2012-09-14

زوبعة وراحت لحالها ..



عارف .. 
بيجيلها وقت زي ده لما تحتاج تتكلم وحد يسمع وبس .. مش مهم يفهم هي بتقول إيه أو يحاول يربط مبين جملها الملخبطة .. ساعات بتطلع كلام ملوش علاقة بأي حاجة .. زي راديو مكسور بيقلب على كل قناة شوية .. وف النص تلاقي وش .. وش رخم ممل محدش بيسمعه غيرها .. للأسف
عارف انت الإحساس ده ؟ لما تلاقي حواليك الدنيا ضلمة ومش فاكر أنت طفيت النور امتى ؟ ولما تبقى ماشي ف الشارع مش عارف انت رايح فين بالظبط .. ولا بتهرب من إيه .. ولا عاوز تفكر .. كفاية رجليك توديك مطرح ماهي عايزة .. زي مكل حاجة بتاخدك مطرح مهي عايزة برده ؟ عارفه الإحساس ده ؟ 

عارف لما تدخل الأوضة وتلاقيها مكركبة ؟ فتتخنق وتطلع وتستوطن أي حتة تانية غيرها .. صحيح مبتبقاش أقل كركبة بس بتحس فيها براحة .. تعرف تلاقي تفسير لحالتي دي ؟ هوسي بإن كل حاجة تبقى نضيفة ومترتبة ؟ إحساسي المستمر إن أوضتي لما تبقى مكركبة تبقى حياتي بتمر بحالة أسوأ منها مليون خمستلاف وتلتوميت مرة ؟ 
بتسألني؟ معرفش أنا ليه بربط كل حاجة ببعضها ، كأن الدنيا ماشية بقانون واحد مبيتجزأش ، كل حاجة خاضعة للقانون ده ومفيش جدال ، مفيش مناقشة ، قاعدة "أهو غلاسة كده" .. دايماً بحاول أشذ عن القاعدة دي بس غصب عني بلاقي نفسي برجعلها تاني .. برمجة يمكن بس لقيتني مبعرفش ابقى غير طبيعيه عن كل البشر .. عشان بلاقيني لوحدي والوحدة دي شئ مكركب ف حد ذاته.

عارف ..
هي مبتبقاش زعلانة من حد ولا من حاجة .. حتى ذرات الغبار المتطايرة اللي بتزعجها دي .. مبتبقاش زعلانة من غلاستها .. هو بس صوت الباب لما بيزيق بيتعبها .. متفهمش ليه .. أهو غلاسة كدة .. لما تعمل عصير وتبقع هدومها .. دي حاجة بتجننها متفهمش ليه برده .. بس أهو غلاسة كدة .. رغم إنها مبتعاندش حد .. بتقول حاضر وطيب وبتسمع الكلام .. بتعمل كل حاجة حد عايزها عشان تبقى good girl .. رغم إحساسها المستوطن إنها مش كده خالص .. خالص يعني.

عارف ..
هي نفسها تصلح حاجة .. نفسها تتكلم ونفسها برده متتكلمش ف نفس ذات اللحظة .. هي مش سيكو بس هي نفسها تتكلم عشان ترتاح .. بس مش عاوزة تتكلم عشان متوجعش حد بكلامها .. عشان كلامها ده واجعها هي أوي .. رغم إن اللي عاوزة تتكلم معاهم مش فارق أصلاً هي ترتاح أو لا أو الموضوع يتصلح أو لا أو حتى إذا كان الكلام هيوجع أو لا .. وهو ده اللي بيخليها تاخد بدل خطوة لقدام خمسين خطوة ورا .. هتقولي لازم تريح نفسها طالما محدش فارق معاه حاجة .. بس انا أصل نسيت أقولك إنها فعلاً سيكو .. مبتعرفش تريح نفسها على حساب راحة غيرها .. بتفنن ف إيذاء نفسها وأشباحها الشريرة اللي جواها خجولة زيها .. مبتعرفش تطلع لحد .. سيكو مش كده؟ بس مش سيكو اوي برده يعني ..

