2014-10-25

أي كلام بيتقال.


أنا كنت عاوزة حد أدخل أقوله الكلمتين دول وأمشي، بس محدش فاضي. 

من امبارح الصبح، وأنا متكلمتش مع حد، ماما لما تدخل تسألني مش عاوزة حاجة؟ طب خلصتي؟ وتقولي ربنا يعينك وتمشي، اخواتي بيعدّوا من على الباب يسلموا وكل واحد يشوف وراه إيه، المكتب مترتب بنفس الطريقة بقاله تلات أشهر أو أكتر، بقعد  قدام الحيطة البرتقاني طول اليوم، وشي للحيطة فعلياً، مش مكتئبة والله، ومش هقول أنا عيطت امتى ولا كل الكلام الفاضي ده، خلاص قررت أبقى كبيرة وناضجة كفاية إني محكيش كلام عبيط زي ده تاني. 
بنام كتير، وبقيت بصحى للصبح، وعارفة إن يوم الإمتحان هروح مطبقّة ومش شايفة قدامي، وقررت على فكرة أحل بدماغي، عشان طول مانا حاطة إجبار إني أحفظ بالنص مش هبص ف الكتاب، والدليل إني خلصت فهم الكتاب بيتكلم عن إيه ومحفظتش حاجة لسة، ومن الصبح بحاول أحفظ وأرتب المعلومات ومقعدتش من ساعة ما صحيت ساعتين على بعض. 
"من صغري وعمري ما بنسى مكان"
ماما قالتلي لمي الياسمين من ع الأرض وخديه عندك، البلكونة فيها هوا وبرد بيخفف كتير عن الواحد بس مش عارفة أقعد فيها لوحدي، عشان الضلمة والفضا اللي حوالينا، وعشان بخاف، قريت نص كتاب وبقعد أقرأ وأنسى الوقت رغم إنه مش وقته، بحاول أتغلب على ملل الأطفال بقراية متخلينيش أزهق وأفضل قاعدة مكاني لحد ما أوصل لرقم قياسي في السكون، وأثبت إن الأجساد الساكنة تماماً تتصادم في صمت، وأطلّع كلام عميق يقراه ناس كتير ويحبوني فحت وكده.
بس الحقيقة مش كده، الحقيقة إن أكبر أزماتي حالياً إني ألاقي حد ف وشي أحكيله قد إيه أنا زهقانة عشان مش عارفة ألبس تقيل ولا أخليني مصيّفة، عشان لما ببقى مصيفة ببقى سقعانة، ولو لبست حاجة فوقيها ببقى حرّانة، فعلاً الموضوع مزعج جداً، بجانب ان النضارة بهوقت عليا أول أوف أ سادين، وبقت بتقع من على وشي مجرد ما أبص للكتاب، وبضطر أثبتها بطوق ف شعري، والطوق بيتعبني على آخر اليوم وبحتاج أشيله، وبضطر أقعد أذاكر من غير نضارة، وأنا أصلاً عندي طول نظر، يعني مابشوفش القريب، سي هاو سيريوس مي بروبليمز آر؟
كنت عاوزة شيبسي بالخل لقيت أخويا جايبلي بالملح بس، وأنا أصلاً مبحبوش، وسناني وجعاني من قبل ما أبدأ امتحانات وفي سنة بتشاور عقلها تبقى عصب وهتطلع عين اللي جايبيني، بس انا أصلاً مش قادرة آكل على الناحية التانية عشان بتوجعني جداً، وممكن أخلص أكل بس عشان مش عارفة آكل على أنهي ناحية، ممكن ف ثانية على فكرة أحولك موضوع سناني ده لحاجة عميقة فحت وهي إن الدنيا كده، ناحية واجعاك والتانية مش مريحاك، ولا انت عارف تنبسط هنا ولا ترتاح هناك، ف بتفضل واقف في تلك المنطقة اللي ف النص ولا انت محصل كده ولا كده، بس لايف كيبس موفينج أون آيني واي.
جبت حاجات كتير عشان الأجازة، هنقضيها لعب وخمر ونساء والحاجات الحلوة دي، فكرت إزاي هلوّن الأوضة -بقالي سنة بقول هلوّنها_ وأخيراً هاخد الخطوة دي، هتعلم الطبيخ، هسافر اسكندرية أشوف سمر ونهير وأدخل مكتبة اسكندرية وأرمي ورقة ف البحر مش عارفة هكتب فيها إيه لسّة، هذل إيمان عشان هتبقى بتذاكر لسة ويمكن كمان بتمتحن، هنزل الكلية أشوف العيال، أكمل بروجيكت ولو لمرّة واحدة ف حياتي، وأخيراً أقعد قعدة صفا مع نفسي وحياتي ومذكراتي وهفواتي وسقطاتي وأقلامي وكل البول شيت ده وأقرر أنا عايزة أبقى دكتورة ولا لأ. ولو معملتش حاجة من دول وطلعت بالقرار الأخراني ده هيبقى أنجاز كبير جداً بالنسبة لي. آي والله.
أنا فعلياً مش قادرة أذاكر، ومجرد التفكير في العواقب الوخيمة للقعدة دي مرهق نفسياً وجسدياً، أمي لما بقولها إني زهقانة عشان لوحدي تقولي معلش، أنا فعلاً كنت عاوزة حد أرميله كل الكلام ده مرّة واحدة وكلام تاني كتير مستخبي بس للأسف، محدش فاضي.

