظر.

.
.
.

2012-12-18

إلى صديقي فسدق ..



ألم تكتشف بعدُ أنك وحيد؟
----
Hi, it's me gain.

 افتقدتني؟ مكتبتش بقالي كتير .. وبصراحة مش حاسة إني ليا نفس أعمل حاجة .. مفيش قراية .. مفيش كتابة .. مفيش حتى نَفَس باخده وانا مرتاحة .. ومتسألنيش ليه الكآبة دي أنا مش متضايقة من حاجة .. أنا بس مش حاسة بطعم حاجة.

 كلام ناس كبيرة بقى وكدهو ! .. بس عارف .. هو الوقت ده لما تحس إنك محتاج أي حاجة ولو صغيرة تلمس الحتة الساقعة اللي جوا دي .. فرح أو حزن مش فارقة .. المهم إنها تفكرك إن لسة فيه حد هنا .. لسة في بني آدم عايش .. الأيام بقت شبه بعضها أوي .. بصحى عشان مش عايزة أنام وبنام عشان مش عايزة أصحى .. بروح وآجي وبضحك عادي .. بس آخر اليوم لما أدخل أوضتي الضلمة لوحدي بسأل نفسي "طب إيه بقى؟"

عارف .. البدايات بتبقى مُشجعة أوي .. بتحط خطط وترسم أحلام وهعمل وأسوى وأروح وآجي .. وواحدة واحدة لما بتتسحب ف زحمة المفروض والواجب وكل الروتينيات المملة .. روحك هي كمان بتتسحب منك .. وكل الحاجت اللي كنت عاوز تعملها مبتعملهاش .. فبتحس إن الحياة بقت مملة وانك بقيت بارد ومفيش حاجة بتسعدك بجد .. vicious circle بعيد عنك .. فتستنى حبة الدفا اللي هيرجعولك حماس البداية .. أو إنك تستنى بداية جديدة .. وحلني بقى علام تلاقي واحدة!

بص هقولك على حاجة .. عارف الناس .. أيوا اللي حوالينا ف كل حتة دول؟ .. مش وحشين .. ومش حلوين .. هما بس وجودهم ضروري بس مش لازم .. حياتك بتمشي من غيرهم بس بيهم .. ممكن تحس إنك لوحدك وانت ف وسطيهم .. وتحس إنك معاك الدنيا كلها وانت بعيد عنهم .. هو انت ممكن ف يوم من الأيام تفهمني؟

تفتكر كمان خمس ست سبع سنين كده هتفتكرني؟ هتدعبس ف البوستات القديمة وتفضل تقرالي؟ وتفتكر يوم محكيتلك عن الناس وكل الأسئلة اللي كنت بسألهالك ومحيراني ومش لاقيالها إجابة .. تفتكر هتدور عليا عشان تجاوبهالي؟ ولا هتتلهي انت كمان ف زحمة السنين ومش هتفتكر البنت اللي سمت نفسها أرنوب لما انهزمت ورجعت أسد لما شالت البشر من دماغها؟

متجاوبش .. أصلأً مش مستنية إجابة .. طب أقولك على حاجة تضحك؟ في ناس سألوني أنا بكلم مين .. ولما قولتلهم إني مش بكلم حد مصدقونيش .. مع إني والله مش بكذب .. بس هي دماغهم تركيبها كده .. وأنا بسيبهم يفهموا براحتهم .. ويفسروا براحتهم .. ويدعبسوا براحتهم .. أصل أنا هوجع دماغي ليه؟ 

هو أنا قولتلك قبل كده إني بحب المشي ف وسط الزحمة والسرحان ف وشوش الناس؟
أصل أنا بحب وشوشهم وعيونهم المستخبي وراها كلام بالهبل .. عارف ساعات كتير لما بشوف راجل عجوز بيبقى نفسي أروح اكلمه وأهزر معاه .. أسأله عامل إيه وصحته ازيها .. وأطبطب عليه وأمشي وأنا سايبة على وشه ضحكة .. بحب أنا العواجيز أوي معرفش ليه .. 
عارف أنا أصلاً بعمل حاجات مجنونة .. بكلم نفسي وبضحك لأي حد وساعات بركز بغباء لدرجة الناس بتخاف مني ..  بس عادي .. على آخر اليوم مش هيفتكروني .. ولا أنا هفتكرهم .. وهتفضل الحياة تطحني وتطحنهم .. بس هي اللحظة دي بحب أسرقها دايماً منهم .. لحظة واحدة بس من وسط الزحمة!