عارف .. 
هي زعلانة عشان بقت بتكره الكتب وبتكره الكلية وبتكره طريقها اللي مشيت فيه وكملت .. لما بتتفرج على صورها زمان مش بتحس إنها بتحبها .. عشان اللي ف الصورة دي دخلتها طريق غلط وهي المفروض دلوقتي تتحمل نتيجة غلطها .. بتقول إن التغيير ضروري وسنة حياة ورغي كتير ملوش لازمة .. بس الحقيقة إن التغيير ده هو كمان طلع كدبة بنقولها لنفسنا ونصدقها عشان نقتنع إن بكرة هيبقى أحسن .. أو بمعنى أصح إحنا هنبقى أحسن .. ندي لنفسنا أمل ولو بسيط إننا اتعلمنا مش انجرحنا .. وإن اللي فات مات مش لسة مدفون جوانا وبيطلع أشباحه تجري وارنا ف لحظات الضلمة اللي بتيجي فجأة .. وعشان نصدق إننا كبرنا بقى .. ومبقتش الحاجات دي بتأثر فينا خلاص .. 
و فجأة تلاقي نفسها ترد بكل تلقائية "هأو يعني".

عارف ..
حاولت كتير تستخبى .. بس الدولاب طلع صغير عليها .. وهو كمان مكركب وعنده مشاكله الخاصة .. هو كمان عاوز مساعدة فمش ناقصاها خالص .. جربت تتكلم .. بس لقت الكلام بيفضح .. والأهم إنه بيوجع .. جربت تكتب .. واكتشفت إن محدش بيفهم منها حاجة عشان هي خايفة الناس تفهمها .. عشان كل اللي فهموها قبل كده قالولها إنها بسيطة أوي .. وبعدين جرحوها وشوهوا جواها ومشيوا .. كأن كل حاجة بسيطة لازم تتعقد عشان تبقى نورمال .. تبقى زيهم .. زي أي حد .. ومن منطلق مبدأ اللي اتلسع من الشوربة ينفخ ف الزبادى بقت بتنفخ ف أي حاجة ..
 مع العلم إنها ف مرة كانت اقتنعت خلاص إنه زبادي  والناس كلهم أجمعوا على كده .. بس طلع شوربة .. مهو أصل اللسوعة لا دين لها.

 عارف ..
هي مش مرتاحة .. وفي موضوع صغير مدايقها حبة كتير .. عشان هي ببصيرتها الفذة شايفة هيحصل إيه قدام .. بس لسة مش عارفة تحله ازاي .. هي مش مكتئبة بس نفسها تختفي .. نفسها تنعزل عن الدنيا بما فيها وترتب الأوضة المكركبة .. بس الموضوع طلع كومبليكيتيد .. أكتر بشوية من مزاجها المتضايق وصحتها اللي ف النازل .. هي مش لاقية حل تاني ف الوقت الحاضر غير إنها تدعبس ف أي حاجة هبلة ف أي حتة .. أو تسمع أغنية من غير متفهم هي بتقول إيه بس هتحس برده إنها بتحكي قصتها .. وتكتب لحد متعرفوش عن زوابعها الفكرية الشعورية الحسية .. وتسمع تكتكة الزراير وهي بتكتب ..  وتحبها .. عشان هي الصوت الوحيد اللي سامعاه جنبها بيواسيها .. ويقولها إنها دايماً هتلاقي حد يسمعها .. حتى لو كان الحد ده متعرفوش وهو أصلاً مش عارف .. 
بس هي هتعرفه ..





2012-09-10

حين يتجدد الألم ..



لأن تلك الدموع التي نسكبها في لحظات ضعف .. على ظلال كانت تملؤ حياتنا واختفت فجأة كما ادعت "لأسبابها الخاصة" .. 
لا تستحق عناء الوجع ..

لأن تلك الثقوب التي تملؤ نفوسنا الهشة .. لا تؤذينا .. بقدر ما تسمح لبعض الضوء بالتسرب إلى الداخل .. ليلمس بأنامله مواضع الألم .. فتهدأ

لأننا حين نشعر ببعض الدفء نستسلم .. نبتسم نصف ابتسامة مكسورة .. ثم نستكمل البكاء ..

لأن حياتنا كقطار تشابهت محطاته .. لا يقف لثانية واحدة .. وعليك أن تنتهز كل فرصة لتقفز رغم خطر الوقوع والموت .. وإلا ستظل أبد الدهر أسير عجلاته .. تلك التي تسير في لا مبالاة متناهية .. بسرعة

لأن بداخل كل منا قصة .. تنتظر راوٍ محترف .. لينشرها على الأسماع ..

