2014-11-05

you've got cold.


في صوت متسرسب من اللاب بيغني، بيغني بعذوبة ورقة معرفش امتلكها الصوت ده كده ازاي، الساعة واحدة، غالباً باجي الوقت ده، الوقت ده بالذات وأحس بوحدة وإني محتاجة أتكلم مع حد، ودايماً كل البيت بيكون نايم، ومفيش كلية تنزل تشوف فيها بني آدمين دلوقتي، مبقيتش بشوف الزرع بتاعي كتير، مبقيتش بصحى الصبح أصلاً، وقريب هيتطلعلي جلد أسود وجناحات مكسرة وأبقى وطواط ليلي، وطواط ليلي قصير مبيعرفش يطير وبيفضل قاعد ف مكانه هنا.
مينفعش تقاوم الحنين، ساعات يعني بيشفطك فجأة، أنا معرفتش أقاومه وطلعت الكتاب وصورت أول صفحة، معرفش ليه، ما الكتاب معايا وهيفضل معايا ومش هيطلعله رجلين فجأة ويمشي عشان أصوره، وليه أول صفحة بس يعني؟ هاه؟ مفيش منطق ابداً للي بيحصل ده، أبدا. مش مشكلة، أهو هبل وهيروح لحاله، وبعدين اتشفطت تاني ف الحفرة ذات نفسها، هي هياها بس ف حتة تانية، لما فتحت حاجات قديمة بقالها سنين محدش قربلها وقريت، بس المرة دي قاومت وقفلت على طول، مش على طول أوي يعني قريت أكتر حاجات كنت بحبها ومشيت، وبرده قاومت لحد ما ابتعلني تماماً بقى امبارح وأنا بفتكر الحلم اللي حلمته وكان في حد ماسك إيدي ولما صحيت من النوم حسيت بمكان صوابعه بارد ولسة سايب أثر، وبعدين افتكرت الحلم اللي محكيتوش لحد وكان قاعد جنبي وجبلي بونبوني وحلويات كتير أوي، والتاني اللي كان مستنيني تحت وكل شوية يبص لفوق يشوفني موجودة وشايفاه ولا لأ، الإحساس نفسه بيتكرر، الروح نفسها كلّ مرة بحلم مختلف، افتكرت كل ده امبارح وكنت عاوزة أروح أقوله إني عارفة، بس مقولتش حاجة، وكملت سكات وعملت نفسي انشغلت.

ماما النهاردة قالتلي "قشطة" وهي بتضحك، قولتلها ايه قشطة دي، قالتلي زي ما بتقوليها خلاص قشطة، انا نمت لحد المغرب، وصحيت مش شايفة قدامي وبخبط ف كل حاجة وبقع لوحدي، وحاسة إن العالم بيجري وأنا مش لاحقاه، حرفياً مش لاحقاه، مع إني موراييش حاجة أعملها غير شوية مذاكرة هيخلصوا عاجلاً أم آجلاً، موراييش حاجة تخليني خايفة كده.

ممكن دلوقتي أبطل تفكير وأروح أنام مثلاً، أو أقرأ، أو أتفرج على فيلم، او على حلقة لهاوس، أو أرسم، أو أعلق حاجة زيادة ع الحيطة، أو أغني لناس بحبهم، أو أذاكر، أو اعمل أي حاجة تانية غير إني أفضل مستنية حد إيده دافيه يمسك بيها إيدي اللي بترتعش من كتر البرد دي. 

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....