قولتلك قبل كده إني هسمى ابني حسن؟ وهجوزه البنت اللي ندى هتجيبها إن شاء الله .. وآه أنا خلاص جوزته ورسمتله حياته حتى من قبل مييجي .. عادي بقى شعور أمومة وبيتحرك ومينفعش أكبته :)

I cried again, today

" Maybe... maybe emotion becomes so intense your body just can't contain it. Your mind and your feelings become too powerful, and your body weeps."

أنا هبقى كويسة .. sooner or later يعني .. كفاية إني جبت بوستر كبير لـ winnie the Pooh ولزقته على الحيطة .. هي دي الحاجات الـ magical .. اللي بتقدر تمنح الدنيا بهجة .. مع إنها حاجات عبيطة ! 

كنت لسة همشي وأقفل البوست لما افتكرت إني لازم أسميك .. وأنا مش بعرف أسمي غير بالصدفة .. بص أنا كان ليا صديق زمان اسمه فسدق كان المفروض أكتبله قصته .. وقد إيه كان بيحب فنويلا .. بس مكملتهاش .. ها إيه رأيك .. هيعجبك اسم فسدق؟

.
.
.
.

 

2012-12-11

شتاء ..



كان حبها الأول شاعراً .. يكتب قصائده بعفوية
تعلمت منه صناعة الحب والحلوى ..
حتى قتلها ذات يوم بسموم أشعاره. 

بعد أن انتهت منه .. أو انتهى هو منها ..
لا تزال تتعطر برائحته .. لا يزال سُمَّه يجري في عروقها ..

أوقعت في غرامها شاعراً آخر .. وكاتباً آخر .. وواحد لا يمت إلى الأدباء بصلة ..

ولا تزال في حيرة .. بمن منهم تبتدئ روايتها الدامية .. وبمن تنهيها.

----


لا ينظر إليها حين تكون بالقرب منه ..
رغم أنه يتأملها كثيراً .. حين تقع صورتها في يده صدفة إثر رياح متهورة تبعثر ذاكرته المنمقة ..
لا يهتم .. يبذل قصارى جهده من أجل ذلك العمل الوحيد ..
يدور في فلك واحد .. لا يتغير
لا يتساءل .. لا يفكر .. لا يحاول ..
هو يستعين بكلمة "لا" حين يضعها أمام كل شئ .. كي "لا" يتذكرها ..
 فيندم.

----


يتحدث إليها .. 
تلك النوتة الموسيقية الهاربة .. 
يركض ورائها لاهثاً .. متلذذاً بحمى الركض والتعب ..

وحين يُمسكها على حين غرة ..
يُقبلها خفية ..
ثم يلقي بها أسيرة بين جدران قلبه ..
ذلك الممتلئ بالجنون والوله.

"حين يعزف موسيقاه يغرق مستمعوه في جنة أخرى 
بينما ينشغل هو عنهم بمداعبة نوتة موسيقية مشاغبة." 

----


 تحاول أن تنفض عنها تلك الأفكار الموحشة 
ذلك الغبار المتراكم فوق الرئة ..
تمضي في طريق تعرفه .. تشارك المارة أحمالهم الثقيلة .. أحلامهم التائهة ..
عيونهم الغارقة في أماكن أخرى .. كلً في عالمه المختلف

حين بدأت تلك القطرات الصغيرة تتساقط هادئة ..
تداعب وحهها البارد .. الشاحب 
تلمس قلوب المارة فتنبت بعض الأمل ..
تربت على أكتافهم المنهكة ..