لأن الحب والصداقة والوفاء معانٍ أوشكت على الإنقراض ..

.
.
.

ولأني أفقتقدك كثيراً .. أياً كنت ..

سأعد التسجيل والقهوة ..

وأنتظرك كي تحرك معصم بابي .. وتدخل

فأنا كما تعلم

لدي صمتٌ كثير
وبنٌ رائع ..
واسطواناتٌ مجنونة .. أعرف أنك ستحبها
 حتماً .. !

2012-09-09

أنا راح غنيك ..



بقالها ساعة معملتش حاجة .. بتلف في كل الصفح وبتقرأ كل الكلام ومنطقتش غير كام كلمة على بعضها من ساعة مصحيت .. جربت تعيش حياتها الواقعية على النت كمان .. جربت تشوف هي هتبقى عاملة إزاي لو قفلت عقلها زي مبتقفل بقها عن الكلام طول اليوم .. وكانت النتيجة تقليب على اليوتيوب على ناس بتتكلم وتغنى وترقص .. دعبسة ف بروفايلات ناس بتحبهم تطمن عليهم وتمشي من غير متقول سلامو عليكو .. نطت على كذا بلوج جديد وجربت تقرا حاجة مناقضة تماماً للي حاسة بيه .. وعلى عكس المتوقع .. استمتعت أوي .. خرجت من المود شوية .. واكتشفت حاجة غريبة .. إنه مهما كان الموضوع اللي بتقراه بعيد كل البعد عن اللي هي حاساه لازم هتلاقى حاجة تربطه بيها .. ولو ملقيتش حاجة مش هتقرا للشخص ده تاني عشان معرفش يخليها تحسه جواها ..

 مبيفرقش معاها كتير لما تتكلم حد يفهمها .. وبيبقى كفاية عليها -أحياناً- المعنى الصغير اللي وصلهم من كلامها .. محدش بيركز معاها وده شئ كويس .. لأن لو ركزوا هيتعبوا .. ويمكن يزهقوا .. وممكن يشوفوها معقدة زيادة عن اللازم عشان بتدخل جوا أوي لأماكن محدش دخلها قبل كده .. بتفتكر دايماً طنط اللي كانت راكبة معاها ف التاكسي وكانت بتوصف للسواق الطريق المختصر عشان يوصل أسرع .. وقد إيه كانت متفانية في الوصف والدقة وبتتكلم بحماس كأنها بتحل أزمة فلسطين العالقة في الأمم المتحدة .. مش قصدها تريقة والله .. بس أصل هي كان نفسها تبقى كده  زي طنط دي .. يبقى كل حماسها وتفانيها في حاجة بسيطة .. متبقاش مكلكعة الدنيا دايماً .. كان نفسها تبقى زي مبيقولوا more shallow عن كده ..

خلصت امتحان امبارح .. ومعندهاش فكرة هي عملت ايه ولا هتعدى ازاي بعد الإبداع اللي حصل .. وغالباً مش فارق معاها ومبتحاولش تفكر .. جربت تكتب عشان ترتاح من المشاعر والكراكيب المتكركبة من قبل أيام المذاكرة واللعبكة اللي موجودة جواها بس لقت نفسها بتكتب برومانسية زيادة .. عن حد ماسك إيديها وساكت وبعينيه بيقولها متقلقيش .. عن حد بيسمع صوت قلبها وبيرد عليها بشوية دفا مع كوباية شاي بلبن عملها عشانها .. عشان الدفا يبقى بزيادة حبتين .. عن حد بيشغلها أغنية بتحبها بتهدي أعصابها وترجع ابتسامة هادية بترسمها الأغنية دي لا إرادياً كده .. حست إنها مأفورة فمسحت الدرافت ورجعت للدعبسة الصامتة ..