أنا كمان المفروض مبقاش فاضية. المفروض يعني.

هناك تعليق واحد:

  1. قرأت هذه التدوينة، ثم نزلت هبوطاً بعدها، وأظنني ربما قرأت 5 أو 6 تدوينات.
    وبعد قراءة هذه التدوينات، دعيني أخبرك أنني واحد من آولئك الذين يحبون الأمل والتفاؤل، حتى وإن عجزت عن ممارستهم أحياناً، هو شئ يشبه حلم "الإستقامة"، التي يحبها الجميع، والذي يؤجله البعض، أو الجميع، لأنهم مازلوا راغبون في المجون والزندقة.
    ربما جميعنا لا نستطيع أن نمنح السعادة لأحد ما، وربما حتى نعجز منحها أنفسنا!، مهما كان مقدار رغبتنا في ذلك، ومهما كان مقدار سعينا لفعل ذلك. ولا يسعنا وقتها إلا أن نحزن لحزنه، ولكن مع التمسك بأمل أن السعادة ستغمر كِلانا يوما ما.
    ربما لا أعرف إنك كانت هذه حياتك أم حياة مُتـَخيَّلة، ولكن ما أعرفه جيداً أن الحياة بالنسبة لكل الناس ليست حياة واحدة، صحيح أننا نتشاركها مع الأخرين شئنا هذا أم أبينا، ولكن تبقى الحياة في مجملها هي حياة الجميع، وحياة كل واحد منا هي حياته هو. فإذا تهاوننا في بعض أمور تلك التي نحياها في المجمل مع الجميع، أظن أنه لا يحق لنا ابداً أن نتهاون ولو في اتفه الأمور الخاصة بحياتنا نحن، لأنها ببساطة حياتنا.
    قد تعاقبنا الحياة "الإجمالية، التي نتشاركها مع الجميع" أو تناوشنا، أو تحاول أن تنغص علينا، وتضع حولنا أناس يعجزون عن فهمنا، أو نعجز نحن عن إيصال ما نريد لهم، قد تضع حولنا اناس يخالفوننا في كل شئ، ويناقضوننا في كل، قد تضع حولنا أنا أصماء ونحن نريد من يسمع، قد تضع امامنا اناس عميان ونحن نريد من يرى، قد تضع أمامنا أناس فضوليين زنحن نحب العزلة والسكينة، قد تضع أمامنا اناس ثرثارين ونحن نحب الصمت. وتظل تفعل ذلك حتى تقنعنا بأننا وحيدين في هذه الحياة المملة التي لا تحوي إلا الأوغاد. وفي غمرة حنقنا، وربما بؤسنا وحزننا، نصدق ذلك، وننسى تماماً أن لنا "حياة" تخصنا، حياة نملكها بكاملها لا يشاركنا فيها غيرنا. وما علينا ببساطة إلا أن نصنع منها جنة تناطح ذلك الجحيم الذي يغرق حياتنا مع الأخرين.
    ..
    ربما نحن في حاجة لأن نكون مثل فيكتور هوجو، كتب "البؤساء" ولكنه في الواقع كان يحب "الفرفشة"!
    .

    ردحذف

:)

This title was intentionally left blank.

صديقي الأزرق الصغير، ألم تتلاشى بعد؟ أخبرني كيف كان نهارُك بعد تلك الليلة المضنية؟ ألا تزال ترفع عينيك إلى السماء و تصرخ بغضب؟ أعرف....