انقلب المشهد فجأة ..
ابتسمت الوجوه وهي تختبئ .. 
 حين قرر الجميع لعب الغميضة مع المطر

اختفى المارة العابسون فجأة .. تبخرت همومهم ..
مرت حياتهم التعيسة أمامهم ولم يبالو ..
اكتفوا بالإختباء تحت مظلة يراقبون السماء بعيون فرحة 
بينما استسلم بعضهم لقطراتها المنهمرة .. لتغسل أرواحهم من الداخل ..

وقفت تتأملهم ..  
شعرت بيد الله الحانية تهدهد النفوس القلقة ..  تعيد إلى الأرض ما أخد منها من حياة ..
 لكن بطريقة أخرى لن نفهمها نحن أبداً ..
أغمضت عينيها  .. وابتسمت

وتمنت لو كانت تمتلك حبيباً واحداً .. 
يجيد فن الرقص مع المطر.




2012-12-07

عنك .. أو عنها



أنت لست مقاتلاً .. يبدو ذلك من مظهرك .. !

نظرتك الشاردة تلك تختفي وسط ملامحك الصارمة .. ترتدي زي جلاد أو فارس .. هم من يقررون أي زي ترتدي .. لكنهم جميعاً يتفقون على حقيقة واحدة .. أنك ثابت لا تهتز .. لا يدميك الألم ولا تتساقط أبداً كورقة خريف مذبذبة .. رغم أنك تمت إلى الخريف بصلة ما .. لكن تلك القوة في مظهرك الصلب تعطيك هيبة .. جاذبية غريبة .. سحراً مصطنع .. 

على الرغم من ذلك .. أنت لست مقاتلاً .. يبدو ذلك من نظرة الهزيمة التي تتسرب من داخلك.



"ألا زلت تحبها؟" تسأل نفسك كل يوم وترفض الإجابة ..

تتمادى في التجاهل .. في بناء أسوار عزلتك .. صمتك الذي يكشف أسرارك دون أن تدرك .. قصرك الواسع الرحب الفارغ الخانق .. كتبك وأقلامك وأشعارك وقصصك التي تحكيها لأطفالك .. قلبك الهارب بحثاً عنها أو خوفاً منك .. لا تجرؤ أبداً على النظر وراء أسوار قصرك .. تخاف أن ترى بنفسك مكان ولادة الشمس ثم تراها تحفر قبرها في الأفق ببساطة .. أنت تخشى النهاية.

"ألا زلت تحبها؟" لا يؤرقها السؤال كثيراً .. وإن كانت أحياناً تبكي لأنها لا تعرف الإجابة.



 هي تفتقدك .. الآن أكثر من أي وقت مضى ..

لأن طيفك الأزرق كان يؤنسها كثيراً ويطرد أرواحهم جميعاً .. لأنها تكاد تختنق بعد رحيلك .. ولأن قوس قزح لم يعد ينشر البهجة بعد أن اختفى لونك منه .. بعد أن انتقلت مهنة صنع السعادة إلى لون آخر لا تحبه هي .. لأن فيلها الأزرق في شجار دائم مع قطة وهمية .. ولأن فراشاتها مطاردة من أرواح تحاول أن تأسرها .. لأنها ملت من الركض والإختباء .. ولأنها أنهكها طول انتظارك .. والسفر.

هي تفتقدك .. ككل يوم مضى .. ولا شئ أكثر.







2012-12-04

No more adventures..



أستيقظ متأخرة كالمعتاد ..
أتحرك تلقائياً دون أن أدرك .. وربما دون أن أهتم .. أتصرف كآلة مبرمجة مغمضة العينين ولا أفيق إلا على المياه الساخنة تلسع وجهي المتثائب .. أستفيق كلياً وأبدأ طقوس اليوم .. أرتدي ملابسي على مهل .. أنظر إلى المرآة متحاشية النظر إلى وجهي .. لا أشعر برغبة في إرتداء ذلك اليوم .. أبدل ملابسي على عجل .. لا أتحقق من المرآة مرة ثانية كي لا أغير رأيي .. أضع أشيائي في الحقيبة .. أتفقد جيوبي وذاكرتي .. أنظر نظرة أخيرة إلى المرآة وأتجنب أن أنظر في عينيها .. تلك التي لا تشبهني.