هي عارفة إنها غلطانة .. ولما بتبقى غلطانة مبتعرفش تختلق أعذار عشان تخرج نفسها من الموضوع .. بتقول آسفة بجد وبتسكت بعدها .. مش بتحس بإهانة ولا أي حاجة من اللي بتعملها كلمة آسف عند بعض الناس .. بس هي بتقفل على نفسها شوية عشان تصلح الغلط اللي حصل ده .. عشان تشوف المشكلة فين وتعدلها .. مبتبقاش زعلانة من حد قد مبتبقى زعلانة من نفسها .. مبتقدرش تتكلم وهي حاسة بالذنب فبيطلع صوتها واطي وهادي .. صوت مش عايز يطلع بس مُجبر .. بتاخد وقت علام ترجع وتنسى اللي حصل .. وبتحاول على قد متقدر تثبت للي غلطت ف حقه إنها عارفة إنه غلط .. وإنها مش هتعمل كده تاني أبداً ..

بتسمع أميمة خليل اليومين دول كتير شوية .. كتير زيادة عن المعتاد يعني .. وده مرتبط أكيد بحاجة هي مش عارفاها ومش فايقة تدور عشان وراها حاجات كتير أهم .. زي إنها ترتب الأوضة وترجع كل حاجة مكانها .. وزي إنها تفتكر معاد الدكتور عشان صحتها اللي بتتدهور من غير سبب .. وإنها تفتكر تجيب كتابين لدكتور أحمد خالد توفيق ورواية حلوة تخليها تعيط أسبوع كده .. وإنها تعمل حاجة بإيديها لشخص عزيز عليها والأهم إنه مستنى منها الحاجة دي .. عاوزة ترسم هيلين أوف تروي او أي حد مش مهم مين .. وعاوزة تمشي في الشوارع لواحدها وتجيب جليتر لونه فوشيا .. مش مهم هتعمل بيه إيه بس هي أكيد هتحتاجة عاجلاً أم آجلاً يعني .. 

المهم إن في الآخر لازم تعدل كل حاجة معووجة وتصلح أي حاجة انكسرت .. هحاول تبص لوشها ف المراية لما تبقى مدايقة ومش هتهرب من المواجهة .. هتحاول تقلل من مواقع التواصل الإجتماعي وتجرب تعيش حياتها الطبيعية وتبقى نفس الشخص على النت كمان .. صحيح مش هتبان مع إنها موجودة .. وصحيح مش هتتكلم مع إن جواها كتير .. وصحيح شوية والناس هتنسى رغيها ويمكن كمان متسألش هي راحت فين .. بس هتفضل تدعبس على اليوتيوب على أغنية جديدة ترسم إبتسامة لا إرادية على وشها .. وهتدخل بروفايلات الناس اللي بتحبهم تطمن وتمشي من غير متقول سلامو عليكو .. ولما تلاقي حد محتاجها مش هتتأخر .. وهتنعم بشوية ملل ووحدة مهمين أوي دلوقتي .. وهتحاول المرة الجاية متنساش .. ومتغلطش .. والأهم إنها متبطلش تسمع أميمة خليل عشان صوتها فيه دفا .. دفا محتاجة منه شوية عشان تعرف تتنفس ..

*العنوان من هنا

2012-09-02

Rationalizations


في محاولة فاشلة للنوم ..

أشعر بألم في عيني .. ضوء المصباح صار يزعجني .. أحاول التركيز فلا أنجح .. أتذكرني أكتب "لأني أتقن فن الهروب .. " ولا أذكر بقية ما كتبت .. فأقرر أن أهرب من ضغط اللحظة والقلق الذي بدأ يتسلل إليّ بقرار مصيري .. في محاولة فاشلة للنوم .. أتصل بصديقتي لتوقظني لأني لا أثق بنفسي .. أغلق الخط .. أحاول أن أتنفس بعمق لتقليل حدة التوتر كما تقول قواعد اليوغا .. أجد حاجزاً يقف في المنتصف .. يمنعني من استكمال شهيقي إلى نهايته .. أشعر أني أختنق .. أهدئ من روعي .. هي أزمة نفسية ستمر عما قريب .. "لا داعي للقلق أو لأي مواد كيميائية" هكذا أخبرت والدتي في محاولة أخرى للهروب من فكرة أني أحتاج إلى دواء .. أستلقى على الكنبة الخارجية كي لا أصل إلى الراحة التامة وأغرق في النوم فأجد صعوبة في الإستيقاظ .. أغمض عيني .. يعم السواد .. ويبدأ الكارنفال.

أكرهها .. لا .. لا أكرهها .. مللت من التفكير في ذلك الأمر .. أين أقزامي الصغيرة؟ .. لا أحد هنا سوى السكون والظلمة وأنفاسي المبتورة .. حسناً لنبدأ في عد الخراف .. رغم أنها فكرة أزلية قديمة لكنها لا تنجح معي .. لكن لا مانع من المحاولة .. واحد .. اثنان .. ثلاثة .. أربعة .. أين وضعت نظارتي؟ .. اللعنة عليّ أن أتذكر كي لا أمضي نصف الوقت بحثاُ عنها .. لم أعجز عن النوم؟ .. لا ليس الآن .. ضحى نامي .. نامي .. نامي .. أين أقزامي؟ .. أين أغنيتي العذبة التي تساعدني على عبور حائظ الأحلام بخفة؟ أين أضوائي البنفسجية المريحة للأعصاب؟ .. سأبتعد .. الآن قبل أن تتعقد الأمور أكثر .. لا حل آخر .. تباً .. لم لا يتوقف ذلك الدوار برأسي .. كم بقي من الوقت ؟ .. ليس الكثير .. لا فائدة .. هي .. كانت أياماً سعيدة .. أين هي الآن؟ .. أتمنى أن تكون بخير .. كم الساعة؟ .. اللعنة .. تجاوزت الثانية .. عليّ أن أغرق في النوم الآن .. الراحة أرجوكم .. أين وقفت في عد الخراف؟ .. اها نعم .. خمسة .. ستة .. سبعـة .. سـبــعـ .. !

تبدأ صورتك تظهر أمامي .. أنسى ما كنت أفعل ويشرد عقلي في مكانٍ آخر .. حيث أرى ما أريد .. تلك المنطقة المجهولة من عقلي التي ترسم كما تهوى .. فترى الناس كما تعرف عن نفسها لا كما تعرف عنهم .. وتراك كما تحب أن تراك ليس كما تكون حقيقتك .. تراك هادئاً .. مبتسماً .. تشعر بي .. تتألم لألمي وتحزن .. أصفع خيالاتي بقوة لأردني إلى السكون والظلمة وأنفاسي المبتورة .. أفتح عيني فأرى حقيقتي وحقيقتك .. لم تهتم .. وستظل لن مقترنة بلم إلى الأبد .. أجدني أنحني على نفسي .. أحاول أن أغلق تلك الفجوة التي ظهرت فجأة .. أخفي وجهي وأحتضن نفسي فأبدأ بالبكاء .. بلا سبب واضح .. أنا قلقة .. وحيدة .. لا أسمع سوى صوت عقلي الشارد الذي يخرج أفكاراً مشوهة .. أسئلتي التي لا أجد لها إجابة مقنعة سوى " أهو غلاسة كده ! "

أردتني أن ألون حياتي .. وها أنا ذا قد رفضت ألوانك لأنها قاسية وباردة .. وملأت حياتي بألواني .. ألوان غضب وحسرة لا تنتهي .. أعرف أني مخادعة .. أزهو بقدرتي على المضي قدماً رغم الوجع .. ألوم نفسي وأتجنب إلقاء اللوم على أحد .. أنظر إلى الأمور بإيجابية مزيفة .. لا أسخط على القدر لأنه بيحصلنا .. أبتسم وأضحك وأبدأ من جديد .. أحاول جاهدة إخفاء ذلك الضعف الذي يسكنني في لحظاتٍ كتلك التي تجتاحني بين الحين والآخر .. أحاول جاهدة ألا أبكي لأن الخذلان كان من نصيبي للمرة الثانية .. أو ربما الثالثة .. أو الرابعة .. كلعبة عد الخراف التي لا تقف سوى حين تغرق في النوم .. لن يقف الخذلان إلا حين تغرق في مكان آخر .. مكان بلا ملامح .. لن تعرف فيه سوى نفسك الشريدة ولن تلمس فيه سوى جبال الثلج التي وضعتها القسوة بداخلك .. ولن تثق فيه بأحد.