أتعثر في بدايات سخيفة .. إحباطات متتالية تضاف إلى ذخيرتي الأولى .. أبتسم وأقاوم وأسب تقطيبة وجهي المعاندة .. ثم أشعر برغبة في البكاء .. فأستسلم.

أبتعد عن الجميع كي أتجنب تساؤلات لا أعرف لها إجابة مرضية سوى "لا أدري" .. أمنح العالم راحة مثالية من وجهي العابس وروحي التي تبدو مثقلة من الداخل والخارج معاً .. لا أسمح لضجيج عقلي أن يستمر فأغرق في تفاصيل سخيفة لا ينتبه إليها سوى الهاربون مثلي .. ثم أغيب في مكان آخر فأنظر دون أن أرى .. وربما لا أرى أيضاً .. أصل إلى مكانٍ ما ولا أذكر كيف ولا أهتم .. أنظر إلى السماء الرمادية بغيومها فتجيبني بقطرة مطر تقبل جبهتي .. أنظر إلى القطرات الصغيرة وهي تتساقط في وداعة دون أي صخب .. أتذكرني في مكان آخر .. في زمان آخر .. أبكي لأسباب أخرى أجبرتني الحياة على الضحك حين ذكرتها .. تقفز أحلام إلى رأسي وهي تردد "نحن لا نشفى من ذاكرتنا أبداً" .. فأتساءل كيف هي قسّنطينية في هذا الوقت من السنة .. وربما .. في تلك اللحظة بالتحديد؟

"مبهرة كالعادة" .. هكذا رددت لنفسي وأنا اتخيل قسّنطينية كما وصفتها أحلام  في روايتها .. أشعر بالبرودة تتسلل من النافذة بحثاً عن بعض الدفء فأضحك لأنها لن تجد هنا أيضاً سوى البرودة وبعض السخرية والكثير من اللامبالاه .. أشعر برغبة في شرب بعض اللبن لإحياء ذكرى قطة لن تأتي أبداً .. أتمنى لو كنت أمتلكها لأهرب إليها كل يوم حين أعود منهكة فأختبئ بين فروها الناعم وأنا أقص عليها خيباتي وأشاركها إحباطاتي الصغيرة .. عثراتي المستمرة وبحثي المضني عن هدفٍ لحياتي وأميرٍ لأحلامي .. فتسمعني بإنصات ثم تحكي لي عن مغامرتها مع فراشات الحائط الملونة .. ثم نضحك كثيراً فأحتضنها لنغفو سوياً أملاً في حلم سعيد يتسع لكلانا معاً.

أفيق من خيالاتي على صوت الغليان فأطفئ الموقد وأضع كوب اللبن بجواري .. الغرفة تعمها الفوضى وتنتشر في جوها الكآبة .. أغلق النافذة ليعم ظلام مصطنع .. أتجنب النظر إلى وجهي ولا أهتم للفوضى العبثية التي تملؤني .. أتعامل مع أنفاسي المبتورة بإنكار مصطنع هو الآخر .. أتوقف عن إلقاء الأسئلة في كل مكان عن ماذا أفعل ولأين سأصل ومن أكون ولِمَ يحدث كل ذلك .. أختبئ تحت غطائي الدافئ وأحتسي اللبن على مهل .. هي لحظة مثالية للبوح بكل شئ .. لإخراج كل الأسرار والمخاوف .. والبدء ببكاءٍ طويل غير مجدٍ لن يضيف سوى مزيد من أسوار الصمت والكآبة .. وسيفشل في كل شئ .. في أن يترك بداخلي مساحة هادئة أو أن يعثر على الإجابة .. وسيفشل في النهاية في أن يمنحني قطة لأصنع لها المزيد من فراشات الحائط الملونة .. لتنتهي مغامراتها أمام لبن ترشفه في إحباط .. بلا انتظار آخر لمغامرة جديدة..