لم يكن ما حدث سوى تهدم المعنى .. فقدان الأمل .. الصدام مع حقيقة واحدة .. بأن وجود الصدق أمر نادر .. لن تصادفه في عمرك إلا إن رضي عنك ربك والقدر .. خيبتي ليست على قلب سُلب ما فيه برضاي .. لكن على فقدان تلك الأسباب التي أعانته يوماً على الحياة .. لتستحيل الآن نفس الأسباب التي قد تودي بحياته .. أقسو على نفسي كي أعلمها كيف تعيش بلا وجع .. فأتحطم في كل مرة ظننت فيها خطئاً أني أمد نفسي بالقوة .. أنفذ القاعدة " أقسو كي لا يكسرني حناني " .. وأغفل أنني بالفعل مكسورة .. ولأنني غبية معاندة أرفض الحنان .. لا من الناس ولا من نفسي .. عليّ أن أتقن فن العزلة .. عليّ أن أصير كما أريد .. فولاذية .. غير قابلة للخدش .. بلا مساعدة من أحد.

.
.
.

لم أبكِ كثيراً .. سرعان ما عدت إلى حالة الإنكار .. أنا بخير .. لا شئ على الإطلاق .. الأيام القليلة الباقية عليها أن تمر دون ضغط .. لنغلق ذلك الباب إلى حين .. إلى أن أجد علاجاً لضعفي المستور وخدوشي التي تملأني .. وأخيراً .. لأنفاسي المبتورة.


2012-09-01

فارما .. وشوية أمل



محاولة عبثية لتجنب التفكير فيما يحدث ..
المحيط صامت حد الموت ..
 أبدد صمته ببعض الصراخ الصاخب لمغني روك منزعج أو موسيقى هادئة تبعث على النوم ..
الإضاءة الحمراء تضفي جواً حالماً ..
كتبي المتراكمة حولي ترمقني ببلاهة تامة ..
أحاول مراراً ألا أفكر .. 
فأدع نفسي لفوضى الحروف .. أتوه مع انحناءاتها ..

Tachycardia
  .. أعرفها عن ظهر قلب .. تلك التي كانت تدفعني إلى الجنون .. أرتبك وأتساقط خجلاً أمامك ..
لا ترى ارتعاشة فمي الذي يحاول جاهداً إخفاء ابتسامة فاضحة .. 
ولا تلك الخفقات المتسارعة التي تهمس دوماً بكلمات عذبة .. لم تسمعها يوماً ..

it's contraindicated in .. 
أخفي باقي الجملة وأكملها بنفسي .. 
يُمنع استخدامها في حالات الوجع الخفي .. ذلك الذي يظهر فجأة إثر ذكرى شقية تلعب الغميضة مع عقل ملَّ من الركض والإختباء ..

Toxicity
هو الإمتلاء .. 
بالغضب ، الإرهاق ، الملل ..
وأخيراً 
الوحدة ..

Treatment
أقف على حافة السجادة المفروشة
أتردد قبل أن تلامس أناملي خيوطها المتشابكة ..
أتذكرها  وهي تخبرني .. الله أكبر تعنى الكثير .. استشعريها .. دعيها ترفعك من عالم الماديات إلى عالم آخر .. الله فيه هو الأكبر من كل شئ ..
أغمض عيني ..
أترك كل شئ ورائي .. وراء ذلك الخط الدقيق الفاصل
أقف أمامه .. وقلبي خجلان آمل ..
أتذكر .. الله أكبر من همومي ..
الله أكبر من الناس ..
الله أكبر من ماديات الحياة السخيفة ..
الله أكبر من كل شئ ..

أشعر بسكينة تلامس شغاف قلبي المرهق ..
يتمتم فمي بكلمات تزيد تلك السكينة عمقاً ..
ثم أغرق في نور اشتقت إليه ..
وانتظرته لوقت طويل .

.
.
.
.
.

أحاول أن أجد ما وقع مني خطئاً في زحمة الصدمات 
أحاول أن أجد معناً لما أفعل ..
أحاول أن أتمسك بالأمل بأن حياتي ستسير في طريق جديد .. بعيداً عن الأخطاء والعثرات
أستمر فيما أفعل رغماً عني .. 
أرسم وأضحك وأثرثر وأرقص التانجو مع دبي القطني
أنتشي لأني أفعل ما ينبغي فعله وإن كنت لا أتقنه
أحاول ألا أستسلم .. ألا أقع فريسة لعقلي الجائع
أنظر إلى سقف الغرفة .. وأحاول أن أتعلق بالنجوم
ولا أنسى أن أضع على الأرض وسادة لينة ..
 لتلتقطني في حال وقوعي .

ادعولي :)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....