2012-12-02

محــدش !



أحياناً .. نجتاز البدايات كي لا نرتبك .. نتحاشى لقاء الأعين حتى لا تخرج الكلمات منا عفواً أو قهراً فننكشف .. نرسم ابتسامة حمقاء حين يعتصرنا الألم حتى لا تُرى خدوشنا المستورة .. ونترك للآخرين فرصة لوضع كل الإتهامات والأحكام المسبقة لننظر إليهم ببلاهة تامة ثم نمضي دون أن نكترث.
----

أحياناً .. حين يتجمد الزمن للحظة .. فيصمت الضجيج وتتشابه الأشكال والصور ثم تختفي الملامح من كل أحداث حياتك .. تتساءل متى مر العمر من أمامك في غمضة عين دون أن تنتبه ؟ تطل الذكريات برؤوسها حية كأنها لم تدع للهِرَم فرصة أن يفتك بها .. لترى أن ما بقى لك من أربعة أعوام مضت هي بعض الكسور والندوب والأشباح .. وضجيج صاخب لعطل في رأسك يخرج أفكاراً مشوهة .. مع القليل من الذكريات السعيدة .. ولا إنجاز يذكر.
لتشعر بأنك بين غمضة عينك وانتباهتها لم تكن سوى أسير سجّان قاسٍ يُدعى الغفلة.
 ----

 لا داعي للخوف فأنت تختبر النهاية كلَّ يوم .. 
حين تعود مرهقاً يقتلك وجع مجهول المصدر إثر يومٍ حافل بالصراخ والضجيج والغبار والعمل .. حين تتوق لكوب من الشيكولا الساخنة ويد تهدهدك بلطف حتى تغفو فتبتسم .. وحين توشك على تجاوز الوجع ونسيان ما حدث ثم تدفع بالتفاؤل ليستوطن قلبك المظلم .. حين تحتضن صديقك قبل فراقك بلحظات على أمل أن تراه قريباً مرة أخرى .. وحين تطيل النظر في وجه عجوز لا تعرفه علّك تعرف قصّته قبل فراقك بلحظات لأنك موقن أنك لن تراه مرة أخرى ..
أنت تختبر النهاية كلّ لحظة .. فلا داعي للقلق.
----

أحياناً .. يقتلنا الحنين قبل أن يقتلنا الحب نفسه.
ذلك الشعور الدافئ الذي كان يملؤ قلبك قبل أن تفترسه البرودة والوحدة .. ذلك الإنتظار اللذيذ المعذَّب لثانية واحدة تتلاقى فيها عيونكم القلقة .. تلك الذكرى الشقية التي تعاود الظهور في كل ثانية حين التقيت بها أول مرة .. حين نطقت بحبها أول مرة .. أو حين التقطت أحزانها أيضاً لأول مرة .. 
ذلك الحنين الذي يغزوك بين الحين والآخر لذلك الشعور الدافئ .. لتلك الإبتسامة الطويلة .. وتلك السعادة الخفية .. هو ما يقتل أمثالنا في ليالي الشتاء الباردة.
----

أحياناً .. يمر الأشخاص بحياتك .. يتركون ثقل التفاصيل .. ويرحلون بأرواحهم أكثر خفة ..
أحياناً .. عليك أن تتعلم كيف تبتسم .. بل كيف تضحك .. لأن سعادة غيرك -تلك التي صنعتها أنت- هي أكثر أهميةً من حزنك الصامت.

قليلون هم من يجيدون فن صناعة السعادة .. هم من يصنعونها بمهارة من لا يعرف أنه الأمهر على الإطلاق .. وهم من لا ينالون من صنع أيديهم إلا القليل.
 ----

لأن نيفرلاند هي مملكتي التي لا تكبر أبداً ..
 سأحبك .. 
وبيكفِّي.  

.
.
.
 


---
I missed this blog, I missed being here.
and I miss myself even more

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....